ما العلاقة بين قرحة المعدة وخطر الإصابة بسرطان المعدة؟.. خبراء يجيبون
تعتبر قرحة المعدة، وهي عبارة عن جروح مفتوحة على بطانة المعدة، ليست مجرد مرض شائع في الجهاز الهضمي فحسب، بل إنها أيضًا تشكل محورًا رئيسيًا عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بسرطان المعدة، ومن وجهة نظر تطوير الأدوية والعلاج، فإن معرفة العلاقة المعقدة بين القرحة والتطور النهائي لسرطان المعدة لها آثار بعيدة المدى على كل من تطوير الأدوية وطرق العلاج، ومن خلال معالجة هذه الصلة، يمكن لصناعة الأدوية أن تكون في طليعة التدخل المبكر والوقاية وتطوير علاجات أكثر استهدافًا لتقليل خطر الإصابة بالسرطان في الفئات المعرضة للخطر.
العلاقة بين قرحة المعدة وخطر الإصابة بسرطان المعدة
وفقًا لـ news18، أوضح الخبراء أن الإصابة بجرثومة الملوية البوابية من الأسباب الرئيسية لتطور قرحة المعدة وانتقالها المحتمل إلى السرطان، فهذه الجرثومة هي سبب الالتهاب المزمن في بطانة المعدة، والذي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى طفرات خلوية وتكوين سرطان المعدة في النهاية، ولقد أحرز عالم الأدوية تقدمًا كبيرًا في وضع أنظمة علاجية للقضاء على جرثومة الملوية البوابية، ويتكون العلاج التقليدي من الخط الأول عادةً من مزيج من مثبطات مضخة البروتون (PPIs) والمضادات الحيوية، والتي تعمل بشكل تآزري عن طريق تثبيط إفراز حمض المعدة والقضاء على العدوى البكتيرية، ومثبطات مضخة البروتون، مثل أوميبرازول ولانسوبرازول، لا تعزز التئام القرحة فحسب، بل تقلل أيضًا من تهيج حمض المعدة إلى الحد الأدنى، مما قد يقلل من الالتهاب المسؤول عن التسرطن.
كما أشار الخبراء إلى أن التطورات الحديثة في مجال صياغة الأدوية أدت إلى ظهور طريقة أكثر تطورًا للسيطرة على قرحة المعدة والعدوى بالبكتيريا الحلزونية البوابية، على سبيل المثال، أصبحت المعالجة الرباعية للبزموت تحظى بشعبية متزايدة بسبب فعاليتها في القضاء على البكتيريا الحلزونية البوابية بنجاح أكبر من ذي قبل، بالإضافة إلى ذلك، تعمل مثبطات مضخة البروتون الأحدث والأكثر فعالية ذات المفعول الأطول على تسهيل إدارة القرحة بشكل أكثر فعالية وربما خفض معدلات تكرار الإصابة، وهذه التطورات ضرورية لأن القرحة المتكررة لديها القدرة على تفاقم الالتهاب المزمن، مما يزيد من خطر حدوث تغيرات سرطانية في بطانة المعدة.
إن العدوى البكتيرية تمثل أحد المخاوف الحاسمة، في حين أن هناك قضية رئيسية أخرى وهي تكوين قرحة المعدة الناجمة عن العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وإن العقاقير المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين والأسبرين من فئة العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية تتداخل مع بروستاجلاندين المعدة، والتي تحمي بطانة المعدة، وبالتالي تسبب القرحة بسبب هذا الخلل، لذا فإن الاستخدام المتكرر أو المطول للأدوية من هذه الفئة يزيد من احتمالية الإصابة بالقرحة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأورام الخبيثة، وقد أنتجت شركات أبحاث الأدوية الصيدلانية مثبطات COX-2 الانتقائية، بما في ذلك سيليكوكسيب، لتقليل التأثيرات الالتهابية للأدوية على سلامة طبقة المعدة، هذه الأدوية تشكل مخاطرها الخاصة، والتي تصبح مشكلة بشكل خاص عندما يستخدمها المرضى الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي أو يمتلكون عوامل خطر وراثية لسرطان المعدة.