المدير السابق لـ إنتل عن ديب سيك: خطوة كبيرة في التقدم التقني لهذه الأسباب
قدم بات جيلسنجر، المدير التنفيذي السابق لشركة "إنتل"، التي تعد أحد أكبر شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة الأمريكية، رسالة مطمئنة إلى التكنولوجيين في العالم، وسط حالة الذعر التي تعيشها كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية بسبب نماذج الشركة الصينية الناشئة "ديب سيك".
المدير السابق لـ إنتل عن ديب سيك: خطوة كبيرة في التقدم التقني
وكتب جيلسنجر – الذي تنحى عن منصبه بشركة "إنتل" في شهر ديسمبر الماضي – خلال منشور له عبر منصة "إكس"، عن ثلاثة أسباب تجعل إنجاز "ديب سيك" أمرًا إيجابيًا، أولها أن التاريخ أظهر أن جعل الحوسبة أقل تكلفة بصورة كبيرة يوسع نطاق السوق، لذلك فإن الأسواق مخطئة في رد فعلها لأن ذلك من شأنه جعل الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارًا.
وأضاف أن الأمر الثاني هو أن الهندسة تتعلق بالقيود، وكان لدى المهندسين الصينيين موارد محدودة، وكان عليهم إيجاد حلول إبداعية. وقانون الأسواق هو أن المنافسة تجلب الابتكار، ما حدث في حالة "ديب سيك"، إذ منعت ضوابط التصدير الأمريكية الشركة الصينية الناشئة من الحصول على رقائق "إنفيديا" المتطورة التي تستخدمها الشركات الأمريكية، والآن يجب على تلك الشركات الابتكار لمضاهاة هندسة "ديب سيك".
ديب سيك.. إنجاز كبير
وأوضح المدير السابق لـ "إنتل"، أن الأمر الثالث يتعلق بالمصادر المفتوحة، أي أن "ديب سيك" ستساعد في إعادة ضبط عالم عمل نموذج الذكاء الاصطناعي الأساسي المغلق بصورة متزايدة.
وأشار جيلسنجر، إلى أن إنجاز ديب سيك يعتبر خطوة كبيرة إلى الأمام في التقدم التقني الذي يغير العالم، بغض النظر عمن سيفوز أو يخسر، وكتب في نهاية منشوره: شكرًا لفريق ديب سيك.
ما هي شركة ديب سيك؟
تأسست شركة "ديب سيك" الناشئة في عام 2023 في هانغتشو، الصين، وأصدرت أول نموذج لغوي كبير للذكاء الاصطناعي في وقت لاحق من نفس العام. يرأس الشركة ليانغ وينفنغ، الذي سبق له أن شارك في تأسيس أحد أكبر صناديق التحوط في الصين، "هاي فلاير"، والذي يركز على التداول الكمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
بدأت "ديب سيك" في جذب الانتباه داخل صناعة الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي، عندما أطلقت نموذج ذكاء اصطناعي جديدًا تزعم أنه يضاهي النماذج الأمريكية مثل "تشات جي بي تي" من شركة "أوبن إيه آي"، مع تحقيق فعالية أكبر من حيث تكلفة استخدام رقائق "نفيديا" باهظة الثمن لتدريب النظام على كميات هائلة من البيانات، حيث أصبح روبوت المحادثة أكثر انتشارًا بعد أن ظهر على متجري "آبل" و"جوجل" هذا العام.
لكن الشرارة الحقيقية جاءت الأسبوع الماضي عندما نشرت الشركة ورقة بحثية عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد يُدعى "R1"، يتمتع بمهارات متقدمة في الاستدلال، مثل القدرة على إعادة التفكير في حل مسألة رياضية، وبتكلفة أقل بكثير مقارنة بنموذج مشابه من "أوبن إيه آي" يُدعى "o1".