الرمال السوداء.. ثروة قومية على سواحل مصر الشمالية
تحظى مصر بامتلاك أراضيها ثروة من الرمال السوداء، حيث تكتنف تربتها 11 موقعًا للرمال السوداء بتركيزات مرتفعة على السواحل الشمالية فقط، في المنطقة الممتدة ما بين مدينة رشيد بمحافظة كفر الشيخ وحتى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، بطول 400 كيلو متر على الساحل الشمالي المصري، وذلك وفقا لما تضمنه تقرير للجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، استنادًا إلى مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية.
جهود لاستغلال الرمال السوداء
وسعيا للاستغلال الأمثل لهذه الثروة من فقد أنشأت الدولة مصنعين لاستخلاص العناصر المشعة من الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، حيث تعد مصر واحدة من أهم الدول التي تتوافر بها.
والرمال السوداء تعود أهميتها الاقتصادية باعتبارها تضم أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية والصناعية، ومن هذه المعادن: المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون، فضلًا عن معادن أخرى كثيرة تدخل فى صناعات كثيرة ومهمة مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووي.
وتُستخدم الكثير من المواد الخام الموجودة في الرمال السوداء في العديد من الصناعات الحديثة والصناعات الثقيلة ما يعني ان استغلالها يمثل ثروة قومية ومهمة من أجل الصناعة؛ ومن أجل ذلك بادرت الدولة بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من الرمال السوداء وما تحويه من المعادن المهمة، حيث يتم استخراج 41 عنصرا معدنيا منها تدخل في 41 نشاط صناعي مختلف.
كيف تستخرج الرمال السوداء؟
المشروع المنفذ في مدينة البرلس لاستخراج الرمال السوداء واستغلالها هو الأول والأكبر في مصر والشرق الأوسط، ويتم من خلال مصنع التركيز (PCP) ومصنع الفصل (MSP) وتجري الشركة المسؤولة عمليات تكريك للرمال حتى عمق 10 أمتار.
وأثناء عملية استخراج الرمال السوداء بالتكريك يتم دفع هذه الرمال الخام المبللة بالماء من وحدة التكريك إلى مصنع التركيز؛ ثم بعذ ذلك إلى مصنع الفصل لتنفيذ عملية فصل الرمال وتعبئتها.
ويعول على هذا المشروع كثيرا في عملية التنمية وتنويع مصاد الدخل وإضافة قيمة مضافة للاقتصاد المصري، فالمعادن المستخلصة من الرمال السوداء مهمة لإنشاء مشروعات قومية تساهم في دفع عجلة الاقتصاد القومي، فضلًا عن توفير الآلاف من فرص العمل.