بعث من خلق جديد
ان مصر اليوم في بعث من خلق جديد ، بعد ست سنوات من ثورة 30/06 ، فإن ما نلمسه في مصر اليوم هو إعادة إحياء للأمة المصرية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ، جائت 30/06 بعد مرحلة انتقالية فقدت فيها مصر بوصلة توجهها ، بعد ترهل النظام الأسبق للرئيس حسني مبارك ، في نهاية حكمة لمصر بلغت الادارة ذروة الفساد مع عدم وجود عدالة في التوزيع أدت الي ان الفقير زاد فقرًا والغني زاد في غناه وأصبحت الفوارق بين الطبقات كالفوارق بين المجرات وتلاشت الطبقة الوسطى نهائيًا وتغير الذوق العام ، فوجدت غربان الليل وبوم الخراب الفرصة مواتية للقفز على أحلام المصريين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية فتصدروا المشهد في 25/01 مستغلين حالة الاحتقان المجتمعي وبإنتهازية مقيتة ولعب على كل الاحبال ولعق كل الموائد استطاع اخوان الشيطان احتلال قصر الاتحادية الرمز الرئاسي للدولة المصرية ، والعمل بدون ملل على تدمير كل ثوابت المصريين
وقد نسوا أو تناسوا تلك العلاقة الفريدة بين الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه وبين الجيش المصري ، وهي علاقة تزاوج ومزج لا يمكن فصلها أو حتى محاولة مجرد المحاولة تعكير صفو مائها ووردها المتجدد من شباب المصرين الذين يعتبرون الخدمة في الجيش معيار الرجولة والدليل عليها ، فلم يكن الجيش العظيم ان يقف مكتوف الأيدي ومصر تنهار في ظل قيادة جماعة ميكيافيلية راديكالية تغتصب مصر وتذل أهلها وتريد ان تمحوا هويتها لتعود بها للعصور الوسطى أو حتى العصر الحجري ، فكان تحرك الجيش مساندًا لثورة شعبية مصرية غير مسبوقة لتصحيح تلك الفترة الانتقالية ولتحقيق أحلام الشعب المصري في عيش حرية عدالة اجتماعية ، ولرفع مستوى معيشة الشعب المصري
وفي خلال ست سنوات تحقق ما لم يتحقق في ستين عامًا سابقة ، كانت هناك أزمة حقيقة في الكهرباء أصبحت مصر من الدول المصدرة للكهرباء ، تم عمل مشروعات محطات توليد الطاقة جنبًا الي جنب مع مشروعات تحديث الشبكات ، كانت هناك أزمة طرق ، حتى وصل الحال الي ان مسافة مائتان كيلو متر بين القاهرة والإسكندرية تحتاج لأكثر من أربعة ساعات أما الان اصبح الطريق الرابط بينهما أفضل وأحسن من احدث الطرق ذوي المواصفات العالمية ، ومثله طريق الجلالة ، وتم التحديث للطرق الداخلية في المدن الرئيسية ، وتم عمل الكباري العلوية لسيولة الحركة المرورية والربط بين احياء العاصمة ، وعن مشروعات الامن الغذائي ومشروعات البنية التحتية حدث ولا حرج ، كنا في مصر نتندر على دبي وما فيها من تقدم وناطحات سحاب ، اصبح عندنا مدينة العالمين الجديدة والعاصمة الإدارية وغيرها من المدن الجديدة ، وبدلًا من دبي واحدة اصبح في مصر اكثر من واحدة
وعن الاقتصاد فقد حدثت فيه طفرة ، فالتصنيف الائتماني لمصر ارتفع من C الي B ، وبعد عن مصر شبح الإفلاس الذي خيم عليها خلال حكم الإخوان في سنة واحدة ، وزاد الاحتياطي النقدي وارتفعت نسبته على الدين العام بشكل مطمئن ، ونجحت جهود الدولة في السيطرة على سعر صرف الدولار ، رغم الوباء والأزمات المتلاحقة ، اصبح لدينا خطط في التعليم والصحة والإسكان ، تم وضع الأهداف وحسم الخطط وبدأ الحزم في التنفيذ
يحكي لنا التاريخ انه عندما تدور عجلته على مصر والمصريين فان ذلك يكون بداية النهضة الحقيقية بسواعد أبناء مصر ، وقد دارت عجلة التاريخ علينا حتى دهستنا بآلة جهنمية عندما اعتلت الجماعة عرش مصر ، ولكن وفي أيام قليلة لم تزيد عن سنة واحدة تخلصت منهم مصر بغير رجعة ، والآن خلف قيادة حكيمة نسعى لان تدور العجلة في الاتجاه الصحيح لتقدم مصر وازدهارها ، وسيكون ذلك بسواعد المصريين جميعًا ، نحن الان لا نملك ترف الخلاف والاختلاف فذلك يعد خيانة ، مطلوب من كل واحد ان يقدم ما لديه لبلده وأهله وأن يعمل على تقدمها ويعمل على نجاح مشروعات الحكومة والقيادة حتى ولو اختلف معها في الأولويات ، فما تراه القيادة أوضح مما تراه انت ، ما تستحقه مصر هو نشر آلامل بدل اليأس ، والعمل بدلًا من تكسير المجاديف ، وندعوا الله ان يوفق مصر للخير ويحميها ، تحيا مصر وجيشها عنصر واحد ونسيج واحد لا يقبل القسمة على اثنين