الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“عام حزين سعيد جداً!”

القاهرة 24
الجمعة 20/سبتمبر/2019 - 02:11 م

من حوالي 20 سنة المواطن الإنجليزي “ريك فان بيك” كان شخص محطم زي ما الكتاب بيقول.. يشتغل فى أى وظيفة يتفصل بعدها بكام أسبوع.. ماعندوش أصدقاء.. محدش بيحبه ولا هو عنده الطبع الإجتماعي اللى يخليه قريب من الناس أو يتقبلهم.. يمكن زوجته بس كانت الإنسان الأقرب له فى الدنيا.. بالمناسبة حتي زوجته ولولا إن شغلها بيفرض عليها إنها تبقي بره البيت ساعات طويلة يمكن كان خسرها هي كمان!.. الحقيقة إن “ريك” إنسان مايتعاشرش لا كصاحب ولا كزوج.. إنسان مستسلم ومحبط دايماً وحالته منيلة فى معظم الوقت.. كل فلوسه صرفها على السهر ولعب الكوتشينة.. بيدخن 3 علب سجاير فى اليوم.. أدمن المخدرات.. الإهمال ده برضه ساب أثره على هيئته وصحته وشكله اللى بقيت بسببهم تحس لما تشوفه إنه أكبر من عمره على الأقل بـ 40 سنة!.. الرئة بتاعته تعبت، وقلبه بقي يدق بإيقاع بطيء وبتجيله أزمات صحية كل فترة!.. أى شخص كان يبص فى وش “ريك” كان هيجزم بما لا يدع مجال للشك إن ده بني آدم بيمشي للموت برجليه وبثبات!.. فجأة وبدون مقدمات مراته بتخلف بنت جميلة وبيسموها “مادي”.. فكرة إنك تبقي أب دي وكمان لبنت؛ قادرة تهز قلب أى راجل وتشقلب حياته، وكان واضح إن “ريك” نفسياً بقي أحسن من وقت وصول “مادي” للدنيا.. لكن للأسف وبعد مرور شهرين بس على ولادتها إكتشف الدكاترة إن “مادي” عندها شلل دماغي مولودة بيه، وضمور فى العضلات، وهتكمل باقي حياتها كده!.. أراد ربنا إن “مادي” ماتبقاش زي باقي الأطفال.. مفيش حركة.. مفيش لعب.. مفيش تنطيط.. الصدمة كانت كبيرة و”ريك” ومراته أصيبوا بحالة نفسية زي الزفت لمدة أسابيع كتير.. عدوي الإحباط مابقتش بس عند “ريك” لكن إنتقلت وبمنتهي السرعة لمراته كمان.. دخلوا فى دوامة من الحزن، وكان السؤال الدائم اللى بيتردد بينهم هما الإتنين: (لماذا نحن!).. ليه إحنا بالذات اللى كل حياتنا تبقي زفت بالشكل ده، وظروفنا زفت، وحتي لما ربنا يدينا طفلة تكون مش زي باقي الأطفال!.. مر على الوضع البائس ده كذا سنة بدون جديد وعُمر “مادي” قرب من 4 سنين.. كانت الأسرة خلال الفترة دى عايشة على الإعانات من الأهل والقرايب لحد طبعاً ما منظرهم بقي فى غاية السوء.. خرجت مرات “ريك” للشغل الجديد بتاعها اللى إضطرت تنزله عشان يلاقوا ياكلوا وسابت “مادي” مع “ريك”.. البنت كانت بتعيط بشكل هستيري.. و “ريك” بيه لخمة ومالوش فى محايلة الأطفال ولا مداديتهم.. يخرج ويسيبها؟.. يوديها لحد من الجيران؟.. يقفل ودنه عن صراخها ويعمل مش سامعها؟.. مابقاش عارف يعمل إيه.. فى النهاية إستقر إنه هيخرج يتمشي ويشيلها معاه على كتفه.. عمل كده فعلاً ولاحظ إن البنت بتضحك طول ما هما بره!.. آه صحيح ملامحها مش بتتغير بس فيه ضحكة على وشها أهو هو شايفها!.. بقت عادة يومية.. مرات “ريك” تروح الشغل.. “مادي” تعيط.. “ريك” ياخدها ويخرج يتمشي بيها.. البنت “تضحك!.. شعور عظيم وحسس “ريك” إن له قيمة فى الدنيا بدل