ماسبيرو 1 (مقال)
يعلم الجميع أن الصندوق الأسود لا يوجد إلا في الطائرات فبعد سقوط الطائرة أو تحطمها يبدأ البحث عن هذا الصندوق في البحر أو البر في محيط سقوط الطائرة ويظل البحث لسنوات في بعض الأوقات حتي يتم العثور عليه لمعرفة ما تم تسجيله في كابينة الطائرة بين الطيارين وبعضهم أو الطيارين وأبراج المراقبة أو المعلومات الفنية المسجلة عليه حتي يتبين لجموع الناس من المسئول عن سبب التحطم وهل السبب بشري أو فني وهل بشكل متعمد أو بسبب سوء تقدير ومن سيتحمل تكلفة التعويض؟
وبعد أن انتشرت صورة المذيعة هبة رشوان علي مواقع التواصل الاجتماعي ممسكه بورقة نتيجة مدون عليها الملاحظات التي ستتحدث عنها في البرنامج.
بدلا من وجود ما يعرف بـ”الكيوكارد” وهو عبارة عن نوعية من الورق المقوى أو الكارتون خلفيته اسم البرنامج “امرأة عصرية”.
وجدنا كم هائل من التهكم علي المذيعة أو المخرج ومدير التصوير وكيف لهم أن يظِهروا ذلك ولكن لابد من كشف الحقيقة للناس ومدي المعاناة التي يعانيها ماسبيرو وأبناءه حتي يستمر.
فبرغم المليارات التي تنفق علي الإعلام غير الرسمي في مصر إلا أن أبناء ماسبيرو وحدهم يخوضون حرباً شرسة وغير عادلة للبقاء.. وبرغم أنني لا أنتمي إلي مبني ماسبيرو أو عملت به في أي من سنوات عمري إلا أنني في قمة الحزن علي تليفزيون بلدي الذي يوازي في المجال الإعلامي الجيش المصري.
من المسئول عن ما وصل اليه هذا الكيان العريق.. ولمصلحة من؟!
فبعد أن كان ماسبيرو هو مدرسة الإعلام العربي أصبح الآن كالشيخ العجوز الذي يسخر منه أبناءه الشباب ومعايرته علي عدم استطاعته مجارتهم في السباق لكبر سنه.. ولكن ماسبيرو لا يحتاج إلا للتطوير في المحتوي وعمل خرائط برامجية تليق بهذا الكيان والاستفادة من الكنوز التي يمتلكها التليفزيون المصري إلي جانب الكوادر المدربة الموجودة به.. وعدم الالتفات إلي التبريرات الواهية بعدم وجود المال اللازم للتطوير أو الوقوف عند المحاولات الفاشلة عندما حاولوا إعادة ماسبيرو ببرنامج “أنا مصر” الذي يعد من وجهة نظري بداية تحويل القبلة عن تليفزيون الدولة.
وبالنظر إلي التجارب الناجحة التي تمت بالتليفزيون المصري كما حدث مع مطلع الألفية الثانية مع انطلاق برنامج “البيت بيتك” والبرامج الجديدة فأنها كانت تواكب الوقت والعصر وتنافس بقوة القنوات الخاصة آنذاك وعودة الإعلانات بقوة الي الشاشة الفضية للتليفزيون المصري.
ولكن ما يحدث الأن أن بعض القنوات الخاصة تحلب ماسبيرو لصالحها وتستعين بالمحتوي الدرامي لقطاع الإنتاج الذي كأن اللاعب الأساسي أو الوحيد في سوق الإنتاج التليفزيوني والدرامي والذي أمتعنا لسنوات طويلة وبدأت في عرضها علي شاشاتها إلى جانب الاستفادة من سيارات الإذاعة الخارجية سواء في نقل المباريات أو الأحداث الكبيرة والعائد المادي لهذه القنوات وتليفزيون الدولة يعمل بورقة نتيجة.
فهل أصبحت قنوات DMC هي البديل للتليفزيون المصري كما يقال؟!
الإجابة من وجهة نظري هيهات.. فبرغم كل المصاريف غير المبررة إلا أنها لم تستطيع جذب المشاهد المصري مثلما فعل ماسبيرو وأرتبط به المشاهد بنشرات السادسة والتاسعة وأحداث ٢٤ ساعة والمسلسلات التي ما زالت بالاذهأن مثل (رأفت الهجأن – ليالي الحلمية.. إلخ)
فهل السبب عدم وجود وزارة للإعلام، أم هناك مؤامرة علي ماسبيرو؟!
والإجابة علي كل ذلك والوصول للحقيقة يحتم علينا البحث عن الصندوق الأسود لماسبيرو ورؤية كل المعلومات الفنية وسماع ما يحدث داخل كابينة قيادة ماسبيرو.
حفظ الله مصر وأمنها القومي.