فيروس كورونا “كوفيد أم مفيد”.. الوباء الذي أحدث ظواهر غريبة في قارة أوروبا فأعاد هيبة ميلان وأسعد 15 آخرين (2)
تحدثنا بالتفصيل في الجزء الماضي عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19” منذ أن ظهر في دولة الصين نهاية العام الماضي، والذي انتشر تدريجيا حتى اجتاح العالم كله وعمل على إغلاقه كاملا وكأن كوكب الأرض اتشح بالسواد بعد أن كان يتزين بأنوار البهجة، فسرعان ما ظهر بصيص من الأمل بعد غلق دام شهور عدة على أمل أن يعود الكوكب إلى قديمه وتبدأ أنواره تضيء كما كانت، قبل أن يتفشى بها هذا الوباء الملعون الفتّاك.
معشوقة الجماهير كرة القدم، كانت إحدى المتضررات من الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد، فقد توقفت الأندية وأُغلقت الملاعب وأصبح اللاعبون يمتثلون للحجر المنزلي رغم أنوفهم، كإجراء احترازاي حتى لا يتعرض أحدهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد، ومع تراجع أعداد الإصابات بمختلف دول العالم، بدأت الساحرة المستديرة تتهيأ للعودة مرة أخرى ولكن بضوابط فرضتها كورونا، مثل ارتداء الكمامات الطبية وعمل مسحات كورونا بصفة دورية، حتى يعود المشاهد للمتابعة من جديد.
الفيروس ينشر السعادة في أوروبا
بالرغم من حالة الحزن التي سادت العالم بأثره بسبب ما خلفه فيروس كورونا المستجد، فإن هناك الكثير الذي استفاد من الوباء العالمي كورونا وخاصة على مستوى كرة القدم داخل مصر وقارة إفريقيا ومحترفينا العرب الذين تحدثنا عنهم باستفاضة في المرة السابقة، والآن جاء الدور على قارة أوروبا.
نعلم جميعا أن قارة أوروبا تظل هي الأقوى عن باقي القارات من حولها في العديد من الأمور سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى الترفيهية مثل كرة القدم، فمن منا لا يتابع كرة القدم الأوروبية وله فريقه المفضل في الدوريات الخمس الكبرى، وينتظر أن يسمع موسيقى دوري أبطال أوروبا كل موسم بشغف كبير.
أحدث فيروس فيروس كورونا المستجد العديد من المفاجآت في قارة أوروبا، والتي كانت بالنسبة لنا ظواهر غريبة، فمثلما تأذت القارة في مختلف مناحي الحياة، فقد فاجأت وأمتعت الجميع في كرة القدم مثلما عودتنا.
فيروس كورونا “كوفيد أم مفيد”.. الوباء الذي فتك بالعالم وأسعد كرة القدم ما بين 27 فائزًا وبعض الخاسرين بسبب الأزمة (1)
ونستعرض في موقع “القاهرة 24” كيف كان فيروس كورونا سببًا لسعادة حوالي 16 شخصًا وناديًا في قارة أوروبا ونستكمل إلى الـ11 حالة الخاصة بالجزء الأول كالآتي:-
قارة أوروبا
12- ريال مدريد بتأكيدٍ من زين الدين زيدان، مدرب النادي الملكي، كانت فترة الحجر المنزلي مفيدة جدا للفريق بعد تذبذب المستوى في الدوري واقترابه من الغريم التقليدي نادي برشلونة؛ تمكن الفريق الأبيض من الاستفادة من هذه الفترة لإعادة ترتيب أوراقه من جديد والحصول على فترة راحة ليتفاجأ الجميع بعودتهم بشكل أقوى بل وحصدوا الليجا بعد منافسة صعبة جدا.
13- لويس سواريز ساعد فيروس كورونا كل من نادي برشلونة ومهاجمه الأوروجواني خلال فترة التوقف، فبعدما كان لويس يعاني من إصابة قوية أنهت تقريبا موسمه مع البارسا؛ توقف النشاط لمدة شهرين ونصف تقريبا ليتعافى بشكل كامل من إصابته ويعود للمشاركة في المباريات مع فريقه ويسجل الأهداف من جديد؛ بل ويضمن المشاركة في دوري الأبطال بدلا من أن كان سيغيب عنه أيضا.
