عاش مخلصًا ومات مضحيًا.. قصة مُسعف طماى الزهايره الذى سقط من الدور الـ11 (صور)
يخرج الناس صبيحة كليوم باحثين عن أرزاقهم بعيدًا عن المتابع والصعاب، فيتجنبون الطرق الوعرة، أو الطرقات التي تكدست جراء الحوادث المرورية التي -للأسف- تعج بها الشوارع، إلا أن هناك من يخرج كل يوم في الساعات الأولى قاصدًا التوجه إلى تلك الصعاب، باحثًا عن تلك الحوادث.. إنهم رجال الإسعاف.
“حمادة المتولي” أحد هؤلاء الرجال الذي يبحثون كل يوم عن تلك المصاعب، فهو ابن قرية طماي الزهايرة بمحافظة الشرقية، والذي يخرج في مهمته يوميًا باحثًا عن صعاب وقع فيها الناس، أملًا في انقاذهم، مهما كف المر، حتى ولو كلفهم حياتهم كما حدث اليوم، حيث لقي حمادة المتولي مصرعه إثر سقوط “الأسانسير” به من الدور الـ 11، بعد الانتهاء من إيصال أحد المرضى إلى مستشفى خاص بمنطقة ميدان المحطة بالمنصورة.
ولعل الواقعة تبرز مدى تفاني ذلك المسيعف في عمله، ولكنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها حمادة درسًا لكل من حوله في الأمانة وحب العمل، لم لا وهو ابن القوات المسلحة، وتحديدًا ملازم أول بفريق الإطفاء الذي تدرب على اختراق النيران باستمرار.
ففي العام الماضي، أنقذ حمادة المتولي أسرة بأكملها في مدينة المنصورة، وذلك حين نشب حريق فى أحد الـ “تروسيكلات” هناك، وامتد الحريق إلى تانك البنزين، وهو ما ينذر بوقوع كارثة حقيقية على كل الموجودين، إلا أن شجاعة المسعف، حالت دون ذلك، حيث قرر التقاط طفاية الحريق، وبدأ بالتعامل مع الحريق بصورة احترافية، ونجح في إخماد الحريق قبل حدوث أية عواقب جراء الحريق.
ولأن الأمانة جزء من إخلاصهم في عملهم، فيتزين بها المخلصون باستمرار، وضرب حمادة مثالًا لكل زملائه في الأمانة حين ذهب لأداء فريضة الحج، وهناك قام بتسليم حقيبة بها مبلغ 128 ألف جنيه كان بجوار أحد الحجاج الذي صادف وجود حمادة بجواره بالقرب من الحرم المكي، حيث أُغشي عليه جراء المجهود المبذول في الطواف.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل أصدر وزير الصحة وقتها قرارًا بالإبقاء على حمادة المتولي في مكة المكرمة لمساعدة الحجاج المصريين المرضى هناك.