الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“ربنا عطاني عيال عفشين”.. “سمرة” تروي تفاصيل معاناتها مع ابنائها طيلة 18 عامًا قبل حادث سوهاج

الحاجة سمرة
تقارير وتحقيقات
الحاجة سمرة
السبت 27/مارس/2021 - 05:23 م

بخطوات ثقيلة تتجه سمرة الراوي نحو شباك التذاكر بمحطة القطار بنجع حمادي، قدم تتقدم وأخرى تعود للخلف، في الساعات الأولى من ظهر أمس الجمعة، للحصول على تذكرة لا تملك قيمتها ووجهتها القاهرة، قاصدة السيدة زينب وطالبة المدد والعون من بنت رسول الله، حيث تلوذ بها آملًا في نظرة تطيب بها سقامها، ويسوقها القدر لمقابلة شاب "ابن حلال" كما تقول عنه يتكفل بثمن التذكرة لتكون واحدة من مصابي فاجعة تصادم قطاري سوهاج.

سنوات عجاف عاشتها السيدة الخمسينة، بين الخوف والقلق، بسبب ابنها، وبلكنتها الصعيدية تسرد لـ"القاهرة 24"، الأبواب كافة أغلقت بوجها ولم تجد سبيل سوى طرق بين آل البيت وأولياء الله الصالحين، لتجد برفقتهم السكينة التي طالما بحثت عنها لسنوات طويلة، وقالت: "ركبت القطار وكنت رايحة مصر؛ لأم العواجز أم هاشم ستنا زينب، قولت أقعد فيها، ماعيش حبايب غير ربنا، وعيالي اللي عطاهملي عِفشين، هروح فين إلا للسيدة زينب وأولياء الله الصالحين؟!".

“كنت متلطشة من مكان للتاني”

تركت سمرة منزلها، منذ أسبوعين، بعد تهديد ابنها لها بالذبح، وبصوت مكلوم أكدت: "كنت متلطشه من مكان لآخر، والغرب هما اللي شالوني"، لتلجأ إلى الساحة الرضوانية لتحتمي بها، ولكنها وجدت عددا كبيرا من السيدات والبنات، لتقرر الرحيل مرة أخرى؛ بحثًا عن مأوى وكفيلها رب العباد، "مشيت وأنا معرفش حد وربنا بس اللي متكفل بيا".

تحكي الأم لأربعة أولاد أنها تعاني من قساوة الابن متعاطي المخدرات منذ 18 عامًا، وفي كل ليلة كانت على موعد مع الخوف، لتسرد: "بعد وفاة زوجي زادت قساوة ابني عليا، معاملته عفشه معايا ومشيت عشان خوفت إنه يدبحني.. وقبل ما أمشي قولتله عايزه الثلاجة والغسالة والبوتاجاز، قالي ماتدوريش عليهم ولو دورتي هدبحك"، متابعة: "كان يجي بالليل يكتفني وأنا نايمة.. كنت شاربة المر من كيعاني".

بعد وفاة زوجي زادت قساوة ابني عليا

سمرة أم لأربعة الأولاد، ولدان وبنتان، الابن الأصغر، اختار الهروب مثله كمثل أمه هربًا من بطش الأخ الكبير، بينما البنات متزوجات وكلًا منهن اختارت منزلها وتخلت عن الأم، وكان للأخيرة النصيب الأكبر من قسوة البنات أيضًا، حتى بعد نجاتها من موت محقق بحادث القطار، قائلة: "البنتين جم سألوا عليا ومشيوا.. لسه قلوبهم قاسية".

"يدك ساعديني يا حاجة وهوصلك بر الأمان"، كلمات تلفظ بها شاب غريب، كانت بمثابة طوق النجاة عن السيدة الخمسينية، وتسرد: "ابن الحلال مد ايديه وقالي هاتي يدك ساعديني يا حاجة وهوصلك بر الأمان برا.. أنقذني من بين الكراسي والحديد والإزاز، ربنا يعطيه عمر فوق عمره شالني وطلعني برا القطار، وبعد ما طلعت أغم عليا والإسعاف نقلتني على المستشفى".

تناشد السيدة الخمسينة وزارة التضامن الاجتماعي، برئاسة الدكتورة نيفين القباج، بتوفير مأوي لها، ومعاش نقدي، مردفة: "مش عايزة غير سكن يداريني ويسترني ومعاش أعيش بيه".

مناشدة وزيرة التضامن

 

تابع مواقعنا