السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد الباز: هيكل هو “بخاري” الصحافة وتلاميذه خانوه.. والسيسي لا يحتاج لصحفي لكتابة خطاباته (فيديو)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 05/نوفمبر/2020 - 05:40 م

منذ أسابيع قليلة وقَّع الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور”، كتابه الجديد “هيكل.. المذكرات المخفية”، والذي يروي فيه كواليس كثيرة عن حياة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، ساردًا العديد من المواقف الشخصية في حياة الصحفي الذي كان دائمًا محل تقدير أو جدل بين الحين والآخر.

يرى محمد الباز، أنه لا توجد مناسبة مُعينة للكتابة عن الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، مشيرًا إلى أن السؤال الذي يجب طرحه دائمًا هو ما سبب إحياء “هيكل” رغم أنه لم يغب دائمًا عن المشهد؟، مجيبًا أن الإيقاع الآني ونمط التصفح السريع فرَضا إعادة نشر أسرار من حياة الكاتب الصحفي الكبير.

ووصف رئيس تحرير “الدستور”، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بأنه ينال قداسة في الصحافة مثل البخاري في الحديث، مبينًا أنه أحد أهرامات مصر.

كتاب هيكل المذكرات المخفية
كتاب هيكل المذكرات المخفية

 

سيرة ذاتية ودور نجيب الريحاني

ويقول الباز إنه قدم حياة أهم كاتب صحفي في تاريخ مصر، وواحد من أهم عشرة كتاب في تاريخ الصحافة العالمية، ليعطي لطلبة الإعلام الجُدد مفاتيح تفيدهم في مجال العمل.

وبين أن الكاتب الكبير صلاح حافظ قدم أعمالًا مهمة، حيث قام بترجمة مذكرات “شارلي تشابلن”، وألف كتاب “التاريخ الجنسي للإنسان: من الكهف إلى حبوب منع الحمل”، إلى جانب مقاله الشهور المعروف بـ”انتصار الحياة”، كما يمتاز بأنه سيناريست من طراز عظيم ويظهر ذلك في مسلسل “زينب والعرش”، مبينًا أن هناك مفكرين سياسيين وكُتاب كثيرين لكن إنتاجهم الأدبي قليل، ومع ذلك فإننا يمكن أن نقول إن محمد حسنين هيكل “المفكر الاستراتيجي الوحيد المكتمل”.

ندوة محمد الباز مع القاهرة 24
ندوة محمد الباز مع القاهرة 24

أخطر من كورونا.. محمد الباز يطالب بالقبض على عبد الله رشدي

 

وذكر أن ما أنقذ هيكل من ألا يكون صحفيًّا عاديًّا هو نجيب الريحاني، لأنه في بداية حياته كان له أستاذ كبير في الصحافة محمود عزمي، ونصحه لكي يكون صحفيًّا ناجحًا أن يبدأ في البرلمان أو الفن، وهي زاوية ومدرسة أخرى مختلفة، ومن هنا بدأ يتعمق في الفن ويأتي بأخبار النجوم، حتى قابل نجيب الريحاني، فلفت نظره وأخبره الريحاني أن الأخبار في الفن غير مهمة وأن تهتم بالسياسة أو الجريمة، مثل حادثة الخُطّ التي غطاها، فكان له فضل كبير على هيكل.

قال الباز “أنا أعتبر أن هذا الكتاب ليس لي ولكنه يضاف لقائمة أعماله، وإذا جاز التعبير هيكل في الصحافة ينال قداسة مثل البخاري في الحديث”، والاختلاف معه يضره.

