خالد الجندي: سكرات الموت من أمتع لحظات المؤمن

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الأنبياء دائمًا تحيط بهم الملائكة وتحمي ظهورهم، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم، موضحا أن ذلك يتجلى في قوله تعالى: "فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير"، مشيرًا إلى أن كلمة "ظهير" تعني السند والحماية.
وتطرق الجندي في تصريحات تليفزيونية، اليوم الجمعة، إلى تفسير قوله تعالى: "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين"، موضحًا أن سجود الملائكة لآدم لم يكن عبادة، وإنما طاعة لأمر الله وتعظيمًا لقدرته في الخلق.
وأشار إلى أن السجود في هذا السياق له ثلاثة معانٍ وهى السجود لله بسبب خلقه لآدم، أو السجود كتحية وتشريف لآدم بأمر الله، وليس كعبادة، أو الانغماس في التسبيح والذكر، كما تسجد الشمس والقمر والشجر لله بطريقة لا ندركها.
كما تناول قصة سيدنا لوط عليه السلام، وسبب أمره باتباع أدبار أهله وعدم الالتفات، مبينًا أن ذلك كان لضمان عدم تأثرهم بالمشهد أو مخالفة أمر الله.
وشدد على أن الأنبياء دائمًا في معية الله وحفظه، وتحيط بهم الملائكة دعمًا وسندًا في أداء رسالتهم.
في الوقت نفس، أكد الشيخ خالد الجندي، أن كلمة ربما في القرآن الكريم لا تعني الشك كما يظن البعض، موضحًا أن اللغة العربية تحمل دلالات أعمق لهذه الكلمة.
وأوضح الجندي تصريحات تليفزيونية، أن تفسير الآية "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين"، لافتا إلى أن كلمة "ربما" تتكون من جزئين: "رب" و"ما الكافة"، ويمكن أن تستخدم للتقليل أو التكثير حسب السياق. فمثلًا: ربما ينجح البليد تعني قلة احتمالية نجاحه، أو ربما يندم الكسول تعني كثرة ندمه.
وأشار الجندي إلى أن في هذه الآية تحديدًا، ربما تفيد التكثير، أي أن جميع الكفار سيندمون أشد الندم على عدم إسلامهم عندما يشهدون يوم الحساب.
قال الجندي:الناس بتخوف بعض من سكرات الموت، مع أنها من أمتع لحظات المؤمن، لأنها اللحظة التي يرى فيها مقعده في الجنة، ويُبَشَّر برضوان الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: "الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ" (النحل: 32)، مؤكدًا أن المؤمن في لحظة الاحتضار يُبشَّر بالجنة، فتكون سكرات الموت لحظة فرح له، وليست عذابًا كما يظن البعض.