هنا مركز نقل الدم.. أمل المصريين في الوصول لبلازما التعافي من كورونا (معايشة)
28 يوما مرت منذ آخر مرة احتضن فيها أحمد شمس البالغ من العمر 36 عاما ابنته الصغرى، يداعبها يحتضنها قدر الإمكان يروي لها عن بطولته في التغلب على فيروس كورونا المستجد، ليبدأ رحلته الأخيرة مع الوباء بقراره التبرع ببلازما الدم بعد تعافيه.
تقول الدكتورة أمنية محمود المسئولة عن فريق سحب بلازما المتعافين في المركز القومي لنقل الدم بالعجوزة، التابع لوزارة الصحة والسكان، إنهم يبدؤون العمل مع المتبرع من خلال الخط الساخن 105، أو عبر تلقي اتصالات من خلال الأرقام الرسمية للمركز، فتبدأ العملية باستبيان عن حالته الصحية، يتضمن موافاته للشروط، في الوقت الذي يتبع ذلك جلوسه على المكان المخصص للتبرع والذي يخضع لكافة اجراءات مكافحة العدوى والجودة.
مدير خدمات نقل الدم:”لدينا بروتكول لاستخدام بلازما متعافي كورونا.. ونعوض نقص الدم بـ3 طرق” (حوار)
على كرسي مائل يجلس شمس بعد انتهاءه من الاجراءات الورقية، تدخل الإبره في عرقه، يتذكر أيام الإصابة بينما يبدأ التمريض تحت الإشراف الطبي في عمل اللازم، لتبدأ رحلة سحب بلازما الدم في أمل أن تكون شفاء للناس.
ينتهي الوقت المحدد وتنتهي رحلة شمس مع كوفيد 19، وتحمل الدكتورة أمنية كيس البلازما ليبدأ دورة آخرى، حيث يتم تسلميه إلى قسم المشتقات بالمركز (ليتم فصل الجرعات منه وتجميدها وحفظها لحين استكمال كل تحاليل اللازمة للتأكد من سلامة وأمان البلازما حتي يفرج عنها لقسم الصرف) وترسل العينات إلى المعامل لتخضع للفحص الفيروسي، وفحص الفصيلة وفحص الأجسام المضادة للتأكد من خلو البلازما من أي فيروسات او مشاكل تؤثر على أمان المريض.
ويعتبر المعمل المرجعي خطوة هامة بالمركز القومي لنقل الدم في رحلة بلازما دم المتعافين للوصول لمريض على أمل الشفاء، فحسبما توضح الدكتورة داليا عبد السلام رئيس المعمل المرجعي، فإن مهمتهم تقوم على جمع عينات بلازما المتعافين والكشف عن الأجسام المضادة للفصايل، وفي حال وجودها تعد غير صالحة للاستخدام ويتم عمل الفصيلة باستخدام كروت الفصائل واختبار كشف الأجسام المضادة لتحديد صلاحية البلازما للاستخدام، ونقوم في النهاية بتسليم النتائج لقسم المشتقات لحين ظهور نتائج باقي المعامل للافراج عن بلازما لقسم الصرف بعد التأكد من كونها آمنة تماما.
ما أن تطأ قدمك المعامل المخصصة للفحص السيرولوجي، حتى تجد خلية نحل وظيفتها الرئيسية فحص عينات الدم الخاصة بالمتبرعين للتأكد من خلوها من أي فيروسات، تقول الدكتورة ديانا عبدالله رئيس القسم لـ”القاهرة 24″ إنه يتم فحص عينات الدم عبر 3 مراحل، الأولى متعلقة بتأكيد فصيلة الدم، والثانية فحص الأجسام المضادة لفيروسات الالتهاب الكبد الوبائي (B ,C)، والإيدز والزهري، بينما الثالثة في معمل الحمض النووي الذي يعد أعلى تقنية فحص فيروسي عالميا.
حسب وزارة الصحة فإن البلازما، هي المادة السائلة التي يميل لونها إلى الأصفر، تشكّل نحو 55 في المئة من حجم الدم في جسم الإنسان. وهي تقوم بمهام حيوية لنقل الماء والأملاح والغذاء اللازم للخلية من مكان امتصاصها أو تصنيعها إلى بقية الجسم. كما تنقل نواتج عمليات الأيض أو التمثيل الغذائي داخل الجسم.
كما أصطحبتنا دكتور فاتن مسعد نائب مدير عام الخدمات ورئيس قسم المعمل المرجعي للفيروسات إلى معملها لتبرز الدور الهام الذي يقوم به المركز ف فحص الأجسام المضادة لفيروس كوفيد 19، وقياس نسبتها وكفائتها وهيا أعلى تقنية عالميا لاختبار البلازما للتاكد من جودتها بتوصية من معالى وزيرة الصحه لتقديم الخدمة كما يستحقها المصريين.
على أبواب المركز الذي يعد الوحيد في مصر الحاصل على شهادة الجودة من الجمعية الأمريكية لبنوك الدم وتعد أعلى شهادة عالمية (AABB)، يتوافد يوميا عشرات المناديب من المستشفيات لشباك قسم الصرف ليتحصلوا على كيس البلازما لاستخدامه في علاج المصابين، تشير الدكتورة رحاب عمر رئيس القسم الذي تنتهي فيه رحلة البلازما داخل المركز، إنهم يعملون على مدار الـ24 ساعة.
وتضيف لـ”القاهرة 24″ أن ذلك يتم وفقا لعملية دقيقة، حيث لا يتم الصرف إلا من خلال تصديق اللجنة المختصة بوزارة الصحة والسكان علي الحالات اللتى تحتاج لصرف البلازما.
وأضافت أن عملية الصرف تتم بشكل منظم، من خلال شباك مطابق للإجراءات الوقائية اللازمة، لمراجعة البيانات اللازمة مع مندوب المستشفى لتسليمه البلازما الخاصة بالحالة المحجوزة مجانا دون اى مقابل مادى سواء كانت الحالة بمستشفى حكومي أو جامعي أو حتي خاصة لتصبح البلازما أمل المصريين الجديد للتخلص من كوفيد.