أحمد الطاهرى يكتب: ولكننا نَعرف عبد الفتاح السيسي
انفردَ موقع «القاهرة 24» بتقرير معلوماتي شامل، حول ضابط المخابرات محمود السيسي، النجل الأكبر للرئيس عبد الفتاح السيسي، انفراد يعيد الى صحافة المعلومات فى مصر قدرًا من بريقها المفقود ورونقها، وأضاف إلى مصداقيته المتراكمة بقدرته على “الإخبار” -بما يتجاوز العديد من المواقع والمنصات المصرية الأخرى- رصيدًا جديدا، بانتزاع مثل هذا الانفراد والحديث فى هذا الموضوع الذى تُرِك بلا اشتباك من قِبل الصحافة المصرية، فظن الإخوان وإعلامهم وقنواتهم أنهم سيمضون فى طريق استهدافهم للرئيس السيسي من خلال وضع نجله الأكبر هدفًا إعلاميا لهم، ومن خلاله يتم إطلاق قنابل من الدخان للتشويه السياسي، ينال من الدولة المصرية كلها -لأن عداء الإخوان مع مصرأولا وأخيرا- دون أن تتدخل الصحافة المصرية وإعطائها صفة المراقب فى هذا الحديث، ولكن “القاهرة 24” كسرَ الصَّمت، فشكرًا لهم مجددًا.
تابعتُ كل المعلومات فى التقرير بدقة متناهية، بعض المعلومات أعرفها والبعض الآخر سمعت عنه وكثيرٌ من المعلومات اكتشفتها للمرة الأولى، وللمعلومة قدسية عظمى لدى كل صحفى يحترم القارئ وصحافة المعلومات كانت وستظل التعريف الأمثل للعمل الصحفي، نحن نقدم معلومات وأخبارًا، الصحفى يخبرك بما يجرى عندك ومايجرى حولك من خلال المعلومات، وإذا فقد المعلومات لم يعد للصحفى قيمة وبالتبعية لم يعد للصحافة دورٌ وبالمنطقى يبحث القارئ على من يقدم له المعلومة ومن هنا تأتى الغواية من الإعلام المضاد للدولة المصرية، بأخبار ظاهرها معلومات وباطنها أكاذيب، ويزعمون أنهم يتحدثون فيما لا يتحدث عنه الإعلام المصري.
لا أعرف ضابط المخابرات محمود السيسي بشكل شخصي، ولم يسبق لى أن التقيته، التقيت خلال السنوات السبع الماضية بحكم العمل الصحفى كل ركائز صناعة القرار فى مصر، وكل الفاعلين فى صناعة القرار، الحاليين والسابقيين، وكنت أتعجبُ من أحاديث النميمة السياسية التى صدرها إعلام الإخوان إلى الرأى العام فى مصر حول النجل الأكبر للسيسي وأستعير هنا عبارة من انفراد “القاهرة 24” لبلاغتها فى التوصيف “الضابط الشاب الذي تُحاك حوله سحابةٌ ضخمة من المعلومات، والتسريبات والتسريبات المضادة، يبدو وضعه كما لو كان عصيًّا على الفِهم”.. لا أعرف الضابط محمود السيسي بشكل شخصي ولكنى أعرف الرئيس عبد الفتاح السيسي كما يعرفه كل المصريين، نعرف صدق السيسي ونعرف نزاهة السيسي ونعرف ما تمثله مصر للسيسي ونعرف ما يمثله السيسي لمصر وبالتالى لم أستغرب محاولات مستمرة للنيل من الرجل وتعطيله وإرباكه.
أدرك خصوم مصر أن السيسي له قدرة خاصة على الاتصال مع الشعب المصري، قدرة تجعله لا يحتاج ربما إلى وسيط اتصال كحال معظم الرؤساء بينه وبين الشعب، يتحدث مباشرة إلى المصريين فيصدقونه، يطلب منهم تفويض تخرج الملايين لتفويضه، يحلم معهم بمشروع قناة السويس الجديدة فيتبرع المصريون بمليارات من أجل الحُلم ويشاهدون تحقيقه، مثلما نشاهد يوميًّا العَمار والعُمران فى مصر الحديثة التى انطلقت بعد ثورة يونيو الدولة التى أصبحت تملك مصيرها وقدرتها وثرواتها، وهذه اللغة الخاصة بين السيسي والمصريين عمادها المصداقية، المصريون يصدقون رئيسهم، ومن ثم تحمل المصريون إجراءات الإصلاح الاقتصادي بشكل أوجع أعداء مصر، كانوا ينتظرون الغضب فوجدوا التفهم والاستيعاب والصبر لأنهم يصدقون السيسي حتى لو كانت ظروفهم ضاغطة. وبالتالى كان هدفهم ضرب مصداقية عبد الفتاح السيسي لدى المصريين، يعرفون فوبيا الحديث عن التوريث لدى الشعب المصري فضغطوا على هذا العصب بالحديث عن النجل الأكبر للرئيس، وجاء انفراد “القاهرة 24” ليكشف حقائق كثيرة تخص ضابط مخابرات مصري مميز له سجل وظيفى منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولعب دورا مهما فى مكافحة التجسس فى فترة من فترات الوهن العام، وهى تلك التى أعقبت يناير 2011 وجميعنا نتذكر قضية الجاسوس إيلان جرابيل، والتى مثلت نقطة تحول كبرى في صياغة الوضع العام داخل مصر، إذ أدركت أجهزة المخابرات العالمية أن في مصر إدارة سياسية رحلت ولكن بداخلها دولة قائمة لم تسقط، ولن تسقط.
شكرا لـ”القاهرة “24 على هذا الانفراد الذى أوضح الحقائق جلية وفتح شرايين صحافة المعلومات فى مصر، قدم للقارئ المعلومة الصحيحة وتركه لشأنه فلا خوف عليه وهذا هو بناء الوعي.
“مقدم” أم “عميد”.. “ضابط” أم “وكيل”؟ محمود السيسي وأوجه الحقيقة الغائبة (انفراد بالتفاصيل)
محمد أبو المكارم: السيسي تسلم مصر شبه تائهة ونهض بها في زمن قياسي
السيسي: أجدد العهد على المضي في معركتنا للبناء ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية