عودة الحرس القديم؟.. عمر هريدي يقود تحالفًا انتخابيّا لمجلس الشيوخ: “وصف الفلول ولى زمنه”
أثار ترشح عمر هريدي، القيادي البارز في الحزب الوطني المنحل، وعضو مجلس النواب الأسبق، لانتخابات مجلس الشيوخ 2020، التساؤلات حول عودة الحرس القديم لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى العملية السياسية من جديد، بعد ما يقرب من 10 سنوات شهدت مطالبات بالعزل السياسي لما أطلق عليهم “فلول مبارك” إبان ثورة 25 يناير 2011.
العمل السياسي والحزب الوطني
المحامي عمر هريدي، هو عضو مجلس النواب في مجلسي الشعب عامي 2005 و2010 عن دائرة ساحل سليم والبداري بأسيوط، وكان عضو الهيئة البرلمانية للحزب الوطني خلال دوري انعقاد المجلس النيابي الأعرق في الشرق الأوسط.
يُعد هريدي أحد المقربين من رجل الأعمال أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، ويصفه البعض بـ”رجل عز” في الصعيد، وعقب ثورة 25 يناير 2011، ترشح هريدي لانتخابات مجلس الشعب عام 2012، إلا إنه فشل في الحصول على المقعد الذي حافظ عليه في دورتين متتاليتين لمجلس الشعب.
في 2015 خاض عضو مجلس الشعب الأسبق، انتخابات المجلس النيابي عن دائرة البداري في أسيوط، إلا إنه لم يجتز الاختبار، فتقدم بطعن أمام محكمة القضاء الإداري لإلغاء نتيجة انتخابات الدائرة، لكن المحكمة رفضت طعنه وأيدت النتيجة.
أزمة المرأة اللعوب
البرلماني الأسبق كانت له وقائع شهيرة أثار فيها الجدل الواسع، ففي برلمان 2010، وصفه النائب علاء عبد المنعم بـ”المرأة اللعوب”، بعد عرض “عبد المنعم” بأن هناك 43 نائبًا صدرت ضدهم أحكام نهائية ببطلان انتخاباتهم، ورغم ذلك لم تقم اللجنة التشريعية آنذاك بدورها، فاضطر الدكتور فتحي سرور، رئيس المجلس، بحذف كلمة هريدي من المضبطة.
وفي مايو 2014، حل عمر هريدي ضيفًا على الإعلامي وائل الإبراشي، وشهدت الحلقة العديد من المشاهد المثيرة للجدل، كان أبرزها نفي هريدي انضمامه للحزب الوطني، ملمحًا إلى أنه انضم إلى هيئة الحزب البرلمانية فقط ونجح مستقلًا في انتخابات 2005، رافضًا وصف الحزب الوطني بـ”المنحل” كونه يسيء إلى أعضائه، مشيرًا إلى أن منعه من خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية “مؤامرة كبيرة”.
عضو مجلس الزمالك السابق يترشح لمنصب نقيب المحامين
صدام إعلامي وانسحاب
النائب في ذات الحلقة تفوه بألفاظ اعتذر عنها وائل الإبراشي مثل “أضربه بالجزمة”، ووقف أكثر من مرة في الحلقة وضرب بيده على الطاولة في انفعال مفرط وصفه الإبراشي بـ”اللغة السوقية”، بل إنه انفعل على علاء حكيم، عضو حركة تمرد بمحافظة أسيوط، وقال له: “أنت مين يالا.. أبوك مين.. أمك مين؟ أنا هجيلك أسيوط أعرفك أنا مين”، وقال لأحد المتصلين هاتفيًا: “أنا بيه ابن بيه”، قبل أن ينسحب مع الحلقة اعتراضًا على ما وصفه محاصرة بمعارضي الحزب الوطني الذي ظل يدافع عنه طيلة الحلقة.
