أب يستغيث بنجله: "إخواتك طردوني في الشارع وأمك خلعتني بعد 48 سنة" (مستند)
"ر أ ع" رجل يبلغ من العمر 77 عامًا، يعيش في أسرة مكونة من 3 من الأبناء وزوجة، ويعمل طوال حياته على رعايتهم، منذ أن كان مُوظفًا بشركة النصر، وحتى سفره لمدة 11 عامًا للسعودية، وختامًا في أحد المحال التجارية الذي يديره نجله الأوسط.
تعود القضية إلى قيام الأم قبل أعوام بمُحاولة إقناع الأب البالغ من العمر 77 عامًا ببيع الوحدة السكنية التي يقيمون بها، لابنتيه الصغرى والكبرى، بادّعاء أنه بذلك يحمي مُستقبلهم حال وفاته، ويكون لبناته مسكن إذا ما جار الزمان على أحدهما.
اقتنع الأب المُسن بحديث الأم، وقام بتحرير عقد بيع مُوثق بالشهر العقاري لابنتيه، تنازل فيه عن الوحدة السكنية، ظنًا منه بأنه يستكمل مُشواره في تحقيق الأمان والحماية لابنتيه، ولم يكن وقتها يعلم ماذا تُخبئ له الأقدار، ولم يشك لحظة أن من قام بتربيتها وتعليمهما وتزويجهما تكونان هما السيف الذي يُذبح به في نهاية رحلته.
لم يمر أيام على تحرير العقد، حتى تلقى نجله الأوحد والأوسط اتصالًا هاتفيًا منه في السادسة صباحًا، يُبلغه أن أختيه قامتا بطرده من المنزل، قائلًا: "يا محمد إخواتك طردوني من البيت، وأنا مرمي في الشارع بشنطة هدومي".
هرول الابن مسرعًا إلى منزل الأسرة، فوجد الأب يحمل حقيبة ملابسه ويقف في الشارع أسفل المنزل، فتحدث إلى أختيه بأن ما فعلتاه لا يُمكن السكوت عليه، وطالبهما بالرجوع عما اقترفتاه، إلا أنهما رفضتا وأصرتا على طرد الأب من المنزل.
اصطحب الابن والده إلى المحل التجاري الذي يبيع من خلاله الإلكترونيات، وقدّم له كوبًا من القهوة، وهنا نطق الأب بعبارات تقشعر لها الأبدان: "يا محمد هاتلي مرتبة ومخدة أنام عليهم في المحل"، رفض الابن ذلك، وأعدّ غرفة في المنزل لوالده حتى يقيم بها، ليُخفف عنه الظلم الذي تعرض له من ابنتيه.
لم يمر أيام حتى فوجئ الابن بـ "مُحضر من المحكمة" يُسلم له إعلانًا بقضية خُلع، أقامتها الأم "ع. ك" ضد زوجها الذي ظل طوال حياته يعمل من أجلها وأبنائها، أصيب الابن بصدمة في والدته وأختيه اللتين أعدتا خطة للاستيلاء على أموال الوحدة السكنية، أرغما والده على بيعها، وأعدا لطرده في "الشارع"، في نهاية حياته.
الأم ذكرت في دعواها، أن الزوج البالغ من العمر 77 عامًا، والذي عاشت معه على مدار زمن طويل، لا يُحسن مُعاشرتها، ويعتدي عليها، ويُحدث بها أضرارًا نفسية ومعنوية ومادية، وطالبت برد المهر الذي يبلغ جنيهًا واحدًا وتسليمه له عن طريق المحكمة بالدعوى رقم 969 لسنة 2021.
فيما طالب الابن جهات التحقيق بعدم تمكين الأم من مطلبها، نظرًا لظروف الواقعة، وناشد أختيه وزوجيهما "ع أ وم ع" بالعدول عن قرارهم، وإكرام والدهم الذي ضحّى من أجلهم على مدار سنوات، وناشد كذلك الأم أن تراعي ربها في زوجها.