هل يضع معلمو مصر الحكومة في ورطة قبل امتحانات الثانوية العامة؟.. مصادر تجيب

أقل من أسبوع يفصلنا عن امتحانات الثانوية العامة 2020، والتي تأتي وسط ظروف استثنائية هذا العام، بالتزامن مع أزمة كورونا المستجد “كوفيد 19″، وما تبعها من تداعيات تعليق الدراسة حتى 15 مارس، وتأجيل الامتحانات حتى 21 يونيه الجاري.

وعلى مدار الأيام الماضية، ومنذ قرار تعليق الدراسة، والثانوية العامة وانعقاد امتحاناتها، مثار جدل واسع بين الطلاب وأولياء الأمور، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حيث وصل الجدال إلى ساحات المحاكم قبل حسم الأمر أمس ببطلان دعوى إلغاء الثانوية، إلا أن هناك أزمة جديدة تهدد انعقاد الامتحانات.

تكدس المعلمين داخل مقرات تقديم الاعتذار بسبب الإشراف على لجان الثانوية العامة خوفًا من كورونا (صور)

الأزمة الجديدة، بعيدًا عن الطلاب، ومطالب التأجيل والإلغاء من أولياء الأمور، حيث تتعلق هذه الأزمة بالمعليمن، والذين أقبلوا بشكل غير مسبوق، بالمئات نحو لجان الاعتذار، يعربون عن عدم رغبتهم للمشاركة في امتحانات الثانوية العامة، لأسباب مختلفة أغلبها متعلفة بفيروس كورونا والمخاوف من انتقاله لهم، وهو الأمر الذي قد يتسبب في مشكلة للتربية والتعليم، خاصةً مع الأعداد الكبيرة التي قدمت للاعتذار.

هل تحمي الوزارة المعلمين في المواصلات؟.. أسباب الاعتذار عن الامتحان

يقول “محمد.س” أحد الملاحظين الذين تقدموا للاعتذار عن امتحانات الثانوية العامة هذا العام، إن الامتحانات في هذا العام غير السنوات الماضية، مشيرًا إلى حجم الخطورة التي تحاوط المعلمين في ظل انتشار الفيروس، وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس وفقًا لمعدلات وزارة الصحة المعلنة، غير أن الأرقام غير المعلنة كارثة كبيرة.

وأضاف “محمد”، أنه على الرغم من مخاوف أولياء الأمور إلا أن الوزارة ضربت بأرائهم عرض الحائط وألزمتنا وألزمتهم بالحضور، على الرغم من تصريحات الدكتور طارق شوقي، أنه غير مسئول في حالة حدوث كارثة، مؤكدًا على ان هذا التصريح رفع من وتيرة القلق لدى الجميع.

ووافقه الرأي الأستاذ إنجي محمد، والتي أشارت إلى أن الملاحظة لن تأتي بهمها ماليًا على المعملين، غير ان حياتهم في خطر، قائلة: “يعني أنا أروح اراقب وأخد 6 جنيه بدل مواصلات وأنا هصرف مواصلات 15 جنيه، وبعدين لما اتصاب أشوف علاج لنفسي، لإن الوزير غير مسئول، وبعدين تقولوا المعلمين ومش المعلمين”.

وأضافت “إنجي”، أنه على الرغم من تصريحات عدم الانتدابات خارج المحافظات، إلا أن هذه التصريحات ليس لها وجود على أرض الواقع، حيث تم انتدابات المعلمين خارج المحافظات، وهو ما يمثل خطورة عليهم، خاصةً أن الوزارة لن تحميهم في الموصلات والتي قد تتخطى الساعتين ونصف.