حياته النمطية البايخة.. لقي فى ضحكة بنته ورغم إنها من غير صوت مكافأة ليه عن حالته النفسية المستمرة بقالها سنين معاه.. كل يوم كل يوم مشي ساعات طويلة ومسافات طويلة والهدف ثابت.. إن “مادي” تضحك.. ماكنش بيحس بتعب.. فى مرة واحد جاره وقفه وقال له مادام إنت إتعودت كده كده كل يوم تمشي وإنت شايل “مادي” المدة دى كلها طيب ما تشترك فى الماراثون اللى هيبدأ بعد حوالي 4 شهور وأهو على الأقل تبقي خلقت حالة من المنافسة والتحدي والفايدة بالنسبالك فى المشوار اليومي ده!.. الفكرة عجبت “ريك” اللى أخد رأي مراته ووافقته جداً طبعاً.. بس فضل السؤال: هشترك فى الماراثون وأنا شايل “مادي”؟.. هل ده طبيعي يعني؟.. آه وإيه المشكلة!.. يعني هى الأزمة فى شيلة البنت!.. ما تشوف حجمك من حجمها!.. دي ماتجيش فى حجم دراع من دراعاتك.. دا إنت تفصل منها 50!.. يالا بلاش دلع ولا حجج.. إتدرب “ريك” على المشي لمسافات طويلة طول الـ 4 شهور اللى قبل الماراثون عشان يكون مستعد وهو شايل البنت.. إتفتح باب التسجيل فى ماراثون لندن السنوي.. “ريك” سجل إسمه.. إشترك.. حقق نتيجة متواضعة وطلع من الناس الأخيرة فى السباق بس لفت نظر كل وسائل الإعلام.. أصل الموضوع برضه غريب ومش منطقي!.. إيه اللى راجل بيجري فى ماراثون وهو شايل بنته اللى عندها مشاكل صحية وبتضحك طول ما هو ماشي بيها دي!.. عدسات المصورين إشتغلت.. الجرايد نشرت.. التليفزيون ذاع.. بين يوم وليلة بقي “ريك” ضيف فى معظم البرامج الإذاعية والتليفزيونية ووصفوه بالبطل!.. الحوار ده رفع من روحه المعنوية للسما وحسسه إن وجوده أخيراً بقي له لزمة.. قرر يشارك فى نوع سباقات إسمه السباق الثلاثي أو (ترياثلون).. وهو سباق بيبدأ بالسباحة، ثم ركوب الدراجات، ثم بينتهي بالجري.. برضه هتاخد “مادي” معاك؟.. آه.. مش هي بتنبسط لما بشيلها وبخرج؟.. خلاص يبقي ليه لأ.. إخترع زي جسم بلاستيكي كده يعلق بيه البنت على ضهره وهو بيعوم.. وفى مسابقة سواقة الدراجات عمل زي حامل كده علقه بحبل فى العجلة من ورا عشان يشيل فيه “مادي”.. وبالنسبة للجري كان بيشيلها على إيده زى ما إتعودوا من زمان.. كانت المفاجأة إنهم ورغم الظروف دي حققوا مركز متقدم فى الثلاث سباقات وكان ترتيبهم السادس من ضمن مئات المتسابقين، بس تمالإحتفال  والإحتفاء بيهم كإنهم حققوا المركز الأول بالظبط!.. من اللحظة دى توالت التبرعات وعقود الرعاية على “ريك” و”مادي” عشان يشتركوا فى مسابقات أكتر و فيه أكتر من رجل أعمال تكفلوا بيهم.. الفلوس اللى أخدوها قلبت حياتهم 180 درجة حرفياً و”ريك” قرر إنه يعالج “مادي” على قد ما يقدر بجزء كبير منها.. “ريك” بيعتبر “مادي” قلبه، وهي بتعتبره رجليها وأطرافها.. الصحافة البريطانية أطلقوا عليه لقب “أب القرن”.. “ريك” حالياً بيسافر كل مكان فى العالم عشان يحكي للناس قصته، وإزاي إن لحظة ميلاد بنته اللى كان شايفها فى وقتها مصيبة وكارثة وحِمل هو مش قده طلع فيها زاوية عظيمة مش واخد باله منها!.. نفس البنت.. نفس الحالة.. بس النظرة مختلفة، وبالتالي الوضع كمان بقي مختلف.

