الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مستقبل التعليم الأزهري

الثلاثاء 14/سبتمبر/2021 - 05:43 ص

لم يكن أحد يتصور أنه سيأتي اليوم الذي يكون فيه التعليم الأزهري رهان المصريين، فقد كان واضحا أن البعض يدفع باتجاه تحجيم التعليم الأزهري، ولظروف لا يتسع المقام لشرحها كان التعليم الأزهري قد توارى عن الأنظار في أزمة تهدد مستقبله، فماذا حدث بين عشية وضحاها حتى بات التعليم الأزهري قبلة المصريين الذين أرهقهم البحث عن حلول لأزمة تقبع في كل بيت، تشير التقديرات إلى ارتفاع نسب التحويل إلى التعليم الأزهري من التعليم العام، وزيادة الإقبال على التسجيل في المعاهد الأزهرية، وقد ترافق الأمر مع أزمات واجهها التعليم بشكل عام في مصر، خاصة مع تفشي فيروس كورونا المستجد في العامين الأخيرين.


دعني عزيزي القارئ أرجع بك إلى الوراء قليلا لنعرف أن الأزهر الشريف كان الأساس الذي قامت عليه نهضة التعليم في بلدنا الحبيبة مصر، فرائد النهضة المصرية الحديثة رفاعة باشا الطهطاوي هو ابن الأزهر الشريف، ولا ننس أنه عندما تم تأسيس مدرسة الطب سنة 1827م على يد محمد علي باشا، تلبية لاقتراح الدكتور كلوت بك، لتخريج أطباء يعملون في المنظومة الصحية للجيش، ومن بعدها لكافة المواطنين، لم يكن أمام الحكومة حينها سوى طلاب الأزهر، للالتحاق بالمدرسة، فتم اختيار 100 طالب من طلابه لدراسة الطب، لأنهم الأقدر حينها على استيعاب دراسته، وتعلموا وقتها علوم الطب على أيدي أمهر الأساتذة من الدول الأوروبية، بالتوازي مع تعلم اللغة الفرنسية.

 

 وبعد خمس سنوات من إنشاء المدرسة تخرجت الدفعة الأولى من طلاب الأزهر، وتم اختيار المتفوقين منهم على أقرانهم، وحرص محمد علي باشا على استمرارية التعليم والنهوض به في مصر، فأبقي 8 من خريجي المدرسة، ليكملوا المسيرة والعمل في وظيفة مدرسين داخل المدرسة، وحرصه الزائد جعله يرسل الـ 12 الباقين إلى باريس، لإتقان علومهم وإتمامها على أكمل وجه، فلما عادوا عينوا أساتذة في المدرسة، وهم الذين تألفت منهم البعثة العلمية الرابعة، حيث نبغ معظمهم في نشر العلوم الطبية بمصر تدريسًا وتأليفًا وترجمة.


هكذا كان الأزهر رافدا مهما من روافد النهضة التعليمية، فهل سيعيد التاريخ نفسه ويسترجع الأزهر مكانته في دعم النهضة التعليمية، ويكون فرس الرهان في ذلك الآوان؟ 


لا شك أن هناك مؤشرات قوية على اهتمام الأزهر وقيادته بالشأن التعليمي، وهناك قرارات ساهمت في تعزيز ثقة المصريين في التعليم الأزهري وجدية القائمين عليه، لكننا نطمع في المزيد لأننا نرى الأزهر دائما كبيرا، نطمع من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، الذي يعمل جاهدًا على الحفاظ على هوية الأزهر الشريف ومكانته، ليس في مصر فحسب بل العالم أجمع، ومن رئيس الجامعة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، ونائبه القيادة المستنيرة الأستاذ الدكتور محمد الشربيني، العمل على إنشاء كلية للطب البيطري، كلية للعلاج الطبيعي، كلية للآثار الإسلامية، كلية للذكاء الاصطناعي، كلية للنانوتكنولوجي، معهد فنى للبرمجة والحاسبات، معهد فني للبصريات، معهد لدراسة الخط العربي، والتوسع في فتح الكليات التطبيقية الأخرى، حتى يتم استيعاب هؤلاء الطلاب، بعد ثلاث سنوات من الآن، وحتى يتم مساواتهم بزملائهم في التعليم العام، لأن كل هذه الفرص بل أكثر متاحة في التعليم العام.

تابع مواقعنا