حكاوي إفريقيا| عندما تمنع السياسة “نسور نيجيريا” من كتابة المجد
يمتلئ عالم كرة القدم بالعديد من الحكايات الإنسانية والقصص المثيرة والكارثية بعيدًا عن الصراعات التي يشهدها العشب الأخضر من أجل المنافسة على الألقاب والبطولات.
ونحن على أبواب كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو حتي 19 يوليو كان لابد أن نقطف ثمرة من إحدى هذه القصص.
“القاهرة 24” تقدم الحلقة الخامسة من “حكاوي إفريقيا” عن منع منتخب نيجيريا من المشاركة في بطولتي أمم إفريقيا:
منتخب نيجيريا – منتصف التسعينات
كان منتخب نيجيريا في منتصف التسعينات جبارًا يلتهم كل الخصوم، يقضي على الأخضر واليابس في القارة السمراء، ولما لا وهو يتواجد ضمن صفوفه لاعبين عظماء أمثال ستيفن كيشي وصنداي أوليسيه وفينيدي جورج وجاي جاي أوكوشا وإيمانويل إيمونيكي وفيكتور إكبيبا وسامسون سياسيا ورشيدي ياكيني وغيرهم من اللاعبين نجحوا في الفوز بأمم إفريقيا 1994 في مسيرة عظيمة خلال البطولة التي أقيمت في تونس.
بدأت نيجيريا البطولة بفوز عريض على الجابون بثلاثية دون رد، والتعادل مع مصر لتصعد لربع النهائي، وفي ربع النهائي فاز النسور الخضر على زائير بثنائية رشيدي ياكيني، قبل أن يطيح بساحل العاج من نصف النهائي 4/2 بركلات الجزاء الترجيحية عقب انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، وفي المباراة النهائية قلب منتخب نيجيريا تأخره أمام زامبيا ليفوز 2/1 ويتوج بالبطولة القارية للمرة الثانية في تاريخه.
ولم يتوقف منتخب نيجيريا عند ذلك بل اجتاز التصفيات المؤهلة لمونديال 1994 بأمريكا على حساب ساحل العاج والجزائر.
وفي المونديال وقع في مجموعة واحدة مع الأرجنتين وبلغاريا واليونان وتصدرها برصيد 6 نقاط، ليودع البطولة من دور الـ16 على يد إيطاليا بعد الخسارة 2/1 بصعوبة عقب اللجوء للأشواط الإضافية.
أمم إفريقيا 1996 في جنوب إفريقيا
كانت البطولة هي الأولى التي ستقام بـ16 منتخبًا للمرة الأولى في تاريخ المنافسات في بلد يحكمها الزعيم الأشهر في إفريقيا آنذاك نيسلون مانديلا، وكان الجميع ينتظر وصول منتخب نيجيريا الأقوى القارة في ذلك الوقت، ولكن ساني أباشا رئيس نيجيريا قرر منع النسور الخضر من التحليق فوق سماء جنوب إفريقيا بسبب خلافات سياسية مع مانديلا.
قصة الخلاف بين مانديلا وأباشا
وتعود قصة الخلاف بين الرئيسين إلى قرار أباشا بإعدام ثمانية معارضين له في البلاد، احتجاجًا على بيع ثروات نيجيريا من البترول، ولم يقف مانديلا بدوره صامتًا ولكنه شن هجومًا شرسًا على الرئيس النيجيري بسبب ما حدث مع معارضيه، ولكن كان القرار الصادم من أباشا بانسحاب النسور الخضر من بطولة أمم إفريقيا 1996 التي تستضيفها جنوب إفريقيا، قبل أيام قليلة من انطلاقها، ليقع الجميع في مأزق.
قرار أباشا واجهه الجميع بثورة عارمة من الجماهير التي تريد رؤية منتخب نيجيريا في البطولة القارية ومن اللاعبين أيضًا التي كانت ترغب في الذهاب لجنوب إفريقيا، قبل أن يصر الرئيس النيجيري على موقفه وهو ما حدث بالفعل.
البطولة والعقاب..
بعد انسحاب نيجيريا لعبت البطولة بـ15 منتخبًا، لتفوز جنوب إفريقيا بالبطولة التي استضافتها على أرضها.
الأمور لم تهدأ داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” الذي صمم على عقاب منتخب نيجيريا وبالفعل قرر إيقافه عن المشاركة في بطولة أمم إفريقيا 1998، لتمنع السياسة منتخب نيجيريا من كتابة التاريخ في أمم إفريقيا.
كان ذلك قبل أن يبهر منتخب نيجيريا العالم من خلال التتويج بأولمبياد أتالانتا عام 1996، بعد الفوز على البرازيل في المباراة النهائية.