 

ريك فان بيك
ريك فان بيك
مادي
مادي

فيه كاتب فرنسي ما أخدش حظه من الشهرة زي باقي أعلام الأدب الفرنسي المعروفين اسمه “هنري زيفاكو”.. “هنري” فى فترة من حياته مر بمجموعة من الصدمات والأزمات اللى صعوبتهم كانت فى توقيتهم إنهم كلهم جُم ورا بعض فى وقت واحد تقريباً.. يفوق من صدمة يلبس فى التانية وكإن الدنيا كانت حالفة إنه مايفوقش خالص.. مشكلة “هنري” كمان كانت فى إنه مش من الكُتاب المعروفين واللي أعمالهم مغرقة السوق فى الفترة دي من الستينات.. لأ.. ده كان راجل بيحب الكتابة لمجرد الكتابة وللمتعة فقط بس وعشان مش دايماً الكتابة بتبقي مصدر رزق بشكل كامل بحيث تغنيك عن ممارسة أى مهنة تانية جنبها؛ فكان “هنري” بيشتغل موظف فى دار نشر عشان يقدر يصرف على نفسه وبيته، وفعلاً وبسبب الوظيفة دي قدر يعيش فى بيت كويس هو ومراته ويعلم ويربي إبنه تربية جيدة.. لحد ما بدأ مسلسل الصدمات يحصل من بداية سنة معينة وإستمر لمدة قربت من نهاية السنة!.. قبل الإحتفال بـ ليلة رأس السنة وصل لحالة من الإحباط ماحصلتش معاه قبل كده وهو بيراجع كمية الوجع اللي شافه خلال الشهور اللى فاتت.. دخل المكتب بتاعه.. قفل الباب وراه.. مسك قلم وورقة وكتب: (في العام الماضي أجريت عملية إزالة المرارة، ولازمت الفراش عدة شهور.. بلغت الستين من العمر فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً.. توفي والدي.. رسب ابني في الفصل الدراسي النهائي فى كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة).. ساب القلم وغمض عينيه ووقف عن الكتابة وكإن مجرد إسترجاع المواقف ده تعبه!.. شوية وإستجمع قوته تاني ومسك القلم وختم كلامه فى الورقة بجملة: (ياله من عام سيء).. كتبها وقام خرج من المكتب وطلع الدور التاني فى بيته عشان ينام.. زوجته “ماتيلدا” واللي كانت بدأت تلاحظ إن جوزها فيه حاجة مش طبيعية ماكانتش بعيدة عن الصورة ما هي مراته وشايفة اللى بيحصل معاهم كله بالتفاصيل ومن الأول بس الحقيقة إن كل محاولاتها عشان تنقذ جوزها من شبح الإكتئاب اللى داخل عليه ده ماكانتش جايبة فايدة بالمرة.. “هنري” محتاج اللى أكبر من مجرد كام كلمة مواساة يتقالوا عشان يصبروه ويداووه.. طيب إيه الحل؟.. مش هينفع تقف تتفرج عليه كده!.. بس لحظة!.. هو “هنري” كان فى المكتب بيعمل إيه أصلاً دلوقتي!.. سألت نفسها بعد ما خرج منه قبل ما يطلع ينام ودخلت المكتب تحاول تشوف إيه اللى دخل يعمله قبل ما يخرج.. لقت الورقة اللى هو كتبها.. قرأتها.. فكرت لحظة ثم قررت ترد علي “هنري” وتكلمه بالطريقة واللغة الوحيدة اللى هو بيحبها وبيفهمها.. الكتابة.. فى نفس الورقة بس فى ضهرها الأبيض مسكت قلم وكتبت: (في العام الماضي أخيراً شفيت من آلام المرارة التي عذبتك لفترة طويلة، وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة، وستتفرغ لحلمك القديم فى الكتابة والتأليف بشكل كامل وستستطيع أن تتعاقد مع دار نشر لنشرها بعد أن كونت على مدار الثلاثون عاماً الماضية مجموعة ضخمة من العلاقات فى السوق.. عاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب وتوفي في هدوء من غير أن يتألم.. ونجا إبنك من الموت في حادث السيارة وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات).. سكتت “ماتيلدا” شوية وهي بتكتب وبعدها ختمت كلامها بجملة: ( ياله من عام رائع وانتهي بكل خير).. نفس المواقف.. نفس الأحداث.. بس بنظرة مختلفة وتانية ليهم إتقلبوا بسببها 180 درجة!.

