الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ليس لدى الكولونيل من يكاتبه.. قصة موت معلن بطلها صالح علماني:”عشت لأروي”

القاهرة 24
ثقافة
الثلاثاء 03/ديسمبر/2019 - 01:57 م

ها قد عدت، سنوات المنفى التي عشتها ما بين نائم وحالم، كاتب لم يتعرف عليه أهله بسبب سنوات الغياب، شيء ينقصني في كل مرة كتبت فيها عن الحب، أو ربما هو ذلك الشعور بأنك وحيد وحيد جدًا ربما هو ذلك الشعور الممض بأن الدقائق تتحرك بطء جنزير دبابة فرغ وقودها على جسدك، “عشت لأروي” هكذا كان يرى صالح علماني في حديثه عن الترجمة.

لم تكن أسماء الروايات التي ترجمها صالح علماني ببعيدة عن واقعه، منفى حتى في مولده الذي كان بعيدًا عن وطنه الأم فلسطين، في ضاحية حمص أطلقت الأسرة زغاريدها احتفالًا بوصول طفل لا يبدو أنه جاء في وقت سعيد، حديث المنفى يسيطر على الفلسطيني حتى لو كان القادم سيكون أهم مترجم في الوطن العربي للأدب اللاتيني والبرتغالي.

من شرفة منزل رأت فيها بيلار محبوبة الكاتب البرتغالي المنفي سارماجو، يجلس علماني يدخن السيجار:” “كان ثمة قمر كبير في منتصف الدنيا، وقد فقدت عيني وأنا أتطلع إليك، كانت أشعة القمر تتصفى على وجهك، ولم أكن أتعب من رؤية هذه الرؤيا التي هي أنت، ناعمة، مضمخة بقمر، فمك مفتوح قليلا، رطب، مقزح بالنجوم، جسدك يشف في مياه الليل”.

عشتُ لأترجم.. وفاة المترجم الكبير صالح علماني عن عمر يناهز الـ70 عامًا

يقول علماني: “في عام 1970، غادرت إلى برشلونة لدراسة الطب ثم تركته لدراسة الصحافة. لكنني صمدت سنة واحدة فقط، عملت بعدئذ في الميناء واختلطت بعالم القاع كأي متشرد. وبينما كنت أتسكع في أحد مقاهي برشلونة ذات مساء، قابلت صديقاً كان يحمل كتاباً. نصحني بقراءته، كانت الطبعة الأولى من “مئة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز. عندما بدأت قراءتها، أصبت بصدمة. لغة عجائبية شدتني بعنف إلى صفحاتها. قررت أن أترجمها إلى العربية. وبالفعل ترجمت فصلين ثم أهملتها”. ويضيف: “عندما عدت إلى دمشق نسيت الرواية في غمرة انشغالاتي. لكن ماركيز ظل يشدني، فترجمت قصصاً قصيرة له، ونشرتها في الصحف المحلية. ثم ترجمت “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه” (1979).

على سرير الغربة، يرتشف صالح علماني كوبه الأخير في ريف أسبانيا هذه المرة قرر أن يكون نفسه الأخير مشابهًا لبطل روايته الأولى :”مائة عام من العزلة” او أقل 30 عنها، ليفارق الحياة بعمر السبعين، وتبقى مقولته خالدة كلما فتحت كاتبًا لماركيز أو يوسا:”أن تكون مترجمًا جيدًا خير من أن تكون أديبا سيئًا أو بعنوان ملهمه ماركيز:”عشت لأروي”.

تابع مواقعنا