الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

واسيني الأعرج.. أديبٌ من سبك الإبداع وزهرة أنبتتها اللغة

واسيني الأعرج
ثقافة
واسيني الأعرج
الأحد 08/أغسطس/2021 - 10:53 ص

نكتب لأننا نرفض أن نُشفى من الآخَر، ونرفض كذلك أن نُنسى.. هكذا قال في إحدى أعماله، وربما قصدها، ‏فهو من الذين لا يسهُل نسيانهم، إنه الروائي واسيني الأعرج الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده 66، فهو ‏مولود في 8 أغسطس من العام 1954، وهو روائي عربي من طراز فريد، خاض مع اللغة والأدب رحلة ‏طويلة، مُتشعبة، التحم فيها مع الحب، والصوفية، والتجرد، والرمزية، والتاريخ، هو صوت وجد ليبقى في ‏وجدان قارئه، أو كما قال هو الأصوات لا تموت، شيء منها يبقى عالقًا في الأشجار، والأحجار، والهواء ‏وأدب، واسيني الأعرج يبقى دائمًا منه أشياء.‏

ولد واسيني الأعرج في عام الثورة الكبرى، ثورة التحرير في الجزائر، فكأنه جاء مبشرًا بقدومها، ولد بمنطقة ‏سيدي بو جنان في ولاية تلمسان، بالجزائر، تلك الولاية التي دارت فيها العديد من المعارك الكبرى أثناء ‏اشتعال الثورة الجزائرية ضد الجيش الفرنسي، أهمهم معركة جبل فلاوسن أفريل 1957، كما استشهد ‏والده في أحداث تلك الثورة بعد ذلك عام 1959، وأوصى زوجته قبل وفاته بأن تعلم أولاده وأن لا تتهاون ‏في ذلك.‏

‏ تشبعت عيناه منذ الصغر ببسالة بلاده، وامتزج قلبه بحب الوطن، حبٌ لا انشطار فيه، درس واسيني بالمدارس ‏الفرنسية، ثم درس اللغة العربية في كتاب في بلدته في أول الأمر، بعدما أودعته جدته ليتعلم العربية، ثم ‏بعدما زخرت روحه وتشبعت بها، قرر أن يدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة الجزائر، ومن بعدها ‏الماجستير والدكتوراه من جامعة دمشق، ليعود بعدها أستاذًا جامعيًا في جامعة الجزائر، يعلم فيها الأدب ‏والنقد، وظل في الجزائر حتى قيام الحرب الأهلية، وازدياد أعمال العنف والإرهاب في مطلع التسعينات، ‏وكان واسيني مهددًا وقتها، فترك الجزائر عام 1994 متجهًا إلى فرنسا، وذلك بعدما تلقى دعوة من ‏جامعة السوربون الفرنسية ليكون أستاذًا فيها من وقتها وإلى الآن.‏

 

بدأت رحلة إبداعه منذ العام 1974 بصدور روايته: جغرافية الأجساد وبعدها البوابة الزرقاء، كتب خلال تلك ‏الرحلة العديد من الأعمال التي انتشرت في البلاد العربية وحتى خارجها، ومن أشهر تلك الأعمال طوق ‏الياسمين وأصابع لوليتا ومي: ليالي إيزيس كوبيا، التي يحكي فيها عن الكاتبة الشهيرة مي زيادة، ‏وفترة محنتها المليئة بالألم عاشتها في مستشفى العصفورية للأمراض العقلية، بلبنان،  وطوق الياسمين، وأنثى السراب ومملكة الفراشة التي حازت على جائزة كتارا للرواية العربية 2015، حيث جسد فيها ‏الحرب الأهلية الجزائرية وصورها من منظور كاتب عاش تجربة التضييق على الإبداع وتكبيل الأفكار، ‏وتهديد المفكر، والعديد من الأعمال التي لا يسعنا الحديث عنها في مقال واحد، نقلت إلينا مسيرة بلدان ‏وأشخاص، وشجر وطير.‏

نال واسيني الأعرج الكثير من التكريم، فحصل على على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله 2001، ‏وجائزة الشيخ زايد للكتاب 2007، والدرع الوطني لأفضل شخصية ثقافية من اتحاد الكتاب الجزائريين، وجائزة ‏أفضل رواية عربية عن روايته البيت الأندلسي.

 كما ترشح 4 مرات لنيل جائزة البوكر للرواية العربية، وحاز على ‏جائزة كتارا للرواية العربية عن روايته مملكة الفراشة 2015، والعديد من التكريمات من المؤسسات ‏والجامعات ومن مختلف البلدان.‏

تابع مواقعنا