الكاتبة والممثلة الأرجنتينية سيلفيا آرازي: إلى الموسيقى والكلمات
ترجمها عن الإسبانية: طه زيادة
“ذكرى: أنا في الخامسة عشرة من عمري وأجلس في غرفة المعيشة بمنزل والدي محاطة بالكتب والموسيقى. خرج والدي للتنزه كعادتهما كل أحد، وفضلت أنا البقاء في المنزل. وحدي. أخط قصائد في دفتر بينما أسمع مراراً وتكراراً أحد أعمال باخ، لا أذكر اسمه، ولكن أذكر الرعشة التي سببها بداخلي سريان الموسيقى وتدرج طبقات صوت مغني السوبرانو.
حدث تقارب مؤكد بيني وبين الأدب والموسيقى، لا أدري إن كان سببه نوع من الاحتياج أو الفراغ. شاركت في العديد من الأنشطة الفنية المختلفة منذ صغري. وأتاح لي المسرح والغناء أن أسكن أجساد وأصوات شخصيات أخرى، ولكن وجدت في الأدب ملاذي الأخير. ذلك المكان الذي يطلق عليه الكاتب جوزيف كامبل: “الفضاء المقدس”، حيث يتلاشى الزمن.
أتساءل كثيراً عن الشيء الذي يدفع الممثلين، الموسيقيين، الشعراء والمطربين ليكرسوا حياتهم لمهام في غاية المشقة والحماقة مثل كتابة القصائد، عزف الفيولين أو تأليف سيمفونية. من الصعب العثور على إجابة، ولكن في بعض الآحاد ، وقت الغروب، استحضر تلك اللحظات الخالدة من فترة مراهقتي، يملؤني اليقين أنه لولا هؤلاء الأشخاص وأحلامهم، لصار العالم مكاناً أكثر جفاءً. وأكثر كآبة.
سيلفيا أرازي، بوينوس أيرس”
كاتبة ومغنية وممثلة، درست تاريخ الفن والشعر الغنائي بجامعة بوينوس أيرس، من أهم أعمالها “ما أسرع حلول المساء” مجموعة قصصية، و”معلمة الموسيقى” رواية، “موسيقى الوداع” رواية، “كلودين والبيت الحجري” ديوان شعري. تُرجمت روايتها “الانفصال” للعديد من اللغات.