"أعراضها مُشابهة لكوكساكي وان".. كيف تنتقل الحُمى القُلاعية من الحيوان إلى الإنسان؟ (فيديو)
تنتشر الحُمى القُلاعية في الحيوانات، ونادرًا ما تُصيب الإنسان، فهي مرض مُشترك أيضًا لكن بحِدة أقل من حُمى الوادي المُتصدع، والقُلاعية، تُصيب الإنسان، من خلال العدوى التي تنتقل له عن طريق التعامل المُباشر مع الحيوان المُصاب، إذ لم يتبع الإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا الفيروس.
والحُمى القُلاعية مرض فيروسي من مجموعة "RNAvirus"، وعلى الرغم منّ أنها مجموعة ضعيفة جدًا، لكن شديدة الضراوة، تُصيب عددا كبيرا من المجترات وكبار السن من الحيوانات، لكن لم تصل إلى أعداد وفيات كثيرة، أمّا في صِغار السن من الحيوانات، قد تكثر فيهم الوفيات؛ نظرًا لضعف مناعتهم.
وفي سِياق ذلك، يقدم "القاهرة 24" أبرز النصائح للوقاية من الحُمى القُلاعية، وطُرق العدوى وكيف تنتقل من الحيوان إلى الإنسان في هذا التقرير.
تقول الدكتورة صفاء إبراهيم، طبيبة بيطرية بإدارة الرعاية التناسلية والتلقيح الصناعي بمديرية الطب البيطري بالفيوم، لـ"القاهرة 24"، إن الحُمى القلاعية، مرض فيروسي من مجموعة "RNAvirus"، وعلى الرغم منّ أنها مجموعة ضعيفة جدًا، لكنها شديدة الضراوة، تُصيب عددا كبيرا من المجترات وكبار السن من الحيوانات، لكن لم تصل إلى أعداد وفيات كثيرة، أمّا في صِغار السن من الحيوانات قد تُكثر الوفيات نظرًا لضعف مناعتهم، ولأنها تُسبب بعض الأمراض في القلب، ومنها ممكن تسبب وفيات في الأجنة الصغيرة أو إجهاضات، بسبب السخونة، مؤكدة أن حوالي 50% من المواليد الصغيرة تموت لهذا السبب.
وأوضحت الطبيبة أنّه بالنسبة لكبار السن، يُصاب بقرح في الفم أو حويصلات مائية في الفم تمنع الإنسان أو الحيوان من تناول الطعام والشراب، ما يسبب في خسارة وزنه ويقل في الحركة، وهنا يوجد خطورة على الثروة الحيوانية، فالثروة الحيوانية ثروة اقتصادية منّ المُهم فيها زيادة الوزن، وزيادة كفاءة وطاقة الحيوان حتى نستطيع الاستفادة منه اقتصاديًا.
وتؤكد الدكتورة صفاء إبراهيم أن الحُمى القُلاعية موجود منها 7 عِترات، والمتوفر من التحصين حاليًا، التحصين الرباعي أو الثلاثي والأحادي معًا، وذلك للوقاية من الإصابة بالحُمى القُلاعية، حيث يتم التحصين مرة كل ثلاثة أشهر، وعن الحيوانات المُعرضة للإصابة بالحُمى القُلاعية كافة حيوانات المزرعة، مُعرضة للإصابة منها:" الأبقار والأغنام والجاموس والماعز".
أسباب انتشار الحُمى القُلاعية
وأوضحت الطبيبة أن أسباب انتشار فيروس الحُمى القُلاعية سريعًا على الرغم من ضعفه كفيروس، حيث من السهل جدًا أن فيروس الـ"rna"، يموت بالسخونة، لكن لديه ميزة يستطيع من خلالها أنّ يُكيف بها نفسه جيدًا، فهو سهل الحَمل، وممكن نقله مع التيار الهوائي.
حيوانات المزرعة
وأشارت المُختصة إلى أن فيروس الحُمى القُلاعية يستطيع أنّ يحافظ على نفسه، ولديه قابلية للتكيف عالية، فحيوانات المزرعة عددها كبير جدًا، ومن ذلك سهل نقل العدوى من خلال التلامس مباشرة، والأسوأ والأخطر، هو نقل الحيوانات من مكان لآخر، خاصةً إذا كانت مُخالطة لمصاب، ولم يظهر عليه الأعراض أو مُصابة، ومن خلال نقلها من محافظة لأخرى بدون إجراءات احترازية أو عدم نقلها بكيفية مُعينة يعد الأخطر، أو أنّ تكون غير مُحصنة.