14- ليفربول سيطرت حالة من القلق على جماهير الريدز بعد تعطيل الدوري الإنجليزي بسبب فيروس كورونا بسبب انتشار أنباء عن اقتراب إلغاء الموسم كله دون احتساب أي نتائج، وبالتالي كان هذا الأمر سوف يتسبب لهم في صدمة كبيرة وعلى رأسهم كلوب الذي أكد أن الفريق تعرض إلى نكسة بعد اقترابهم من حصد لقب البريمرليج الذي غاب عنهم لمدة 13 عام تقريبا، ولكن عاد لهم الأمل مع قرار عودة النشاط بل وحققوا الإنجاز الذي انتظروه لسنين طويلة وحصدوا البطولة بالفعل.
15- مانشستر يونايتد كان لليونايتد جانب من هذه الأفراح والاستفادات من الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد، فبعد موسم صعب ونتائج متذبذبة في الدوري وحزن كبير من الجماهير؛ تمكن الفريق من إنهاء الموسم في المركز الثالث من البريميرليج، وبالتالي ضمان مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم لتهدأ الجماهير قليلا وتنسى نتائج الموسم.
16- تشيلسي نفس الحال تقريبا كان مع نادي تشيلسي، فقد كان موسم البلوز صعبًا جدا لعدة أسباب سواء تغيير المدرب وقدوم فرانك لامبارد بخبرة قليلة وفريق مهتز، أو لتطبيق عقوبة على الفريق بعدم إجراء أي صفقات مما صعب الموسم، ولكن بعد فترة التوقف والحجر المنزلي عاد البلوز بشكل أقوى ليحقق العديد من النتائج الإيجابية وينهي الموسم في المركز الرابع من الدوري ويحجز مقعدًا له في دوري الأبطال.
17- أرسنال كان أرسنال، مثله مثل الثنائي الذي سبقه، صاحب نتائج سيئة وأداء مخيب هذا الموسم، حتى أنه لم يُنه الدوري في مركز يؤهله للمشاركات الأوروبية، ولكن جاء الفريق في المباريات الأخيرة له بالموسم وحقق العديد من النتائج الإيجابية حيث فاز على ليفربول بطل الدوري، بل وتمكن من الفوز على مانشستر سيتي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وتأهل للدور النهائي ليستعد لمواجهة تشيلسي ليعيد الأمل إلى جماهيره في المشاركة بالدوري الأوروبي في حالة فوزه بالبطولة، ولم يقف عند هذا الحد بل فاز بالبطولة على حساب البلوز بهدفين مقابل هدف وضمن المقعد الأوروبي.
18- أستون فيلا بعد أن كان أستون فيلا، من أقرب فرق البريمرليج للهبوط في نهاية الموسم، توقف الدوري وبعد عودته واصل الفريق نتائجه السلبية، واقترب أكثر من الهبوط، ولكن فوجئ الجميع بتحسن نتائجه في آخر ثلاث مباريات ليصبح في منافسة مع نادي واتفورد على من منهم سيهبط، وكانت الجولة الأخيرة من الدوري هي الفيصل بينهما ليستمر الفيلا ويسعد جماهيره بشكل كبير.
19- ليدز يونايتد مثلما استفادت فرق الدوري الممتاز من فيروس كورونا المستجد؛ فقد استفادت فرق التشامبيونشيب أيضا من الوباء فكان الحل الأبرز هو إلغاء كل الدوريات الأقل من الممتاز، ولكن لحسن الحظ لم يتم تنفيذ هذا القرار لتعود كل الدوريات بشكل طبيعي في إنجلترا، ويتمكن نادي ليدز من الصعود للمتاز للمرة الأولى منذ 16 عامًا ويفوز بلقب الدوري.
20- أولي جونار سولشاير كان سولشاير من المحظوظين بانتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، فبعد سلسلة النتائج السلبية، مثلما ذكرنا مع اليونايتد واقترابه من الإقالة؛ تعطل النشاط لتهدأ الجماهير من جانبه قليلا، وبعد العودة حقق بعض النتائج الجيدة وضمن مقعدًا للفريق بدوري الأبطال واتخذت الإدارة قرارًا باستمراره.
