“الخدمات البيطرية”: السيطرة على الأمراض الوبائية والمتوطنة المُعدية عبر نظم الإنذار المبكر
قال الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إنه لا شك أن جودة التدريب البيطرى هو النواة الحقيقية لتقديم طبيب بيطرى على أعلى درجة من درجات العلم والمعرفة، واللتين تشكلان السلاح القوى فى سبيل تحقيق هدف ورسالة مهنة الطب البيطرى فى مصر، مضيفا: لعل اهتمام المنظمات الدولية وعلى رأسها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية “OIE” بتطوير التعليم والتدريب البيطرى لهو أهم دليل على ذلك.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، خلال كلمته بالملتقى الأول لـ”علماء بيطريين مصر 2020″، والذى تعقده النقابة العامة للأطباء البيطريين، أن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية عقدت العديد من المؤتمرات التى تبنت جودة التعليم البيطرى وأصدرت التوصيات التى تهدف إلى تحقيق معايير كفاءة الأطباء البيطريين الخريجين (بدءًا من خريجي اليوم الأول) لضمان جودة الخدمات البيطرية الوطنية، حيث تم وضع المعايير الخاصة بجودة التعليم والتدريب البيطرى ضمن المسار التقدمى لمعايير الكفاءة الحرجة التي يتم على أساسها تقييم جودة الخدمات البيطرية فى دول العالم.
وأشار إلى أن مكتب تنمية الثروة الحيوانية بالاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، دعا جميع رؤساء الخدمات البيطرية والعديد من الشخصيات الهامة بعموم القارة الإفريقية لحضور المؤتمر القارى الخاص باعتماد المعايير الأساسية لمناهج التعليم البيطرى لتوحيدها بدول القارة فى إطار توصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، مضيفا: ولعلنى في هذا المقام أشرف بالتأكيد على أهمية جودة التعليم البيطرى، من منطلق حاجتنا الماسة لطبيب بيطرى قادر على العمل بكفاءة وفاعلية من يوم تخرجه الأول ليكون عنصراً فاعلاً فى ظل استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030، والتى أقرتها الدولة كأحد محاور التنمية المستدامة خلال العقد المقبل، حيث تهدف إلى وضع برنامج قومي متكامل العناصر يقوم على المحافظة على الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية الحالية وتنميتها لمواجهة الطلب المتزايد.
وتابع: وذلك من خلال السيطرة على الأمراض الوبائية المُعدية مع دعم نُظم الإنذار المبكّر للأمراض الوافدة والمتوطنة، واستكمال الخرائط الوبائية للأمراض من الفصائل المختلفة إضافة إلى إنشاء نظام متكامل للترقيم وتسجيل الحيوانات، ورفع الكفاءة الإنتاجية والتناسلية للحيوان مع زيادة نسبة تطبيق تقنيّات التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة، والتوسّع في دعم مشروعات تسمين البتلو على المستوى القومى، وكذا مشروعات الإنتاج الحيواني في الأراضي المستصلحة، مع التأكيد على تفعيل مظلة التأمين وتنشيط التعاونيات في مجال الإنتاج الحيواني واستخدام الأعلاف غير التقليدية وإنشاء مجازر ومحاجر نموذجية وإنشاء مراكز تجميع الألبان، مع التطوير المستمر للقاحات المنتجة محلياً وفقاً للتحورات الفيروسية والخريطة المرضية.
ولفت إلى أهمية تعاون جميع المؤسسات للإسراع بإعداد استراتيجية موحدة ومحددة المنهج والأهداف لدعم تطوير نظم التدريب والتعليم البيطرى المستمر، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، مع توفير سبل التدريب العملى بما يضمن تطوير قدرات ومهارات الطبيب البيطرى المصرى، مضيفا: ومن موقعى هذا أدعو جميع الجهات والمؤسسات العاملة في قطاعات الطب البيطرى المختلفة إضافة إلى القطاع الخاص للإسراع في إنشاء منصة إلكترونية موحدة ومحددة المعايير، تقدم المعلومة البيطرية بالنهج الذى يضمن وصول نفس المعلومة لجميع الأطباء البيطريين العاملين في مختف المجالات طبقاً لأحدث المعايير الدولية، آملاً أن يساهم ذلك في الوصول إلى غايتنا جميعاً نحو الرقى بمهنة الطب البيطرى.