السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدبلوماسية الرقمية

القاهرة 24
الإثنين 06/يوليو/2020 - 01:16 م

تسبب فيروس كورونا الجديد في توقف جزء كبير من الأنشطة بين الدول بعضها البعض، دفع الوباء الناس إلى مواصلة تعزيز بعض الأنشطة المهمة من خلال الوسائل الحديثة، حتى عقدت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أول مؤتمر عبر خاصية الفيديو كونفرانس في التاريخ، وتعالت أصوات تنادي بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تعقد اجتماعها في سبتمبر عبر الإنترنت، كما أعلنت نيوزيلندا في 30 يونيو أن اجتماع أبيك لعام 2021 سيتم نقله عبر الإنترنت، إننا نعتقد أن الوباء اصبح سبب لتسريع الاتجاه نحو رقمنة العمل الدبلوماسي لاسيما وأن التقنيات الحديثة تدعم المؤتمرات البعيدة وتستمر في الابتكار، ولكن يعتقد البعض أنه بالنظر إلى خصوصية الدبلوماسية وتحديات الأمن السيبراني سيعود العمل الدبلوماسي إلى حالته السابقة بعد السيطرة على الوباء، وهذه رؤيا قاصرة، في الواقع أن فيروس كورونا وبحق فتح السنة الأولى من الدبلوماسية الرقمية العالمية، ولن ينقطع دور الدبلوماسية الرقمية بعد انتهاء الجائحة ولكن ستستمر الدبلوماسية عبر الإنترنت في لعب دور جنبًا الي جنب مع الدبلوماسية التقليدية، كما أن شكل الدبلوماسية على الإنترنت يزداد ثراءًا وقبولاً أكثر فأكثر.

فمن خلال دبلوماسية الشبكة يمكن للدول توفير الكثير من الميزانيات الدبلوماسية، وتقليل السفر الدولي مع تقليل الوقت والطاقة التي يستهلكها القادة في العمل الدبلوماسي، وكذلك تسهيل الاتصال بين القادة والعمل بشكل مناسب من الدبلوماسية لتعزيز المزيد من تفاعل في العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، كما تتوافق الدبلوماسية عبر الإنترنت مع اتجاه العلاقات الدولية المفتوحة بشكل متزايد، ولا ننسى ان العالم اصبح قرية صغيرة وتحول العمل الدبلوماسي من دبلوماسية سرية الي دبلوماسية مفتوحة وشفافة لتلبية طلب عامة الناس للحصول على المعلومات، ليس ذلك فحسب ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تزود الحكومات في كل بلاد العالم بمنصة دبلوماسية أكثر تكافؤًا وفعالية، لذلك فقد أنشأت جميع المنظمات الدبلوماسية والدول المضيفة في دول العالم تقريبًا حسابات رسمية على وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ الدبلوماسية عبر الإنترنت.

المستشار عادل المسلماني عن الموجة الثانية من فيروس كورونا: “ستكون أكثر شراسة”

انني أرى وبحق انه يمكن للتكنولوجيا عبر الإنترنت أن توفر حلولاً وأساليب جديدة للقضايا الدبلوماسية المتزايدة والمتشابكة، ولم تلعب البيانات الضخمة دوراً هاماً في التعاون الدولي في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها فحسب، بل استخدمت منذ فترة طويلة لمساعدة منظمات مثل الأمم المتحدة على محاربة الجرائم المنظمة مثل تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات والاتجار بالنساء وجميع الجرائم المماثلة وذات الطابع الدولي، كما يمكن استخدام التقنيات الناشئة التي تمثلها البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتوفير المعلومات لصناعة القرار الدبلوماسي واختبار السياسة الخارجية والقرارات الاستراتيجية، وستصبح مساحة تطبيق التقنيات الحديثة أوسع وأوسع، وسيكون الانتقال من الدفاع الفني العسكري والدفاع الوطني إلى الدبلوماسية مناسب للغاية.

وحتى نتفادى أي مشاكل قد تنشأ بسبب الانتقال من الدبلوماسية التقليدية الي الدبلوماسية الرقمية، يحتاج المجتمع الدولي إلى إرساء قواعد الدبلوماسية السيبرانية وتحمي اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الأنشطة الدبلوماسية التقليدية، ولكن لا تزال المعايير في مجال الدبلوماسية السيبرانية فارغة وغير ذات مضمون، بل وعرضة للنزاعات الدبلوماسية، فمثلًا قد ينشأ الكثير من النزاعات اذا لم يتم اتفاق على قواعد واضحة يمكن من خلالها كيفية تحديد حسابات السفارات والدبلوماسيين على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وبسبب عدم وجود معايير واضحة للدبلوماسية على الإنترنت سيكون من الصعب أيضًا التمييز بين نشر المعلومات الدبلوماسية العادية وما يسمى “حرب المعلومات”، والتفرقة بين الأعمال الدبلوماسية واعمال التجسس وباقي الاعمال العدائية

كما تحتاج منصات التواصل الاجتماعي إلى تنفيذ حماية خاصة للبيانات التي تم إنشاؤها بواسطة الدبلوماسيين عبر الإنترنت، ويجب ألا تكشف عن معلومات حول هذه الحسابات لأطراف ثالثة ، ومع تزايد الأنشطة الدبلوماسية عبر الإنترنت سيكون للبيانات التي تنتجها تأثير كبير على القرارات الدبلوماسية والأمن القومي لمختلف الدول، ويجب أن يكون لدى المجتمع الدولي لوائح مقابلة حول “من يملك المنصة ذات الصلة”، و”تمثل المنصة مصالح أي طرف”، و”أية مؤسسة مؤهلة للمشاركة في صياغة ونشاط قواعد الدبلوماسية عبر الإنترنت”، لضمان أن المنصة تضمن أمن البيانات الدبلوماسية وتحظر المشاركة مع أطراف ثالثة.

لن تعود دبلوماسية الإنترنت إلى نقطتها الأصلية بعد الوباء، ولكنها تتطلب من المجتمع الدولي صياغة المزيد من القوانين الدولية والاتفاقيات الشمولية لتعزيز تنميتها، وفي عملية انتقال المجتمع البشري من مجتمع صناعي إلى مجتمع معلومات ومجتمع ذكي ستكون الدبلوماسية عبر الانترنت هي الدبلوماسية المناسبة لهذا العصر.

في ندوة “القاهرة 24”.. عادل المسلماني: المواطن الأمريكي لديه مشكلة نفسية.. ويحتاج إلى علاج

تابع مواقعنا