 

 

 

  • الإنبوكس:
  • أنا “ياسر”.. 33 سنة من بورسعيد.. عايش مع أمي وأختي بعد وفاة والدى الله يرحمه.. حبيت “عبير” من 5 سنين.. إرتبطنا.. حب كانت نهايته الطبيعية لازم تكون الخطوبة وأنا كنت بسعي عشان نوصل للمرحلة دي.. آه أخدت وقت طويل، و 5 سنين مش مدة بسيطة أنا عارف بس يعلم ربنا إني ماقصرتش وكنت بشتغل بإيدي وسناني عشان نبقي مع بعض.. يومي كان متوزع بين شغلانتين وبين مكالمة أو مقابلة مع “عبير” آخد بيهم دفعة لليوم اللى بعده وهكذا عشان أقدر أكمل طريق مش شايف نهايته بس عارف إنه صح.. جت فى لحظة قالت مش قادرة وعايزة تمشي وفيه عريس جه وهي مش عارفة تستحمل لا نظرات الناس ولا ضغط أسرتها وعايزة تتجوز.. قالتلي حلني من وعدي ليك عشان أمشي وأنا ضميري مستريح.. بعد 5 سنين يا “عبير”!.. وهو إنتي مستنية مني أنا إذن؟.. إنتي واخدة قرارك ومستقرة عليه وكلامي ملوش لزمة.. طيب خلاص إمشي أنا مش همسك فيكي.. حقها وأنا مش بلوم عليها ما هي برضه بنت ومش هتفضل معلقة حياتها طول عمرها بـ واحد ظروفه ملخبطة زيي.. مش هعمل فيها 7 رجالة فى بعض وأقول لك اللحظة عدت عليا عادي أنا بكيت كإني عيل صغير.. كنت بقفل على نفسي أوضتي بالليل بعد ما أمي تنام هي و”تقي” أختى الصغيرة وأعيط بصوت عالي عشان محدش فيهم يسمعني.. فى مرة دخلت “تقي” عليا الأوضة وشافتني.. بدون ما تكلمني ولا تسألني قعدت جنبي وطبطبت على كتفي.. رفعت راسى وعيني مليانة دموع بدون ما أتكلم.. على فكرة “تقي” عندها 16 سنة!.. إبتسمت ليا.. هي عارفة “عبير” طبعاً وأنا حاكي لأمي وليها عليها من زمان يعني.. قولتلها: (خلاص، راحت يا “تقي”).. كإنها قرأت اللى جوايا بدون ما أنطق حرف فطبطبت عليا تاني وقالت وهي بتحاول ترسم ضحكة على وشها: (المهم إننا مع بعض).. لما لقتني مش متجاوب معاها قامت وقفت قدامي ورفعت بإيدها راسي عشان أبقي شايفها وحطت إيديها فى وسطها وقالتلي بنبرة تحدي عيالي: (ولا إحنا مش كفاية أنا وأمك ولا إيه، لأ!، فوق وإنشف كده يا ياسر).. لما لقتني برضه مش متجاوب لحظة وإتكلمت جد تاني وقالت: (أنا مش عارفة إيه اللى حصل، ومش عايزة أعرف بس اللى أنا وماما عارفينه إننا ملناش غيرك، ولو إنت مش كويس إحنا كمان هنكون مش كويسين، يرضيك نبقي مش كويسين؟).. “تقي” كبرت!.. بقت تعرف تطيب وتداوي وتهزر وتهّون!.. إتعلمت ده كله إمتي!.. مراحل كتير فى حياة “تقي” محضرتهاش.. من وهي عندها 11 سنة وأنا تقريباً شايل إيدي من كل حاجة خاصة بيها.. حياتي كانت بين الشغل والأصحاب و”عبير”.. بس هي عندها حق ويمكن ده حصل عشان أقرب أكتر منها هي وأمي.. بدأت نظرتي للحكاية تختلف.. بدأت كمان نظرتي لـ “تقي” وأمي تختلف.. بقت تهتم بيا هي وأمي ويحاولوا بكل طريقة يبسطوني ويخرجوني من الحالة اللى كنت فيها.. ياخدوني سينما!.. يعزموني على العشاء.. يجولي الشغل عشان ياخدوني نقعد على البحر.. دخلوني فى تفاصيلهم اللى كانت غايبة عني.. إكتفينا ببعض وعارف إن ربنا هيكرمني فى حياتي بكره وبعده إن شاء الله.. اللحظة اللى كنت بوصفها بإنها الأسوأ فى حياتي إتحولت بقت هي الأفضل فى عمري كله يا “تامر”.. ممكن ربنا يطفيلك نور أوضة عشان عايزك تنور نور أوضة تانية أوسع وأفضل.. يديك التعب بس فى لحظتها بيصرفلك معاه العلاج.. مش كل الضلمة وحشة ومفيش ضلمة مفيش جواها نور.

