الرئيس التنفيذي للشركة: العقوبات الأمريكية لن تعرقل تقدم هواوي .. وندعم مصر بكل قدراتنا
قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هواوي الصينية رن تشنج فاي إنّ الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية على عملاق التكنولوجيا الصيني، تزيده إصرارا على المضي قدما في مسيرة البحث والتطوير التكنولوجي، مشيرا إلى أنّ “الضغط الأمريكي لن يكون له تأثير ملحوظ على أعمال الشركة حول العالم، رغم تردد بعض العملاء”.
وسلط الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها هواوي في مجال التحول الرقمي ومساعيها الحثيثة لفرض مسار الرقمنة وتطوير البنى التحتية وشبكات الاتصالات وتقنية المعلومات والمدن الذكية في المنطقة بأحدث التقنيات المبتكرة التي تنتجها الشركة.
كما ناقش معهم توجهات أعمال الشركة خلال المرحلة الحالية والمستقبلية وخطط دعم الشركاء المحليين، في مجال توسيع نطاق الخدمات الرقمية لتشمل عدداً أكبر من الأشخاص والمنازل والمؤسسات.
وأضاف فاي أنّه لا يوجد مكون واحد أو قطع غيار أمريكية لأي من منتجات الشركة الصينية الأشهر، موضحا أنّ شركته لا تشعر بأي تحسن في العلاقة مع واشنطن، رغم الإيجابية النسبية التي اتسمت بها المرحلة الأولى من المباحثات التجارية الصينية الأمريكية، وأنّ العقوبات التي فرضتها أمريكا على شركته، لن تؤثر على خطواتها الجادة نحو تحقيق مزيد من الإنجازات في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأوضح تشنج أنّ تحقيق التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلدان الأفريقية، مرهون بنظرة حكومات تلك البلدان لتكنولوجيا المعلومات، باعتبارها استراتيجية وطنية تحتاج إلى تنسيق التخطيط، وتطبيق النظام، والتركيز على الاستثمار في البنية التحتية، مثل الألياف البصرية والنطاق العريض، والاستفادة من مميزات التقنيات والرقمنة في تحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية، وبناء قدرات الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتابع مؤسس عملاق التكنولوجيا الصينية قائلاً: “يكمن مفتاح النجاح في نهوض أي بلد أو أمة بالتعليم. فالعلم أصبح نفط العالم وغاباته وثروته المعدنية، ويمكن للتقدم المحرز في تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي أن يحقق للمجتمع ثروةً أكبر من أي وقت مضى. ولكن لا بد من استخدام الموارد لتدريب الأشخاص وتوفير الدعم لهم في عصرنا الذي تمثل فيه تقنية المعلومات والاتصالات محركاً رئيسياً للإنتاج”.
وتحدث تشنج أنّهم يعملون بشكل واضح، وعلى استعداد للمشاركة الكاملة في دعم التحول الرقمي بمختلف البلدان، ويأملون في التعامل مع جميع الدول التي ترغب في التعاون معهم للاستفادة من تجربة التحول الرقمي العالمية ومساعدتها على تطوير الموجات الرقمية العالمية بما يلائم مصالحها، خاصة أنّ الشركة بدأت تطوير الجيل الخامس عام 2009، وتعمل على تطوير الجيل السادس الذي يتميز بالنطاق الأوسع، لكن تنقصه الآن فقط قدرة التغطية، لأن تقنية الجيل السادس تستخدم موجة ملليمتر، ومسافة التغطية قصيرة نسبيًا، وتحقيق التقدم للجيل السادس يعتمد على الاختراقات النظرية والتكنولوجية في الاتصالات، لكن هذا الأمر قد يستغرق نحو 10 سنوات.
وعن الذكاء الاصطناعي والصعوبات التي سيواجهها بعض الناس، خاصة في مجال البحث عن الوظائف في ظل التحول الرقمي، قال تشنج في حواره: “في المجتمعات الصناعية التقليدية، كانت الشهادة العلمية للمدرسة الثانوية والمهارات المهنية المتوسطة، تكفي لإيجاد فرص العمل، لكن مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي والتقنيات المعلوماتية، أصبح من الصعب أن تجد وظيفة مناسبة دون التمتع بمهارات عالية المستوى، لكن على الجانب الآخر يجب أن ندرك أن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يساهمان بشكل كبير في زيادة الثروة في هذه المجتمعات، بفضل التقنيات الرقمية الحديثة، وهو ما يمكن أن تستغله البلدان المختلفة من خلال التفكير في كيفية استثمار هذه الثروات لحل مشكلات المجتمع ومنها البطالة، عبر تقديم دورات لرفع الكفاءة المهنية للبشر”.
تأتي لقاءات الرئيس التنفيذي الأخيرة مع وسائل الإعلام بعد فترة وجيزة من إعلان هواوي عن نتائج أعمالها للربع الثالث من العام 2019، حيث ارتفعت إيراداتها العالمية بنسبة 24,4% على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، كما تابعت الشركة تركيزها على مشاريع البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات والأجهزة الذكية، وجهودها الرامية إلى المساعدة في بناء عالم ذكي متصل بالكامل.
يُذكر أن أكثر من 700 مدينة، و228 شركة من بين 500 شركة مصنفة في قائمة فورتشين جلوبال، من بينها 58 شركة من ضمن المئة شركة الأولى على القائمة، اختارت شركة هواوي كشريك لها في مشروع التحول الرقمي بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2019.