البرلمان: حياة المعملين المصابين بأمراض مزمنة في خطر

فيما تقدم النائب محمد عبدالغني عضو مجلس النواب، للدكتور طارق شوقي، بشأن موقف المعلمين والإداريين الذين يعانون من أمراض مزمنة من تكليفهم فى أعمال امتحانات شهادة الثانوية العامة، متسائلًا: “ما مدى امكانية استثناء هؤلاء المعلمين والإداريين ذوي الأمراض المزمنة والأكثر عرضة لخطر الإصابة من أعمال التصحيح والرقابة؟”.

وأكد “عبد الغني”، أن أصحاب هذه الأمراض هم الأقل مناعة والأكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض وتكليفهم فى أعمال امتحانات شهادة الثانوية العامة قد يعرضهم للإصابة به حتى لو تم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، مطالبًا بعجم إلزامهم بالمهمة خوفًا على حياة أسرهم.

مصادر بالتعليم: أغلبية الاعتذرات غير موافية للشروط

رغم محاولات التواصل مع الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور رضا حجازي، نائب الوزير ورئيس لجنة الثانوية العامة، إلا أنه لا يوجد تجاوب حتى الآن أو تعليق منهم على تلك الأزمة، غير أن مصادر مطلعة بالوزارة، قالت إنه لا توجد أزمة، مشيرًا إلى أن أغلبية الذين تقدموا باعتذارات لم تقبل منهم الاعتذرات لعدم توافر الشروط التي أعلنت عنها الوزارة للاعتذاز.

وأضاف المصدر، إلى أنه لم يقبل من المشاهد التي رأيناها، سوى عدد قليل من الاعتذرات، لبعض المعلمين الذين توافرات فيهم شروط الاعتذارات، وبدائلهم جاهزة، مشيرًا إلى أنه ما زال تلقي الاعتذرات وفحصها.

 عقوبة المتخلفين عن أعمال امتحانات الثانوية العامة

فيما حددت وزارة التعليم، الإجراءات التي ستتخذها ضد المعلمين الذين سيتخلفون عن الندب لأعمال امتحانات الثانوية العامة، في حال عدم قبول اعتذاراتهم.

1- منعهم من التوقيع بمدرستهم الأصلية

2- اعتبار المعلم منقطعًا عن العمل طوال فترة الامتحانات، مما يعرضه للفصل.

3- الجزاء 22 يومًا وخصم أجرهم.

4- الإحالة للمحاكمة التأديبية.

مصر لا تلوى ذراعها.. حملة تطوع لمراقبة امتحانات الثانوية بعد اعتذرات بعض المعلمين عن الملاحظة

ومن وحي تكدسات المعلمين على لجان الاعتذار عن امتحانات الثانوية العامة، تبادر إلى عصام شادي، محاسب، فكرة التطوع لمراقبة الثانوية العامة فدشن حملة دعا فيها المصريين للتطوع ومراقبة امتحانات الثانوية المقبلة، “حتى لا تضيع السنة على الطلاب وأولياء الأمور، بعد التعب اللي شافوه ده”، (كما يقول).

“أكيد الامتحانات هتكون متامنة أكتر من تجمعات الاعتذارت اللي شوفناها في الصور دي”، هكذا علق “شادي” في تصريحات لـ”القاهرة 24″ على المشهد، في إشارة منه إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، قامت بوضع خطة احترازية محكمة لتأمين امتحانات الثانوية، وأعلنت عنها بالتعاون مع الجهات المسئولة وعلى رأسها الصحة.

ويرى المحاسب الخمسيني، أنه لا يوجد مبرر لدى المعلمين للإقبال على لجان الاعتذار بهذا الشكل، موضحًا أنه بالنسبة للتأمين فهو متوفر لهم، فضلًا عن حصولهم على مقابل لملاحظة امتحانات الثانوية العامة، حتى لا يتأثر مستقبل الطلاب، فضلًا عن إنهاء معاناة أولياء الأمور، والذي تكبدوا الكثير من الجهد والمال مع أبنائهم، حيث يؤكد على أنه في انتظار استدعاءه لتلك المهمة “الوطنية” (على حسب قوله).