 

 

 

  • الرد:
  • أهلاً يا ياسر.. أى عملة فلوس ليها وجهين وأى صدمة أو موقف ليهم برضه وجهين.. مش وجه واحد ومش 3 وجوه.. لأ.. وجهين فقط والإتنين عكس بعض.. يعني لو إنت شوفت الوجه الفلاني سلبي خليك متأكد إن فيه واحد تاني إيجابي إنت مش شايفه.. إنت اللى بتحدد تبص للعملة أو للموقف من أنهي زاوية فيهم.. من قريب جداً كنت قرأت تويتة عن نفس المعني لكاتب شاب -(بس للأسف مش متذكر إسمه لتقصير مني أنا)- إنك ممكن تكون داخل جمعية وقبضتها خلاص بس وفى نفس اليوم اللى إنت قبضتها فيه السخان بتاع بيتك فرقع وإتحرق.. فلوس تصليح السخان على قد فلوس الجمعية فصلحت السخان فوراً طبعاً قبل حتى الفلوس ما تبرد فى جيبك.. هنا فيه نظرتين للموضوع.. النظرة الأولي إن واحد هيشوف إن إيه الفقر والنحس ده وإن فلوسه دى حرام ومافيهاش بركة وإنها طارت قبل حتي ما تقعد فى جيبه.. والتاني هيشوف إن ياه شوف يا أخي ستر ربنا وحكمته ورضاه عليا!، يشاء إن الفلوس تيجي فى نفس اللحظة اللى السخان فرقع فيها عشان يتصلح بيهم!.. نفس الموقف.. نفس الظروف.. بس النظرة إختلفت.. كل حاجة فى الدنيا لها وجهين.. من أبسط حاجة لأكثرها تعقيداً.. السكينة ممكن تقتل بيها، وممكن تقطع بيها خضار.. وقيس على كده بقي.. بنبص على اللى إتاخد مننا؛ بالتالي بنقصر فى الحمد على اللى موجود أصلاً!.. بنربط السعادة أو الخير بـ سكة أو شخص معينين يا هما يا بلاش مع إنك لو دققت هتلاقي إن مش ناقصك حاجة وعندك نعم كتير مقصر فى حقها أو فى إهتمامك بيها.. ربنا بيقول: (وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرون).

 

تابع مواقعنا