كورونا يفرض خسارة على مرضى التصلب المتعدد.. واستغاثات بسبب نقص دواء سولو ميدرول
يواجه مرضى التصلب اللويحي (MS)، وهو أحد الأمراض المناعية الذاتية الأكثر شيوعًا الذي يُصيب الجهاز العصبي المركزي، مشكلة نقص شديد في الأدوية الخاصة بهم التي تساعدهم على استكمال حياتهم بشكل طبيعي، عندما تشتد هجمة المرض وتهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه وأعضاءه، الأمر الذي يضطر معظمهم للجوء إلى السوق السوداء.
«وقت هجمة المرض على جسمي مبقدرش أقاومه من غيره».. يبدأ عبد المسيح ويليام المسؤول عن 25 ألف مريض حكايته بهذه الكلمات، مؤكدا أنه حين تأتي هجمة مفاجئة تظهر المشكلة التي تحتاج معها لأخذ جرعة من حقنة «سولو ميدرول» باعتبارها إحدى مثبطات المناعة التي تمنع عنهم اشتداد الهجمات ووقف تأثيرها.
ويؤكد أن الحقنة الواحدة من «سولو ميدرول» وصل سعرها إلى 1000 جنيه بدلًا من 180 جنيهًا، وعندما تواتيهم الهجمة الواحدة التي تأتي بلا موعد محدد يحتاج كل مريض على الأقل لـ5 حقن، فبعد أن كان سعرهم يصل إلى 1000 جنيه، باتت سعر الجرعة 7000 جنيه، وظهر ذلك حينما وضعت وزارة الصحة ضمن برتوكول علاج كورونا هذا النوع من الحقن، فتسبب ذلك في السحب الكبير عليها من مرضى كورونا، ولحقها نقص في السوق الدوائي.
فيصبح الحل الوحيد بالنسبة لهم هو الذهاب إلى مستشفى حكومي لتتمكن من الحصول عليها، ورغم ذلك عندما يذهبون لا يجدون إلا البديل بتركيز أقل، أو اللجوء للسوق السوداء التي أصبحت تبيع الحقنة الواحدة بـ1000 جنيه، إن وجدت.
ويروي أن هذه الجرعة تنقذ الإنسان من إعاقة مستديمة، وتمنع مضاعفات خطيرة، فكثيرا قد تتسبب هجمة شرسة للبعض في العمى أو ضباب على العين أو إعاقة في القدم واليدين أو تبول لا إرادي.
فكثيرا ما يتصل أهالي الـ25 ألف يبكون من وراء التليفون، بسبب الهجمات المفاجئة التي يتعرض لها في ظل نقص جرعة «سولو ميدرول»، مع عدم قدرته على توفير الحقن، في ظل النقص الدوائي.
ويحكي أنه بلغ عدد المصابين على مستوى الجمهورية ما يزيد عن 84 ألف حالة، لا يعرفون متى سيتعرضون لهذه الهجمة الشرسة وكيف سيواجهونها، مختتمًا حديثه باستغاثة لوزارة الصحة والرئيس عبد الفتاح السيسي، لمساعدة مرضى التصلب المتعدد وإنقاذهم، فمعظم المصابين هم شباب في مقتبل العمر يحتاجون لمعرفة مصيرهم في ظل نقص علاجهم الوحيد في السوق الدوائي.
ما هو مرض الـMS؟
المرض يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب الذي ووظيفته حمايتها، هذا التلف أو التآكل للغشاء والإضرار بطبقة الميالين يؤثر سلبًا في عملية الاتصال بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، فقد تصل الرسالة أو المعلومة التي يتم نقلها من خلال العصب بشكل أبطأ أو قد لا تصل إطلاقًا، وفي نهاية المطاف قد تُصاب الأعصاب نفسها بالضرر وهو ضرر غير قابل للإصلاح.
ولا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لإصابة شخص ما بمرض التصلب اللويحي دون آخر، لكن المعروف أن مزيجًا من العوامل الوراثية والالتهابات في فترة الطفولة يُساعد في ذلك.
