من مصنع الرجال.. أمان عليكم وتحية لكم
هل شاهدتم حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة والضباط المتخصصين؟.. هل رأيتم مدى قدرتهم والعروض القتالية التي أدوها خلال الحفل؟.. هل نظرت أعينكم استعراضات البقرة المشتعلة والمداهمات الخطرة والاشتباك والمطاردات القفز؟.. إذن آن لكم أن تطمئنوا وحان الوقت لتناموا قريري العين.
فقد بات لمصر رجال يحمونها.. أبطال تلقوا تدريبات وعرة، حتى أضحوا بفضل الله وقياداتهم على كفاءة عالية وذوي قدرات قتالية كبيرة نضاهي بها أعتى المنظومات الأمنية وأحدث أجهزة الشرطة على مستوى العالم ولم لا ولدينا “أكاديمية الشرطة.. مصنع الرجال”.
الحفل الذي جرى الإعداد له طيلة أسابيع طويلة، وبذل لإخراجه بهذا التشريف قيادات الأكاديمية جهودا مضنية، كان حقا مشرفا لمصر وفخرا برجال أمنها.. يليق بمكانتها ومكانتهم، وتشريفًا يليق بالجهاز الأمني أقوى جهاز لحفظ الأمن في الشرق الأوسط.
“أكاديمية الشرطة” مصنع الرجال ومهد الأبطال صرح علمي أمني شامخ حملت على مر التاريخ مشعل العلم فى خدمة الأمن، فهي ملحمة الوطنية ومصنع الرجال، فعلى مر العصور، جاد أبطال الشرطة بأروحهم وذادوا عن الوطن والمواطن في أماكن ومعارك عدة، وصارت أعدادهم بالآلاف، إنها العزيمة والقوة والاستبسال والشجاعة التي تعلموها في مصنع الرجال “كلية الشرطة” بالأكاديمية العريقة.
“هنا مصنع الرجال”.. هكذا توصف أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الأعلام ترفرف على واجهة المبنى، يسير الطلاب في صفوف يتغنون بالنشيد الوطني كل صباح، هم في طريقهم إلى قاعات المحاضرات.. ومجموعة أخرى إلى ساحة التدريب.. وآخرين يعدون الدراسات والبحوث للتطوير.. والكل منهمك في عمله يسابق الزمان من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس، يسطرون ملحمة في “خدمة الوطن” تحت قيادات وطنية وكوادر مهنية على رأسهم لواء دكتور أحمد إبراهيم رئيس الأكاديمية ولواء دكتور عبدالغني حسين مدير كلية الشرطة واللواء نضال يوسف كبير معلمي كلية الشرطة.
على مساحة تتجاوز سبعمائة وتسعين فدانا بالقوس الشرقي للطريق الدائري بالتجمع الأول، شيدت أكاديمية الشرطة مباني جديدة السنوات الماضية لتليق بالسمعة العلمية العريقة التي تتمتع بها عبر تاريخها الطويل الذي امتد قرنًا من الزمان، ويتسم التصميم المعمارى بالطابع الفرعونى الذي يشير إلى العراقة والأصالة المصرية.
أبدًا لم تتوقف أكاديمية الشرطة، عن الوفاء برسالتها فى إعداد وتأهيل رجال الشرطة المؤهلين على أعلى مستوى تعليمياً وتدريبياً وبحثياً، فهي من أقدم أكبر أكاديميات الشرطة فى العالم، وهي الأولى على المستوى الإقليمي، صاحبة الريادة والقيادة على كافة المستويات والأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
لا يتوقف دور أكاديمية الشرطة عند حد الإعداد والتدريب والتأهيل، إنما يتخطى إلى أبعد من ذلك، فتستقبل الوفود الإفريقية والعربية والمحلية، لتؤهل وتدرب كوادرهم الأمنية، ومن ثم ليس غريباً أن تعد أول مؤسسة أمنية تعليمية فى المنطقة تمنح درجتي الماجستير والدكتوراة فى علوم الشرطة.
إدراج مواد حقوق الإنسان والاهتمام بالعنصر البشري، وتطويع التكنولوجيا الحديثة لصالح العمل الأمني، مبادئ أساسية بات الصرح العلمي الأمني الكبير، في الاعتماد عليها في إعداد جيل واع مثقف، ضباط متميزون قادرون على التعاطي مع وسائل التكنولوجيا وتطور الجريمة.
تطورت كلية الشرطة على مر تاريخها شكلا ومضمونًا وتشمل مناهج الدراسة بها، دراسات متعلقة بحقوق الإنسان، وإعداد الكوادر العلمية المناط بها تدريسها، باعتبارها أساسا دستوريًا وشرعيا لعمل جهاز الأمن وشملت كذلك نواح فنية وعلمية متعمقة في مجالات إدارة وتنظيم الشرطة وعملياتها والتحقيق والبحث الجنائي، والطب الشرعي والمرور ومكافحة المخدرات والدفاع المدني والمفرقعات وجرائم الاتجار في البشر ونقل الأعضاء والجريمة المعلوماتية والجرائم غير الوطنية وغيرها.
رجال الشرطة هم الذين يحمون الوطن ويسهرون على أمنه ويحافظون على سلامته، فقد اختصهم الله تعالى حماية لنا في أرضه، يسهرون على خدمتنا ورعايتنا وحمايتنا من اللصوص والقتلة، وممن يريدون أذيتنا أو أذية الوطن من المجرمين، فهم يضحون بأرواحهم من أجل محاربة الفساد، ومكافحة الإرهاب، يؤدون واجبهم بكل أمانٍة، وشرف، بعيدًا عن الخيانة، فلا يبيعون ضمائرهم لأحد لنتمتع بالأمن والأمان.. حفظهم الله وثبتهم ورفع بهم راية الأمن عالية خفاقة.