أهمية التحصين
وأشارت الطبيبة بإدارة الرعاية التناسلية والتلقيح الصناعي إلى أهمية التحصين، فالتحصين من الحُمى القُلاعية، مهم جدًا ومن العوامل الرئيسية التي تستطيع من خلالها المساعدة في القضاء على المرض، كما أنّ التحصين المحلي، له مردود عالٍ جدًا للحيوان.
أعراض كوكساكي وان والحُمى القُلاعية
وأوضحت الطبيبة أنّ الكثير يخلط بين أعرض مُشابهة في الإنسان لمرض "كوكساكي وان"، وبين أعراض مرض الحُمى القُلاعية في الحيوان، ومرض كوكساكي وان، هو مرض"اليد والفم والقدم"، في الإنسان، ويظهر هذا المرض في الإنسان على شكل حويصلات بين الأصابع والأرجل والفم، لكن يختلف تمامًا عن الحُمى القُلاعية الذي يفرق بينهما، العينات المعملية، أو الاختبارات المعملية المتخصصة خاصةً اختبار إليزا.
مرض اقتصادي
وبحسب الدكتورة صفاء إبراهيم، فعندما ظهر هذا المرض في فرنسا والمملكة المتحدة، فقد خسروا حوالي 13 مليار دولار، في فترة ظهوره نتيجة الخُسارة المالية العالية، في حيوانات المزرعة، ومن هُنا كانت بداية تعرف الحُمى القُلاعية إنه مرض اقتصادي، يؤثر على الحيوان نفسه لكن لا يموته مباشرةً، فيؤثر أكثر في كفاءة الحيوان، فخطورة هذا المرض في خطورته الإقتصادية.
أعراض الحُمى القلاعية للحيوان والإنسان
- ظهور حويصلات مائية في الفم مع حويصلات مائية في حلمات الضرع للحيوان، وبمجرد انفجار الحويصلات، يبدأ ظهور مكان قابل للعدوى البكتيرية أو الفطرية تسبب أمراضًا كثيرة للحيوان، وتمنعه من أن يعيش بكفاءة عالية، من هُنا يقل في الحركة والأكل والوزن ويقل إنتاجه من اللبن، ومنّ هُنا تقع أضرار اقتصادية عالية جدًا، وبمبالغ عالية أيضًا.
- سخونة بجميع أجزاء الجسم يشبه دور البرد للحيوان والإنسان.
- قرح بالفم خاصة في الأطفال وكبار السن نظرًا لضعف مناعتهم في هذا السن.
- ظهور طفح جلدي خفيف بين أطراف أصابع القدم لكبار السن والأطفال ونادرًا ما يحدث ذلك حاليًا.
كيف يقي الإنسان نفسه من الحُمى القلاعية؟
- تناول اللبن مغلي مُبسطر مُعلب.
- تجنب التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة بالقلاعية.
- القضاء على الحشرات الموجودة لأنها حاملة للمرض.
- تناول مشروبات دافئة وأطعمة غنية بالفيتامينات لرفع المناعة.
طرق العدوى للحمى القلاعية من الحيوان للإنسان:
وبحسب الطبيبة المُختصة أيضًا، فإن العدوى تنقل للإنسان والحيوان، بمنتهى السهولة بعدة طرق:
- منّ خلال سيارات، أو تطاير رزاز في الهواء.
- ينتقل من خلال الملابس، ومن خلال عدم نظافة المزارع.
- الفيروس ممكن يستمر في الهواء شهر، وممكن يستمر فترة طويلة في جسم الحيوانات البرية والأليفة، التي لا يظهر عليها أعراض كالقطط والكلاب، ثم ينقل لحيوان آخر قابل للإصابة.
- التعامل المباشر مع حيوان مصاب.
- تنقل من خلال التلامس من حيوان مصاب لحيوان سليم.
- تنقل للإنسان أطفال وكبار سن من خلال تناول الألبان من حيوان مصاب بدون غليه.
طرق الوقاية من الفيروس للحيوان:
- اتباع إجراءات صحية سليمة وتعقيم وتطهير الأماكن لعدم تفشي العدوى.
- عزل الحيوان المصاب والقضاء على الحشرات وبرك المياه الراقدة عمل اختبارات معملية لاكتشاف الاصابة قبل نقل العدوى.
- نظافة الأماكن.
- الحرص على إعطاء تحصينات دورية.
يذكر أنه قد بدأت محافظة الفيوم، السبت قبل الماضي، فعاليات الحملة القومية الأولى لعام 2021، لتحصين الماشية، ضد مرض الحُمى القُلاعية والوادي المُتصدع، بالفيوم، وتستهدف تحصين 177 ألف رأس ماشية لرفع مناعتها ضد الأمراض.