21- ميكيل أرتيتا كان أرتيتا من أكثر الناس سعادة بفيروس كورونا على الرغم من أنه كان الأكثر تأذيا بسببه أيضا، حيث إنه كان من أول المصابين في الدوري الإنجليزي بالفيروس، ولكنه تعافى بشكل سريع وعاد لممارسة حياته، ولكن لم تكن هذه هي القصة وإنما القصة كانت تدور في أنه عند توليه مهمة تدريب الجانرز واجه موجة شديدة من الانتقادات لصغر سنه وقلة خبرته كمدير فني، فقبل ذلك كان يعمل كمدرب مساعد لبيب جوارديولا في السيتي، وبالفعل سقط في مجموعة كبيرة من الخسائر وتراجع مركز الفريق في الدوري حتى توقفت المنافسة بسبب انتشار الوباء، ولكن بعد العودة وفي الجولات الأخير بدأ بالتحسن بشكل كبير، بل تفوق على كل الكبار تقريبا، مثلما ذكرنا في جزئية أرسنال، حتى وصل لنهائي كأس الاتحاد وحصد البطولة وضمن مقعدًا في الدوري الأوروبي، لتتحول كل الانتقادات التي واجهها إلى مدح.
22- مارسيلو بيلسا حقق الأرجنتيني المعروف في عالم التدريب إنجازا جديدا بتمكنه من الصعود بليدز يونايتد للدوري الإنجليزي الممتاز، بعد غياب دام لمدة 16 عامًا، بعدما فشل في ذلك الموسم الماضي، بل وتمكن من الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى معهم.
23- بيب جوارديولا والسيتي واجه جوارديولا موسمًا صعبًا مع السيتي منذ البداية، فقد خسر بعض المباريات التي جعلته تراجع في ترتيب الدوري وأوسع فارق النقاط بينه وبين بطل هذا الموسم ليفربول، ولكن كانت الضربة الأقوى هي صدور عقوبة قوية ضد الفريق بمنعه من المشاركة في دوري الأبطال لموسمين متتاليين وتغريمه ماليا؛ بسبب خرق قواعد اللعب المالي النظيف، لتخرج الأنباء والتقارير الصحفية التي تشير إلى وجود خلافات داخل النادي واقتراب رحيل بيب، ولكن استأنف مانشستر على هذا القرار حتى توقفت الكرة، ومع العودة عاد النادي للتنفس فكانت أول الأنباء السعيدة هي قبول المحكمة الرياضية “كاس” لاستئناف النادي وإسقاط عقوبة “فيفا” عنه لتتحسن الأوضاع من جديد وتستقر الأمور، ويخرج بيب ليبدي سعادته الشديدة بهذه الأنباء.
24- بول بوجبا عاش بوجبا موسمًا صعبًا في البدايات، حيث واجه انتقادات كبيرة من جماهير يونايتد بسبب رغبته في الرحيل لكثرة خلافاته مع الإدارة وعدم شعوره بالراحة، بعد ذلك تعرض إلى إصابة قوية غاب على أثرها لفترات طويلة، بل لم يشارك حتى الجولة الثامنة والعشرين تقريبا من الدوري سوى في 10 مباريات مع فريقه، وتأكد انتهاء موسمه، حتى تعطلت المسابقات بسبب الفيروس، وعقب عودتها من جديد جاءت الأنباء السعيدة لنجم منتخب فرنسا حيث عاد للمشاركة مع الفريق وكوّن ثنائية مميزة مع برونو فيرنانديز في خط الوسط تحدّث عنها الجميع وأشاد به، ليخرج سولشاير وبوجبا ويؤكدا بقاءه مع النادي، وأشار العديد من التقارير بالفعل إلى اقترابه من تجديد عقده.
25- أوليفيه جيرو عانى مهاجم تشيلسي، مثله مثل بوجبا، من سوء المستوى وتوتر العلاقة مع جماهير البلوز واتخاذه قرارًا نهائيًّا بالرحيل عن النادي، حتى توقف النشاط كالعادة وعاد من جديد ليتم تجديد عقده أولا لموسم إضافي مع البلوز، والذي كان من المفترض أن ينتهي بنهاية الموسم الحالي ويقرر لامبارد الاعتماد عليه ومنحه بعض الدقائق حتى يتمكن بالفعل من إثبات نفسه وتسجيل العديد من الأهداف ليحصل على إشادات كبيرة سواء من الجماهير أو زملائه أو مدربه.
