الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المفتي عن "لحوم العلماء مسمومة": نوع من التقديس

الدكتور شوقي علام
تقارير وتحقيقات
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
الجمعة 18/يونيو/2021 - 10:46 م

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن عبارة "لحوم العلماء مسمومة" التي يتداولها البعض للدفاع عن غير المتخصصين ممن يمتهنون الدعوة دون تأهيل، تعتبر نوعًا من إضفاء القداسة على شخص ما، مضيفًا أنه من العجيب أن هؤلاء لديهم ازدواجية، فهم يطلقون هذه العبارة لصالح أتباعهم، وفي المقابل يسيئون إلى غيرهم من العلماء الحقيقيين.

وأكد المفتي، في تصريحاته ببرنامج “نظرة”، المذاع عبر قناة “صدى البلد”، مساء اليوم الجمعة، أن وصف أو كلمة (شيخ) تعني أن هذا الشخص الموصوف بها قد بلغ رتبة عالية من العلم الشرعي وَفق منهجية عِلمية سليمة، وهي من المصطلحات الراقية الدقيقة، ولكنها للأسف استبيحت، وأصبحت تطلق على غير المؤهلين.

وذكر أن الإمام مالك قال: "ما جلست للفتيا إلا بعد أن شهد لي سبعون من أهل هذا الفن"، وهو ما يؤكد أن أمر الإفتاء، خطير لا يمكن أن يتصدر له إلا المؤهلون لهذه المهمة.

وتابع: "ما تعلمناه في الأزهر وهو متوارث في جميع المحافل العلمية، أن كلمة شيخ هي من أرقى الدرجات العلمية التي يصل إليها دارس علوم الدين، ولا يجب أن نُطلقها إلا على من تأهل تأهيلًا علميًّا وفق منهجية ونظام قانوني".

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن هناك مجموعات تريد تحقيق أهداف معينة وشخصية، فتضفي هالة من القداسة على أشخاص مُعينة ويصفونهم بأسماء، مثل: العلامة، والنحرير وغيرهما، وفي نفس الوقت يطعنون في العلماء المُعتبرين والشخصيات العلمية المُعتبرة، ويقللون من شأنهم.

وعن تقسيم البعض أنفسهم إلى دعاة للمُتدينين وآخرين للعوام، وغيرهم لطلبة العلم كما قال الداعية السلفي في شهادته، أكد فضيلة المفتي أن التخصص أمر مهم، والقائم بالإفتاء يخاطب كل من أراد الاستبصار لأمر ما، ونخاطب الكل بخطاب واحد وبشكل مُتساوٍ دون تفرقة.

ولفت فضيلته النظر إلى أنه لا ينبغي أن يستعلي أحد بطاعته أو بعلمه، مُستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره الله".

أما عن مسألة ضرورة التمذهب بمذهب فقهي معيَّن، قال مفتي الجمهورية: إن ذلك يكون في إطار المنهجية العلمية في التعلم، وإنه يتم الالتزام بمذهب فقهي لدراسته ومعرفة قواعده الثابتة، فهي منهجيات في سياق التعامل مع النص الشرعي للتعلم، مشيرًا إلى أن الأفراد العاديين ليس لزامًا عليهم الالتزام بمذهب معين، وأن مصر بطبيعتها والأزهر الشريف قابل لاحترام الآخر وعدم إقصاء أحد.

ونوه بأن دار الإفتاء المصرية تأخذ بكافة المذاهب الفقهية، وتتخير منها ما يناسب أحوال الناس والواقع المُتغير.

ومن القضايا التي وردت في شهادة الداعية السلفي في المحكمة قضية الخلافة، بيَّن فضيلة المفتي أن الخلافة هي أحد أسماء رئاسة الدولة، وإدارة شؤون البلاد في فترة زمنية معينة، وأن ما يقوم مقامها بأي اسم يغني عنها.

وأوضح مفتي الجمهورية أن منصب رئيس الدولة أو الملك أو الأمير أو السلطان وغيرها، هي كلها أسماء تغني الآن في عصرنا عن اسم الخلافة.

واختتم شوقي علام قائلًا: “يُحرم الانضمام إلى الجماعات الإرهابية قولًا واحدًا”، لافتًا إلى أن دار الإفتاء أصدرت فتوى تُحرم فيها الانضمام إلى جماعة الإخوان، وبالتالي كافة الجماعات الإرهابية؛ لأنها مُنبثقة عنها.

تابع مواقعنا