ندوة محمد الباز مع القاهرة 24
ندوة محمد الباز مع القاهرة 24

تراث الأستاذ وأسطورة الصحافة

وأضاف الباز في ندوة مع “القاهرة 24″، أن تجربة “الأستاذ هيكل” وتراثه يتعرضان لخطورة شديدة، فعلى سبيل المثال هناك دار نشر شهيرة أصدرت الأعمال الكاملة له، وطبعوا من كل كتاب ثلاثة آلاف نسخة، ما يعادل 70 ألف نسخة، واستغرق بيعهم عشر سنوات، منهم ست سنوات كان هيكل موجودًا وفاعلًا لآخر لحظة، ولم تنفذ الطبعات.

وأوضح أنه بالنسبة لهيكل وعدم بيع تلك النسخ في العشر سنوات، فهناك مشكلة، فالطلب على كتبه قل؛ لأن كتاباته مرتبطة بأحداث، وليس له عمل إبداعي مثل توفيق الحكيم الذي لا تزال كتبه تطبع حتى الآن.

وتابع: “لو أن هيكل مات كما يموت الناس لما تحول لأسطورة”، مبينًا أن هيكل عاش 93 عامًا، لذلك تراثه ممتد والعمر أعطاه أهمية، مشيرًا إلى أن قناة الجزيرة صنعت 60% من مجد هيكل عن الأجيال الجديدة التي لم تعاصره.

محمد الباز: “استخدمت تعبيرًا غير لائق مع نجيب ساويرس وله حق عندي”

 

دور هيكل وخطابات الرئيس

ويشير محمد الباز، إلى أن فكرة تكرار هيكل أو وراثته أو “شخص من يمسك الراية من بعده” أو محاولة البعض حاليًا أن يلعبوا دور هيكل مع الرئيس السيسي، هي فكرة تعبير عن خلل مهني شديد، لأن هيكل كانت له ظروف معينة خدمته بشكل كبير.

وأوضح أن مؤسسة رئاسة الجمهورية مكتملة حاليًا ولديها مستشاروها وباحثوها يقومون بدورهم في كتابة خطاب سياسي منضبط، حيث كان هذا الدور هو المخول بقيامه هيكل مع الرئيس عبد الناصر، بالإضافة إلى أن لغة كتاب الماضي كانت بارزة وواضحة، ويستطيع المرء معرفة الكاتب من مقاله وكتاباته، أما حاليًا فالرئيس لا يحتاج لصحفي حتى يكتب خطاباته.

وأكد أنه لا يمكن القول إن “هيكل” قد سلّم الراية لأحد من بعده إلا في مجال السياسة، أما في الصحافة فكلٌّ له مدرسته الخاصة، فالظروف الخاصة التي رافقت ظهور هيكل شكَّلَتْ كاتبًا خاصًا لا يمكن أن يرثه أحد، ومن العبث الحديث عن أشخاص يريدون لعب دور محمد حسنين هيكل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تلاميذ هيكل خانوه

محمد الباز وصف ما حدث بين محمد حسنين هيكل وبعض تلاميذه بـ”الخيانة”، قائلًا: “تلاميذ هيكل خانوه، لأنه كان من المفترض أن ينال اهتمامًا أكبر منهم في نقل تجربته وحياته للأجيال التالية، والأخلص له هو أستاذ عبد الله السناوي الذي كتب “أحاديث برقاش” عن هيكل، ومن وجهة نظري، الأهم هو كيف تخرج بدراسات وتجربة، تستطيع الاستفادة من حضوره طوال الوقت”.

ولفت الباز إلى أن الأزمة التي يظل الصحفيون يعانون منها أن نجاحك يظل منقوصًا حتى يقر أستاذك المباشر به، فما يبعث السعادة في النفوس أن ترى النجاح في عين شخص ما.

ندوة محمد الباز مع القاهرة 24
ندوة محمد الباز مع القاهرة 24

هيكل وبكري والتأريخ

وقارن محمد الباز، محمد حسنين هيكل بالكاتب الصحفي والبرلماني مصطفى بكري، مشيرًا إلى أن الأخير السياسة ظلمت تجربته الصحفية، وهو واحد من الصحفيين المهمين جدًا، وتجربته من أهم التجارب في مصر، متابعًا: “من باب الإنصاف مصطفى بكري هو المؤرخ الحقيقي لما بعد 11 يناير 2011 حتى الآن”، مشيرًا إلى أن هيكل في دراما الحياة قضى على ناس كثيرين.

