موليوود.. أحمد المسلماني يعيد ماسبيرو إلى الضوء والجدل
بعد سنوات عطلت خلالها أو قُيدت تروس ماكينة التطوير في ماسبيرو، عادت في الأسابيع الأخيرة للدوران مرة أخرى لتطوي سجلًا كان الأسوأ ربما في تاريخ أقدم التليفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وإفريقيا ومن خانة الإهمال والنسيان عاد "تليفزيون مصر " ليكون الموضوع الأول في نقاشات خبراء الإعلام والعاملين في الصحافة والتليفزيون وحتى المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.
عاد ما سبيرو إلى دائرة الاهتمام بفعل خطة التطوير التي اطلقت من رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني بعد تعيينه في منصبه بقرار من رئيس الجمهورية في شهر نوفمبر الماضي في خطوة كانت علامات الترحيب فيها تغطي على علامات الاستفهام بشأن الاستعانة بالكاتب والمفكر السياسي في هذا المنصب.
وكان مقطوعًا تمامًا أن المسلماني والهيئة الوطنية للإعلام هم أصحاب المهمة الأصعب بعد تشكيل المجالس الإعلامية والصحفية، وأنهم تورطوا في مهمة لم يجد العديد من خبراء الإعلام لها حلًا أهون من اللجوء إلى الخصخصة والتعامل معها وكأنها شركة للحديد والصلب.
لكن على العكس وكأن المسلماني قد تنبأ بتلك المهمة قبل سنوات ووضع لها قبل فترة خطة تطويرًا شرع في تنفيذها بمجرد دخوله إلى مبنى ماسبيرو وبلغت ذروتها بعد الإعلان عن دمجًا وتغيير في أسماء بعض القنوات المتخصصة من "النيل" إلى "موليوود" ليكون الاسم معبرًا عن صناعة الإبداع في مصر بدلًا من "هوليوود الشرق".
وفي خطة التطوير تتحول النيل سينما إلى "موليوود سينما" ودمج قناة النيل كوميدي مع قناة النيل دراما في قناة واحدة باسم موليوود دراما بالإضافة إلى دمج قناة الأسرة والطفل في قناة النيل لايف.
موليوود: صناعة الأبداع في مصر
اتخذت الولايات المتحدة اسم هوليوود والهند اسم بوليوود وحتى نيجيريا نوليوود ومصر التي تعود صناعة السينما فيها إلى ما قبل 90 عامًا والمسرح إلى ما قبل 180 عامًا ظلت بلا علامة خاصة لها حتى جاء إعلان الوطنية للإعلام عن "موليوود".
ووفقًا لمصدر خاص مطلع على تفاصيل خطة التطوير في ماسبيرو فالمصطلح وأن كان يعود بالأساس إلى الكاتب أحمد المسلماني وظهر لأول مرة في 1998 في مقال بصحيفة النداء الجديد التي كان يرأس تحريرها المفكر وحيد عبد المجيد لكن الاستقرار عليه جاء بعد استطلاع آراء خبراء ومختصين.
وفند المصدر بعض التساؤلات التي أثارها البعض بعد إعلان خطة التطوير التي أعلن عنها أحمد المسلماني وحملت اسم "ما سبيرو 2030" ويبدو أنها تحظى بدعم رسمي أكد عليه رئيس الوزراء في لقائه أمس مع المسلماني.
النيل.. براند في 9 دول ولكن!
البعض عبر عن استيائه من حذف كلمة النيل من قناتي السينما والدراما معتبرين الأمر بمثابة تخلي عن براند يحمل خصوصية شديدة وهو ما رد عليه المصدر موضحًا أن الاسم ليس براند خاص بمصر فالنهر يمتد في 9 دول وليس حصرًا على مصر.
وأشار إلى أن اسم النيل لم يتم الاستغناء عنه في ماسبيرو وعلى العكس فالنيل الأخبار الأكثر تأثيرًا تحمل الاسم وكانت بداية خطة التطوير بإسناد مسئوليتها إلى رئيس جديد على درجة عالية من الكفاءة كما جرى بثها عبر أف أم ولايزال موجودًا أيضًا في النيل للرياضة الفضائية الأشهر.
صناعة أكثر من براند
ومع الكشف عن البراند الجديد للهيئة الوطنية للإعلام موليوود أصبحت الهيئة تمتلك أكثر من علامة هي موليوود وماسبيرو والنيل إلى جانب التليفزيون المصري (القناة الأولى والثانية والمصرية).
المصدر عبر عن اندهاشه من تجاهل الرسالة الأهم من الإعلان عن تطوير القناتين لاسيما أنهما خلال الفترة الماضية ابتعدتا تمامًا عن اهتمامات الجمهور ولم يحقق نسب مشاهدة متوسطة حتى.
وأكد عدم صحة ما تردد حول امتلاك النيل سينما لـ 4000 فيلم موضحًا أنها جميعًا كانت للعرض ولم تكن ملكًا للقناة مطلقًا.
موليوود.. حلقة سبقتها حلقات
كانت موليوود آخر ما جرى الكشف عنه من خطة التطوير لماسبيرو وليست الأخيرة، إذ كشف المسلماني في لقاء مع رئيس الوزراء عن تطوير إذاعة صوت العرب للحفاظ على مكانتها التي حظيت بها خلال عقود طويلة.
كما تطلق الهيئة الوطنية للإعلام "بودكاست ماسبيرو" رسميا عقب شهر رمضان المعظم؛ وذلك لمواكبة الصعود الكبير لهذا النوع من العمل الإعلامي، إذ سنعمل على إنتاج مجموعة من البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والشبابية والرياضية إلى جانب عدد من المشروعات الاستثمارية التى يتم العمل عليها حاليًا بما يسهم في توفير عوائد لـ "ماسبيرو" تساعد في جهود التطوير.
وسبقت تلك الخطوات خطوات أخرى كان من بينها إلغاء الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم اعتبارا من الأول من يناير الجاري، ونقلها إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة ونقل أربعة برامج من إذاعة القرآن الكريم إلى إذاعة البرنامج العام وإذاعات أخرى وتعيين رئيس جديد لقناة "النيل للأخبار" يتمتع بتاريخ مهني كبير.
وكذلك جرى الاتفاق على عودة القناة الأولى والفضائية إلى التليفزيون المصري.
ووجه المسلماني قنوات ومنصات ماسبيرو إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والخبراء والأكاديميين والمثقفين.