26- ميلان وكعادة ميلان فقد تعود جماهيره أنه غائب في دوامة ما منذ سنوات طويلة تسببت في منعه من حصد البطولات مثلما كان يحدث، وبالطبع حدث ذلك هذا الموسم، فقد واصل الفريق سلسلة النتائج السلبية في المباريات والابتعاد عن المنافسة على الكالتشيو والتأخر في المراكز بشكل سيئ، ولكن بعد توقف النشاط وعودته من جديد فوجئ الجميع بما قدمه ميلان؛ فقد حقق الفوز في المباريات وأصبح الفريق الوحيد في أوروبا الذي لم يتعرض إلى أي هزائم منذ استئناف النشاط، حيث لعب 12 لقاء فاز في 9 وتعادل في 3 وسجل 35 هدفا كأقوى خط هجوم في الدوريات الأوروبية الكبرى، ويليه مانشستر سيتي، بـ34 هدفًا، ووصل إلى المركز السادس في الدوري ليحجز مقعدًا له في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل.
27- تشيرو إيموبيلي بعد سلسلة من الإعارات من نادٍ إلى آخر في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا؛ ظل لا يعلم عنه أحد أي شي سوى عند إعلان نادٍ من التي لعب لها، التعاقد معه رسميا، ولكن كان هذا الموسم من أفضل المواسم في حياته ومن الممكن أن يكون الأفضل وقد لا يستطع تحقيق مثله مرة أخرى، تألق تشيرو بالطبع طوال الموسم وظل في صدارة هدافي الدوري الإيطالي طيلة الموسم تقريبا متفوقا على البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم اليوفي، ولكن كانت المفاجأة الأكبر له هي مواصلة التألق بعد عودة النشاط الكروي ليسعده فيروس كورونا باستمراره في التهديف وتراجع مستوى رونالدو حتى تفوق على ليفاندوفسكي نجم البايرن في رصيد الأهداف، بل وتفوق على الجميع ليصل إلى 36 هدفًا ويحصد رسميا جائزة الحذاء الذهبي، بل وكسر الرقم القياسي كأكثر لاعب يسجل أهدافًا في موسم واحد بالكالتشيو.
28- مروان فيلاني كان النجم البلجيكي مروان فيلاني، أيضا من الذين تأذوا من الفيروس في البداية، حيث تعرض إلى الإصابة ودخل في الحجر الصحي ولكنه تعافى سريعا وبدأ التدرب مع فريقه شاندونج لونينج الصيني استعدادا لانطلاق الموسم الجديد من الدوري، وفي أول جولة من البطولة يوم 26 يوليو الماضي قرر مدربه نقله من مركز الوسط إلى الهجوم كتجربة جديدة، وكانت المفاجأة أنه سجل أهداف فريقه الثلاثة التي فاز بها على فريق داليان برو في أولى مباريات المسابقة، وتصدر جدول الترتيب وأدهش الجماهير ليتنبأ الجميع أن هذا الموسم سيكون مختلفًا بالنسبة له رغم إصابته بالفيروس.
سعادة الكبار والجماهير وسؤال محير!
وإلى جانب كل هؤلاء الـ28 السعداء بفيروس كورونا في كرة القدم حول العالم؛ هناك الأندية الكبيرة مثل يوفنتوس وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان الذين يحصدون الدوري كل موسم، وحققوا ذلك بالفعل ليواصلوا سيطرتهم على الدوريات المحلية وفوزهم المتتالي بها، بالإضافه إلى سعادتنا كجمهور لقرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بقرار استكمال دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي؛ وسط موسم مشتعل في المسابقتين لنضمن متعة كروية جديدة تنسينا قليلا أحزان الوباء.
ولكن في نهاية الأمر هناك سؤال مُحير للجميع ويدور في أذهاننا جميعا: بعد هذه الأفراح التي ساهم فيها الفيروس في كرة القدم حول العالم كيف سيكون الوضع الموسم المقبل، هل ستعود كرة القدم لما كانت عليه أم لن تعود لفترات طويلة؟ مع العلم أن قارة أوروبا سجلت أعدادًا كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد19” بداية انتشار الوباء، وقد سجلت على مدار الأيام الماضية أعدادًا جديدة من الإصابات، فهل سيكمل الفيروس “جميله” معنا ويسعدنا بعودة الحياة لشكلها الطبيعي أم سيعيد “الحزن” لنا ونغلق الكوكب مرة أخرى؟.