ولفت إلى أن هيكل من رمى البذرة الشيطانية لسؤال “هل كانت حرب أكتوبر 1973 حربًا أم هزيمة؟”.

محمد الباز مهنئًا “القاهرة 24” بجائزة أفضل موقع إلكتروني: “تجربة تستحق الإشادة لشباب على قدر المسئولية” (فيديو)

 

هيكل والسادات

وتابع أنه بالنسبة إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فالوضع أيضًا كان مختلفًا عن المرحلة التي تولى فيها الزعيم جمال عبد الناصر، فالأول كان لديه كُتّاب من بينهم الكاتب “أنيس منصور”، وباحثون وخبراء، فمثلًا كتاب “البحث عن الذات” من قام بصياغته رشاد رشدي، كما كان مسؤولًا عن طباعته في أمريكا، وكذلك أحمد بهاء الدين.

ندوة محمد الباز مع القاهرة 24
ندوة محمد الباز مع القاهرة 24

وبين أن السادات كان معقدًا من علاقة الرئيس جمال عبد الناصر بالكاتب محمد حسنين هيكل، فهو كان يرى أن الذي يحكم هو هيكل وليس عبد الناصر، لذلك لم يحب السادات أن يعيد تجربة هيكل معه، فهو لم يكن له هيكل ووزع دوره على عدد من الصحفيين وليس على صحفي واحد.

وبين أن هيكل خرج من السجن في عهد السادات “عدوانيًّا” رغم أنه قضى 90 يومًا فقط، ولكنها كانت تجربة مخيفة أثرت على كتابات هيكل عن السادات.

هيكل ومبارك

وفيما يتعلق بعلاقة محمد حسنين هيكل بالرئيس محمد حسني مبارك، قال الباز إن الرئيس الراحل كان يرى أن الصحافة عبث، لذلك قضى على محمد حسنين هيكل مرتين.

وأضاف الباز أن المرة الأولى التي قضى فيها مبارك على هيكل كانت حينما قابله مقابلة استمرت 6 ساعات وأخبره فيها أنه لا يقرأ له، لأن مقاله ينشر يوم الجمعة، ويأتي الطيارون أصدقاء مبارك إليه يوم السبت يتجادلون في مقالات هيكل، لذلك منعهم مبارك من القراءة له حتى لا يؤثر ذلك على عملهم.

وأوضح أن مبارك أخبره أنه لا يفهم له مقالات، حيث إن هيكل كان يفتح الباب واسعًا أمام القراء ويوسع مداركهم بحيث يطرح كافة الآراء ووجهات النظر ويجعلهم يختارون مواقفهم ووجهات نظرهم، أما مبارك فقد أخبره بأن يهدئ الوضع في كتابته.

أما عن المرة الثانية التي قضى فيها مبارك على هيكل، فكانت حينما أجرى مبارك مكالمة هاتفية مع هيكل بعد 2003 يطمئن فيها على صحته، بعد إصابة الأخير بمرض السرطان، حيث أخبره: “لازم تسافر على حسابي إنت مهمل ليه في صحتك؟”.

وتابع الباز: “كان هيكل مستعدًّا لمكالمة عاصفة مع رئيس الدولة، فهو مستعد للدخول في خلاف مع رئيس الدولة، إلا إنه تفاجأ من تعامل مبارك معه، مبارك كان ذكيًّا جدا، وهناك مقولة توضح أن مبارك انهزم في يناير لأنه مل من الانتصارات، كانت الفكرة عند مبارك هي الدعاية لهيكل، لكن أين كان من تقديمه؟”.

تابع مواقعنا