الإنتاج الصناعي وتدابير القطاع المالي حافظا على معدلات النمو في الدول المتقدمة
تشـير تقديـرات خبـراء صنـدوق النقـد الـدولي في تقرير"آفاق الاقتصاد العالمي" إلى أن أدوات الضبـط التلقائـي وتدابيـر القطـاع المالي، أسـهمت بنحـو 6 نقـاط مئويـة في النمـو العالمي خـلال عـام 2020، ورغـم صعوبـة تحديد حجـم انكمـاش النمـو العالمـي بدقـة، فـإن غيـاب هـذه الإجـراءات ربمـا كان لينتـج عنـه انكمـاش أسـوأ بثـلاث مـرات.
وأوضح التقرير أن قيمـة العملـة ارتفعت في معظـم الأسواق الصاعـدة والبلدان المصدرة للسلع الأولية، بينما تراجعت قيمة الدولار الأمريكي منذ إبريل الماضي، وسـاعدت هذه التطورات في الحد من تفاقم الصدمة، كما أنه مـن أهـم العوامـل وراء التعـافي العالمي منـذ النصـف الثـاني مـن عـام 2020 أنه عقب انهيـار متزامـن دام لفتـرة قصيـرة، عاد الإنتاج الصناعي إلى مسـتويات ما قبل الجائحة.
وحسـب توقعـات خبراء صندوق النقد الدولي، تظـل مسـتويات إجمـالي النـاتج المحلي أقـل كثيـرا دون مسـار مـا قبـل الجائحـة حتـى نهايـة عـام 2024 في معظم البلدان، ويلزم في الاقتصـادات المتقدمة تطبيـق قيـود علـى بعـض المناطـق مـن وقـت لآخـر للقضـاء علـى انتشـار سـلالات جديـدة مـن فيـروس كورونا.
كما أشار التقرير الي تفـاوت مسـارات التعـافي داخـل مجموعـة الاقتصادات المتقدمة، حيـث من المتوقع عـودة النشـاط إلي مسـتواه في نهايـة عـام 2019 خـلال النصـف الأول مـن عـام 2021 في الولايات المتحـدة وخـلال النصـف الثاني في اليابان، وفي منطقة اليورو والمملكة المتحدة يظـل النشـاط دون مسـتواه في نهايـة عـام 2019 خـلال عـام 2022، فيما تـم تخفيـض توقعـات عـام 2021 في حالـة أوروبـا وزيادتهـا في حالـة اليابـان والولايات المتحـدة، وتجاوز النمـو في الولايات المتحدة واليابان التوقعات بفضل الدعم المالي الإضافي الـذي أقـره كلا البلديـن في نهايـة عـام 2020.
وتابع التقرير أن مجموعة تدابيـر الإنقـاذ التـي أعلنتهـا إدارة بايـدن بقيمـة 9.1 تريليـون دولار أمريكـي تسهم في إعطـاء دفعـة إضافيـة لإجمالي النـاتج المحلي خـلال الفتـرة 2021-2022، مـع انتشـار الآثـار الإيجابية إلى الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.
ولفت التقرير إلى اسـتطاعة عـدد مـن البلـدان الأوروبيـة مثـل (قبـرص وإيطاليـا ومالطـا والبرتغـال وإسـبانيا) اسـتدراك جـزء مـن الموسـم السـياحي في فصـل الصيـف، مـن خـلال إعـادة فتـح الأنشـطة في منتصـف عـام 2020، لكـن ذلـك أدى إلى ارتفـاع حـاد في أعـداد الإصابـات، واضطـر البلـدان إلى إغلاق مـن جديـد في الشـهور الأخيـرة مـن عـام 2020 وامتـد لعـام 2021.
