ضحايا “كورونا” في ازدياد بأوروبا ومجموعة الـ20 توحد جهود مكافحته
لا يمكن وصف الوضع الصحي في أوروبا سوى بأنه مأسوي مع تخطي عدد الوفيات الأربعة آلاف في إسبانيا، في حين تواجه مستشفيات لندن تدفق المرضى بأعداد هائلة، وذلك برغم إشارة منظمة الصحة العالمية إلى “علامات مشجعة” على تباطؤ انتشار كورونا المستجد في القارة.
وفي مواجهة أزمة عالمية غير مسبوقة، أكّد قادة مجموعة دول العشرين في ختام قمة طارئة عبر الفيديو التزامهم بمواجهة تداعيات وباء كورونا المستجد بجبهة موحدة، متعهدين بضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي.
وعلى الرغم من إجراءات الحد من التنقل، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من أن الوباء الذي بات يجبر أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم على ملازمة بيوتهم، “يهدد البشرية جمعاء”.
وتسبّب الفيروس الذي ظهر في الصين في ديسمبر بوفاة نحو 22 ألف شخص.
وتتحمل أوروبا العبء الأعلى في هذه المرحلة حيث سجّلت أكثر ثلثي الوفيات، وشخّص فيها أكثر من 250 ألف حالة إصابة، أكثر من نصفها في إيطاليا وإسبانيا، بحسب حصيلة أعدتها فرانس برس يوم الخميس.
وفي كوبنهاغن، قال مدير الفرع الأوروبي في منظمة الصحة العالمية هانس كلوغ الخميس “على الرغم من أن الوضع لا يزال مقلقا للغاية، إلا أننا بدأنا نرى علامات مشجعة” على تباطؤ تفشي الفيروس في أوروبا.
وقال إن الزيادة في عدد الحالات في إيطاليا، الأكثر تضررا في العالم مع أكثر من 7500 حالة وفاة، يبدو أنها تتباطأ “ولكن من السابق لأوانه القول إنّ الوباء بلغ ذروته في هذا البلد”.
وتجاوزت إسبانيا التي أصبحت ثاني أكثر البلدان تضررا في العالم من حيث عدد الوفيات، عتبة 4000 حالة وفاة الخميس.
وتحدّث عناصر في الأجهزة الطبية الاسبانية لوكالة فرانس برس عن نقص في الأسرة والمعدات وعن اختيار من يجب انقاذه، مشيرين إلى حزن عميق لدى الممرضين وخوف ووحدة شديدين لدى المرضى وعائلاتهم.
وقالت سارة شينشيلا (32 عاما) الطبيبة في مستشفى قرب مدريد، “هناك خمسة مرضى، وسرير واحد. عليّ أن أختار”.
وفي لندن، تواجه المستشفيات العامة في العاصمة تدفقاً متواصلاً وصفه مسؤول صحي بأنه “تسونامي” لمصابين بأمراض خطيرة مع إصابة نسبة “لم نعرفها من قبل” من الأطقم الصحية كذلك.
ونتيجة لتدابير الاحتواء غير المسبوقة التي فرضت العزل المنزلي على أكثر من ثلث البشرية، بات العالم في حالة جمود والاقتصاد ينهار.
وازدادت طلبات الاعانة جراء البطالة في الولايات المتحدة بنحو ألف بالمئة ووصلت إلى مستويات قياسية. وفي فرنسا، يقدر معهد الإحصاء الوطني كلفة تدابير الاحتواء على الاقتصاد بنسبة 35 بالمئة.
وقال قادة دول العشرين في بيانهم الختامي إن عملية التعامل مع الفيروس تتطلب “استجابة دولية قوية منسقة واسعة المدى مبنية على الدلائل العلمية ومبدأ التضامن الدولي. ونحن ملتزمون بشدة بتشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذا الخطر المشترك”.
وأضافوا “نقوم بضخ أكثر من 5 ترليون دولار في الاقتصاد العالمي، وذلك كجزء من السياسات المالية والتدابير الاقتصادية وخطط الضمان المستهدفة لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة”. وتعرّضت مجموعة العشرين التي تشكل نحو ثلث سكان العالم وثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى انتقادات جراء عدم تنسيق جهودها قبل القمة الطارئة التي ترأستها السعودية.
وعبر الفيديو أيضا، يسعى قادة الاتحاد الاوروبي في قمة الخميس إلى تخطي خلافاتهم للتوافق على رد موحد ينتشل الاقتصادات من سباتها.
وكان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أكد في وقت سابق انه سيواصل تقديم الاموال على شكل ديون من أجل الحد من تبعات احتواء اثار الفيروس على أكبر اقتصاد على مستوى العالم، غداة موافقة مجلس الشيوخ بالإجماع على خطة دعم “تاريخية” بقيمة ألفي مليار دولار.
وتبنى البرلمان الألماني من جهته خطة تدابير شاملة بقيمة 1100 مليار يورو.
وبعد جلستين حققت فيهما مكاسب، انتكست بورصة طوكيو الخميس على خلفية الخوف من تفشي الوباء في العاصمة اليابانية التي دعي سكانها لتجنب السفر في نهاية هذا الأسبوع.
كما سجلت لندن وفرانكفورت وباريس تراجعا على خلفية الخوف من انتشار الوباء وخاصة في الولايات المتحدة حيث يتفشى الفيروس بسرعة أكبر مع ما يقرب من 68572 حالة مؤكدة من الإصابات وأكثر من 1000 حالة وفاة، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها جامعة جونز هوبكنز.
وفي افريقيا غير المؤهلة للتعامل مع أزمة صحية كبرى، تتصاعد المخاوف من انتشار الفيروس بعد ظهور أول الإصابات في مالي وليبيا.
وتسابق المنظمات الصحية وغير الحكومية الوقت للحد من سرعة انتشار الوباء في الدول الفقيرة وتفادي كارثة بشرية في هذه البلدان التي تفتقر لقطاعات صحية فعالة.
بالمقابل، يبدو أن انتشار الفيروس يتراجع في الصين مع إعادة فتح مقاطعة هوباي أبوابها بعد شهرين من الحجر. وكانت الحكومة الصينية أعلنت الثلاثاء أن القيود على التنقلات سترفع ببعض الشروط اعتبارا من منتصف الليل لكامل مقاطعة هوباي باستثناء كبرى مدنها ووهان حيث ظهر الفيروس في نهاية 2019 قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم.
ولن يرفع الحجر المفروض على 11 مليون نسمة قبل الثامن من ابريل.
وفي فرنسا حيث توفي أكثر من 1300 شخص، تستعد الدولة للتعامل مع مرحلة صعبة قد تطول، في وقت أعلنت رئاسة الأركان سحب جنودها من العراق حيث يشاركون في عمليات تدريب. وأعلنت بلدية موسكو تدابير اضافية بينها إغلاق كل المطاعم والمتاجر غير الأساسية اعتبارا من السبت.