كنت نزيهًا والخائن رخيص.. ساويرس يُعلق على فشل المصريين الأحرار تحت قيادة عصام خليل وإقصائه من انتخابات الشيوخ
لم تنته الحرب المشتعلة منذ سنوات عديدة داخل جدران حزب المصريين الأحرار، بين رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، والسياسي عصام خليل رئيس الحزب الحالي، بل ما زالت متقدة حتى إن خسر الحزب فرصة للحصول على مقاعد في مجلس الشيوخ، بعد أن أقصي من التمثيل الحزبي داخل قائمة من أجل مصر، أو حتى دخول المعترك بشكل فردي قوي، ما جعل ساويرس يشعر بأن عدم مشاركة حزبه السابق في انتخابات الشيوخ، انتصار له بعد انفصاله عن الحزب، وانتكاسة جديدة للأحرار لأن قياداته أصبحت دون المستوى، حسب وصفه.
المصريون الأحرار: مشروع قانون الجمعيات الأهلية يراعي ضوابط الأمن القومي
حرب المصريين الأحرار بدأت بقليل من المنشاوات بين الطرفين، عندما قرر عصام خليل غسقاط مجلس أمناء الحزب، الذى كان يقوده نجيب ساويرس، وكان هذا القرار بمثابة إشعال فتيل الحرب بينهما، وأدى إلى نزاع وصل إلى ساحات القضاء حول صلاحية القرارات، وهو ما وصفه ساويرس بخيانة العهد، فعلى الرغم من تدخل جهات مشتركة لوقوع الصلح بين الطرفين، إلا إن جميع المحاولات باءت بالفشل، وأعلن ذلك ساويرس عبر حسابه السخصي بموقع التدوينات القصيرة تويتر. لم تتوقف الحرب بين عصام ونجيب عند هذا القرار فقط، ولكن الأول قرر أيضا نقل مقر حزب المصريين الأحرار إلى منطقة العبور بدلا من مكانه الأول، ما جعل ساويرس يرد على هذا القرار أيضًا مطالبًا بتغيير اسم الحزب، وبدأ الطرفان يتراشقان تحرير المحاضر والبيانات اللاذعة، وقد وصلت إلى تصريحات تحمل ألفاظًا نابية، قد لا تليق بكيانهم السياسي أو كقيادات داخل حزب سياسي مثل هذا. 5 سنوات مرت على اندلاع الحرب بين جبهتي نجيب ساويرس وعصام خليل، انتهت بخسارة الحزب المشاركة في ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ 2020، وعدم حصول الحزب على أية مقاعد داخل المجلس لأنه لم يترشح أحد، فهذه الخطوة أثارت حفيظة متابعي المهندس نجيب ساويرس عبر تويتر، وراح الكثير يشيد بتجربه الحزبية داخل الأحرار، فكان رد ساويرس يحمل العديد من التلميحات والتي كانت فحواها أن الخيانة هي أهم أسباب انتكاسة الحزب سياسيًا وعدم مشاركته في مثل هذا العُرس الديمقراطي.كل واحد حر في فلوسه.. نجيب ساويرس يرد على انتقادات تبرعه لضحايا انفجار بيروت
ساويرس كتب عبر تويتر “أتحمل مسؤولية الخيانة ولكن فخور بتجربتي”، ليرد عليه أحد متابعيه قائلا: “بس في الآخر حضرتك عملت تجربة حزبية هتدخل التاريخ السياسي المصري مهما حاولوا تشوهها ورغم قصر عمرها 5 سنوات فقط ولكن تأثيرها هيفضل لـ100 سنة القادمة وأنا بفخر إني كنت جزء منها وأعتقد كل أصدقائي في الحزب عندهم نفس الشعور بالفخر بالانتماء لأفضل تجربة حزبية في تاريخ مصر المعاصر”.ومع انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ، أبدى ساويرس حزنه على ما وصل إليه الحزب وخاصة أنه لم يكن من المشاركين في ماراثون انتخابات الشيوخ 2020، جاء ذلك خلال رده على أحد متابيعه أن الانتخابات أصبحت بمثاية رصاصة الرحمة للحزب، واصفا ذلك مرة أخرى أن الخيانة هي أحد أسباب انهيار حزب المصريين الأحرار بعد أن كان ينعم بشعلة من النشاط ساعد في الديمقراطية فترة من الزمن.
وقالت إحدى المتابعات لساويرس: “تحملت المسؤولية لأنك ماشي ع كلام سقراط … لقد كنتُ رجلاً نزيهًا؛ لذلك لم أصبح سياسيًا”، ليتوافق معها رجل الأعمال المصري، الذي تحول حسابه على تويتر ساحة لكشف حساب عن حزب المصريين الأحرار، الذي وصف نفسه بالحزب الليبرالي المصري، ثم بات لا تمثيل سياسي له في الغرفة البرلمانية الثانية.
التعليقات التي جاءت داعمة لرجل الأعمال المصري، حملت في طياتها هجومًا على الحزب ورئيسه الحالي عصام خليل، الذي لمح ساويرس في وصفه بـ”الخائن”، خاصةً بعد أن فشل في الحفاظ على قوة الحزب السياسية وتمثيله النيابي كأحد القوى الحزبية في مصر، وابتعد بالكيان عن التأثير في الشارع السياسي، وأصبح ضمن عدة أحزاب تُمثل فقط في صفحات التاريخ.