أزمة قيد ضباط الشرطة
في الانتخابات الأخيرة لنقابة المحامين في العام المنصرم، ترشح عمر هريدي لخوض الانتخابات، خاصةً وأنه شغل منصب أمين الصندوق بالنقابة العامة للمحامين في وقت سابق، قبل أن ينجح وتندلع أزمة بينه وبين محمود الداخلي، عضو مجلس النقابة، بعد خلافات بشأن قيد ضباط الشرطة وخريجي التعليم المفتوح بالنقابة.
وقال رجائي عطية، نقيب المحامين، إن عمر هريدي أبلغه باعتذاره بشأن تناوله قيد ضباط شرطة بالنقابة مقابل مبالغ مالية بالمخالفة للحقيقة، واتهمه عضو المجلس محمود الداخلي بذلك رغم عدم علاقتة بواقعة القيد، وتم مراجعة الملفات واتضح سلامتها تمامًا وعدم وجود أي مخالفة في عملية القيد.
تخصيص مندوبين من الصحة في لجان انتخابات الشيوخ لرصد حالات كورونا (مستند)
البرلماني الذي كان اسمه ضمن قائمة الأسماء الكثيرة التي خرجت مطالب بضرورة إصدار قانون للعزل السياسي، لمنعهم من ممارسة السياسة بقية حياتهم، على خلفية حل الحزب الوطني والهجوم على رموزه وقياداته، عاد إلى الساحة السياسية مرة أخرى ولكن تلك المرة من بوابة مجلس الشيوخ المصري.
تحالف انتخابي لمجلس الشيوخ
يقول عمر هريدي، إنه عازم النية على تشكيل تكتل انتخابي مع عدد من المرشحين لمجلس الشيوخ، مكون من شخصيات ذوي انتماءات حزبية مختلفة، كتحالف انتخابي للسباق البرلماني.
وأضاف هريدي في تصريحات لـ”القاهرة 24″، أنه يتحالف انتخابيًا مع قيادات حزبية وهم شريف حمودة، القيادي الوفدي السابق، ومحمد المنصوري، رئيس حزب الأحرار الدستوري، وأيمن فتحي، مرشح حزب حماة الوطن، والدكتورة عبير عبد الغفار، بالإضافة لعدد من الشخصيات الأخرى منهم 3 أقباط، مشيرًا إلى إقامة مؤتمر صحفي بعد انتهاء إجازة العيد للإعلان عن الأسماء المرتقب ضمها للتحالف.
ولفت إلى أنه تم مراعاة أن يكون من تم اختيارهم يتمتعون بالقبول داخل الشارع السياسي، موضحًا تعاقده مع شركات استطلاع رأي لمعرفة قوة كل مرشح بدائرته، متابعًا: “نحن لا ندخل لتمثيل مشرّف وحسب بل تمثيل جيد، وحال انضباط العملية الانتخابية ستظهر قوتنا”.
ويرى البرلماني الأسبق، النظام الانتخابي الحالي جديدًا على الشعب المصري، واصفًا إياه بنظام انتخابي لـ”أندية ونقابات”، ولأول وآخر مرة سيتم العمل به.
وعلق هريدي على وصف ترشحه بأنه عودة لـ”فلول الحزب الوطني”، قائلًا: “السياسي لا يعتزل العمل السياسي، بل يكون اعتزاله بالوفاة الطبيعية، فليس للسياسية سن تقاعد ولا يحال ممارسها للمعاش”.
واستكمل: “شرعية يوليو التي جاءت بالحزب الوطني انتهت، ونحن الآن في شرعية 30 يونيو وليس 25 يناير التي انتهت بنهاية الإخوان”، متابعًا: “في النهاية نحتكم للناخب والشارع، والحديث عن أي شخص بأنه فلول ولى زمنه، فالحزب الحاكم اللي حكم مصر من 52 لحد 2011 كلهم من شرعية واحدة من صندوق واحد، انتهى الآن”.