تفرقة بين أبناء الوطن الواحد.. غضب شبابي من وزارة الاتصالات بسبب مبادرة تمكين (صور)
تنص المادة 53 من الدستور المصري الحالي، على الأتي:
المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى أو الجغرافي، أو لأى سبب آخر. التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون. تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض.
في مخالفة صريحة لنص الدستور، قامت وزارة الاتصالات عبر منصاتها الإلكترونية، لتدريب الشباب وتمكينهم وفقا لرؤي القيادة السياسية، حيث ارتكبت الوزارة تفرقة بين أبناء الوطن على أساس التوزيع الجغرافي، باعتبار مدن القاهرة الكبرى والإسكندرية وطن، وباقي مخافظات مصر وطنًا آخرًا، حيث عبر عدد من شباب المحافظات عن استيائهم البالغ بسبب ما أسموه التفرقة الديموغرافية في برامج التدريب التي أتاحتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عبر الانترنت، مؤخرا، خاصة مبادرة “تمكين” للعمل الحر.
ووصف متدربين، المبادرة بالتحيز ضد الاقاليم بتميزها برامج التدريب المهمة لمناطق القاهرة الكبرى والإسكندرية فيما لا يستطيع شباب باقي المحافظات في التقديم لبعض برامج المبادرة، خاصة تلك المتخصصة منها وتقدمها شركات مثل سيسكو ومايكروسوفت.
وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قد أعلنت منتصف الشهر الماضي، عن إطلاق مبادرة “تمكين الشباب للعمل المهني الحُر” والتي تهدف إلى تدريب الشباب على مهارات العمل الحُر والعمل عن بُعد، في جميع محافظات مصر، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ومراكز “نيو هورايزونز” و “يات” التعليمية، وأيضًا في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وشركة سيسكو العالمية والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. عبر الرابط التالي. https://bit.ly/YouthEnablement
وفي انتظار تدريب لـ20 ألف شاب وشابة، قدمت الوزارة، عدد من كورسات التدريب في المجالات التي لها علاقة بمجال تكنولوجيا المعلومات من خلال ثلاثة مسارات، يشمل المسار الأول، الجانب التقني مثل شبكات الحاسب والبرمجة ونظم التشغيل والأمن السيبراني؛ والمسار الثاني معني بتدريب فني في مجالات التسويق الالكتروني، وتصميم الجرافيك، وتطوير تطبيقات المحمول وتطوير المواقع الالكترونية والأعمال الإدارية.
والمسار الثالث يهتم بالتعرف على كيفية الحصول على فرصة عمل متميزة من خلال منصات العمل الحُر.
وبحسب المتدربة آية، وهي إحدى خريجات كلية الهندسة تخصص الكترونيات، وتقيم بمحافظة أسوان، فقد تقدمت للحصول علي تدريب معتمد من المبادرة في تخصص الشبكات، الا انها لم تتمكن من الحصول عليه بسبب مقر الاقامة، حيث ان التدريب متاح فقط لمقيمي القاهرة الكبري والإسكندرية فقط، بينما باقي المحافظات لديهم مسارات تدريبية مختلفة وصفتها بالأقل “أهمية” مثل التسويق الالكتروني واساسيات الويب وغيرها من الكورسات “مفتوحة المصدر” المتاحة فعليا عبر الانترنت لكل الاشخاص.
وقالت آية للقاهرة 24، أن الكورس المتخصص الذي أرادت الالتحاق به ليوفر لها فرصة عمل، هو تطوير الشبكات والذي يتطلب الحصول علي شهادة معتمدة في أول مستوياته CCNA حتي تتمكن من تكملة باقي مستويات هذا التخصص MCSA و CCNP، مشيرة الي ان سعر هذه ا الكورسات في الأماكن المعتمدة يتراوح بين ٢٠٠٠- ٤٠٠٠ جنيه وهو مادفعها للانضمام إلى المبادرة للحصول عليه مجانا.
وتابعت: بعد التقديم وإدخال جميع البيانات وبينها بيانات الرقم القومي، لم استطع التقديم للحصول عليه عبر مبادرة تمكين هو وعدد آخر من الكورسات بسبب مكان الإقامة، مما اضطرني لاختيار برنامج تدريب للتسويق الالكتروني، لم يكن ضمن أولوياتي في الفترة الحالية، بالإضافة إلى أنه يمكنني الحصول عليه عبر منصات أخرى مفتوحة المصدر، و تتيحه شركة جوجل مجانا عبر موقعها التدريبي.
وقال محمد من محافظة الاسماعيلية، إنه تقدم للحصول على فرصة عمل في الدعم الفني لشركة WE “المصرية للاتصالات”، لكن الشركة اشترطت حصوله علي خبرة او معرفة بتدريبات ال CCNA او N+ وهو مادفعه للتقدم للمبادرة حتي يحصل علي شهادة معتمدة تدعمه في سوق العمل، لكنه لم يستطع بعد تقديم بياناته سوي الحصول علي بعض خيارات تدريبات المسار الثاني في المبادرة التي تختص فقط بالتسويق الالكتروني وتطوير تطبيقات المحمول وتصميم الجرافيك.
وبحسب إسلام احمد من محافظة الشرقية 36 عامًا: “فأنه عند التقدم لوظيفة في technical support في أي مكان في مصر يتطلب ذلك الحصول علي شهادة معتمدة في مجال الشبكات أو البرمجة، والتي توفرها شركات معينة في مصر مثل شركتي سيسكو ومايكروسوفت، وقد قمت بالتقديم في وقت سابق في إحدى الدورات التدريبية في مجال البرمجة مع شركة مايكروسوفت، وحصلت عليها، ولكنني عندما تقدمت للحصول على تدريب متخصص آخر في نفس المجال عبر المبادرة لم اتمكن من ذلك، بسبب السن، وهو ما اثار اندهاشه”.
ويضيف إسلام “جهود الدولة في مبادرات تمكين وتدريب الشباب تظهر متحيزة ضد الشباب بعد سن ال٢٥ وايضا تعاني من إهمال دور المحافظات وامكانيات ورغبات شباب الأقاليم، وهو ما يمكن ان يؤثر عليها ويشوشها، خاصة مع الإجراءات المعقدة والتمييز حسب السن والمكان مايجعلنا نشعر أن الأمر لا يزيد عن كونه مجرّد “شو إعلامى”.