أولاده في أمريكا.. أستاذ جامعي يستغيث: مش لاقي شغل ودلوقتي أنا بدار للمسنين
في دار الزهور لكبار السن بالتجمع الخامس محافظة القاهرة، يعيش الأستاذ الدكتور علي فخري، أستاذ نظم المعلومات الإدارية، والذي طالما كان محاطًا بطلبته داخل قاعات الجامعات.
اليوم، يعيش وحيدًا بعدما افترق عن عائلته التي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وابتعدت عنه الحياة الجامعية التي كرس لها عمره، ذلك وفقا لما ذكره في أحد لقاءاته.
الدكتور علي، الذي تجاوز الثمانين من عمره، قضى معظم حياته في الخارج، ثم عاد إلى مصر ليجد نفسه وحيدًا بلا زوجة ولا أصدقاء.
يقول: "ربنا منحني الصحة والعمر الطويل، لكنه أخذ الباقي لحكمة لا أعلمها.
لا أزال قادرًا على العمل ومستعد للقيام بذلك حتى لو بدون مقابل، لكن لا أحد يطلب أستاذًا جامعيًا في عمري"!
رغم الظروف الصعبة، لا يزال الدكتور علي مؤمنًا برسالته الأكاديمية.
فقد قام برفع جميع محاضراته ودروسه على قناته على YouTube، ليترك علمه متاحًا للأجيال القادمة، دون أي مقابل.
تفاعل الطلاب مع هذه المبادرة كان استثنائيًا، حيث تلقى أكثر من ألف رسالة تضامن وشكر، وتمت مشاهدة محاضراته من قبل الآلاف.
هذا التفاعل الكبير أعاد الدفء إلى قلبه، حيث قال: "تلاميذي أثبتوا أنني لم أكن وحيدًا. كلماتهم وامتنانهم فاق كل توقعاتي، وأشكرهم من أعماق قلبي".
رغم محاولاته للتغلب على الوحدة بطلب العودة للجامعة، إلا أنه قرر الانتقال إلى دار الزهور ليجد رفقة تشاركه ما تبقى من أيامه.
وبرسالة مليئة بالمحبة، دعا طلابه ومحبيه قائلًا: "أي زيارة منكم ستملأ قلبي بالسعادة".
طلاب الدكتور علي فخري: مبادرات إنسانية لدعم أستاذهم المحبوب في دار المسنين
"الدكتور علي فخري كان أكثر من مجرد أستاذ جامعي، كان دائمًا صديقًا وموجهًا وداعمًا لنا جميعًا"، هكذا بدأ أحمد وليد، أحد طلاب الدكتور علي، حديثه عن أستاذه الذي درس له نظم المعلومات منذ أكثر من عشر سنوات.
أحمد، الذي حافظ على علاقة ودية مع الدكتور علي رغم تخرجه منذ عقد من الزمن، لم يتردد في التعبير عن تقديره العميق لأستاذه الذي كان دائمًا على تواصل مع طلابه حتى بعد تخرجهم.
عندما أعلن الدكتور علي فخري عبر حسابه على Facebook عن قراره بالانتقال إلى دار الزهور لكبار السن بالتجمع الخامس بسبب شعوره بالوحدة بعد التقاعد وابتعاد عائلته، شعر طلابه السابقون، ومن بينهم أحمد، بالحزن والامتنان في آن واحد.
تابع احمد وحيد لـ القاهرة 24: "الدكتور علي كان دائم التواجد بين طلابه، محبًا لهم ومساعدًا في جميع مراحلهم الدراسية والمهنية.
لذلك، قررنا أنا وعدد من زملائي زيارة أستاذنا في دار المسنين وتقديم الدعم له"، أضاف أحمد.
يرى أحمد أن قرار الدكتور علي بالانتقال إلى دار المسنين كان صعبًا، لكنه يعكس صراحته وشجاعته في مواجهة ظروف الوحدة بعد سنوات من العطاء الأكاديمي.
ويقول: "من الصعب أن يتخلى شخص بحجم الدكتور علي عن بيته، لكنه اختار هذه الخطوة ليجد رفقة جديدة ويكسر حاجز الوحدة."