السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

السيسي والتنمية

القاهرة 24
الإثنين 17/أغسطس/2020 - 08:11 م

أكتب هذه الكلمات وتغمرني أحاسيس من الصعب وصفها، مزيج من الفخر والنشوة والفرح مع حالة من عدم التصديق، وكأن ما نعايشه حلم جميل نتمنى أن يستمر طويلًا فلا نفيق منه، ولكن في الحقيقة هو علم وليس حلمًا.

مصر  لم تزل بعراقتها وأصالتها منذ فجر التاريخ، وقد مرت بمصر أيام نصر وسيادة كما مرت بها أيام هزيمة وانكسار، والشعب هو الشعب لم يتغير، أما المتغير فهو الحاكم، كلما كان الحاكم عظيمًا ومؤمنًا بإمكانات الشعب وقدراته تواصلت الدائرة بين الحاكم والشعب وحصل التقدم والازدهار، وكلما كان الحاكم ضعيفًا وغير مؤمن بإمكانات الشعب وقدراته انقطعت الدائرة بينه وبين الشعب وانحدرت مصر وتلاشت، ولكنها أبدًا لن تموت، قد تخسر معركة ومعارك ولكنها لم تهزم في حربها الدائمة للتنمية والتطور.

ومن أمثلة الحكام الذين آمنوا بالشعب المصري وقدراته، صلاح الدين الأيوبي الذي كان آخر وزير للدولة الفاطمية، وكانت مصر في حقبة من أسوأ ما مر بها من حقب، نزاع بين وزيرين وانهيار إمبراطورية واستغاثة بالمحتل الصليبي، ولكن في ظرف سنوات قليلة فتح صلاح الدين القدس بالجيش المصري، في حطين انتصرت مصر في حرب عالمية بمفهومها الحديث، وبعد موت الصالح نجم الدين أيوب؛ نشب خلاف بين المماليك البرجية والبحرية كاد أن يعصف بمصر، ولكن قطز بالجيش المصري انتصر على التتار في عين جالوت كحرب عالمية، ومحمد علي باشا حكم مصر في ظروف استثنائية، نهاية عصر المماليك المتنازعين على عرش مصر، وحكم المحتل العثماني ونهاية الاحتلال الفرنسي والطاعون وكل عوامل الضعف والانكسار، وجاء محمد علي ليقوم بتحديث مصر وينتصر بالجيش المصري في معظم معاركه، ويتجه شرقًا للجزيرة العربية وشمالًا للأناضول وتكريت ونافارين، وكوتاهيه التي واجه فيها جيوش ست دول عظمى بمقياس زمنهم، وجنوبًا حتى منابع النيل، وقام بإنشاء مدينة دار السلام العاصمة التنزانية، واليوم وبعد حالة جمود استمرت لأكثر من ثلاثين عامًا، وانهيار في كل شيء تقريبًا الخدمات العامة والمرافق العامة والمنشآت العامة والطرق والمصانع ورغم نهر النيل فلم يكن إنتاجنا الغذائي يكفينا ورغم الشواطئ المترامية الأطراف كنا نستورد الأسماك، وتحولنا إلى شعب مستهلك لا ينتج شيئا يذكر حتى استوردنا فوانيس رمضان، وفساد إداري غير مسبوق، ثم ثورتين في ثلاث سنوات وانهيار اقتصادي تام، واختار الشعب الرئيس السيسي ومنحه ثقته، كما منح السيسي ثقته للشعب واعتمد عليه لبدء معركة التنمية.

مما لا شك فيه أن الرئيس كانت لدية خطة تنمية طموحة، اعتمد فيها في المقام الأول على الشعب المصري وقدراته، ليس فقط قدرته على التحمل ولكن المهم قدرته على الإنجاز، المشروع الذي يحتاج خمس سنوات يصمم على إنجازه في عام واحد أو عام ونصف على أقصى تقدير.

وبدأت رحلة التنمية وتوالت المشروعات التي كانت تتم على قدمٍ وساق حتى بلغت في ست سنوات نحو أربعة عشر ألفًا  وثمانمائة مشروع، بتكلفة تخطت اثنين وعشرين مليار جنيه، وما زالت هناك أربعة آلاف مشروع تبلغ تكلفتها التقديرية خمسة وعشرين مليارًا وسبعمائة مليون جنيه مصري.

في مجال الطرق والكباري قفزت مصر تسعين مركزًا لتحل المركز 28 عالميًا بعدما كانت في المركز 113، تم إنجاز ستمائة كوبري خلال هذه السنوات الخمس، وتم رفع كفاءة كافة الطرق في مدينة القاهرة ومعظم الطرق في الإسكندرية، كنا في زمن غابر نسافر عشر سنوات ثم نعود لبلدنا نجد كل حاجة كما هي دون أي تنمية؛ ولكن تسوء حالة المرافق فتنتشر الحفر والمطبات في الطرق وتزدحم، ولكن من سافر العام الماضي فقط وعاد اليوم فسيرى كل شيء قد تغير وتطور للأحسن، الإنجاز اليوم أصبح يحسب بالأيام والأسابيع بعدما كنا نعده بالحقب والسنين، حققنا الاكتفاء الذاتي في الكهرباء والآن نقوم بالتصدير، وحققناه في الغاز ونقوم بالتصدير، واجهنا أزمة وباء كورونا ولم ينهر اقتصادنا ولم تتوقف عجلة التنمية، نواجه تحديات في الغرب من تركيا والإرهاب وفي الشرق في سيناء من الإرهاب وفي الجنوب تحديًا مصيريًّا وهو تحدي الماء وجريانه، ولكن كل هذه التحديات لم تؤثر على عجلة التنمية بل ولم تبطيء مسار التنمية.

إن مصر تتحول في كل يوم للأفضل، عندما نسير الآن في شوارع العاصمة ونشاهد آلاف العمال يعملون في الطرق والكباري وشباكات الصرف والمياه والكهرباء والغاز، إنها سيمفونية ولها مايسترو، ملحمة ولها بطل، معركة ولها قائد، إنه السيسي الذي أصبح قائدً تاريخيًّا يقف في مصاف العظماء من حكام مصر التاريخيين، ندعو الله ونبتهل إليه أن يستمر وتستمر ملحمة البناء ويستمر الحلم الذي أصبح أملًا، والأمل الذي صار هدفًا، والهدف الذي تحول لحقيقة نعيشها وقد أعادت التصميم والإصرار بقدر ما منحنتنا الفخر والسعادة.

 

تابع مواقعنا