الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة الرفض والتسرب بعد 7 أكتوبر
منذ أكثر من ستة أشهر، يواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات متزايدة بسبب رفضه الكشف عن بيانات تتعلق بحالات الرفض والتسرب من الخدمة العسكرية بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023. الطلب الذي تقدمت به هيئة تحرير موقع "المكان الأكثر سخونة في جهنم" لم يلقَ أي استجابة، وكذلك جمعية «النجاح» للحصول على بيانات حول نطاق ظاهرة الرفض والتغيب منذ 7 أكتوبر، مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والحقوقية.
الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة الرفض والتسرب بعد 7 أكتوبر
موقع "المكان الأكثر سخونة في جهنم" الإسرائيلي المعروف بنقده الحاد للسياسات الإسرائيلية، خاصة في ما يتعلق بالقضايا العسكرية والأمنية، يتميز الموقع بتوجهه المعارض، حيث يسلط الضوء على الأحداث والتطورات التي قد لا تحصل على تغطية واسعة في وسائل الإعلام الرئيسية.
يتضمن الطلب الكشف عن تفاصيل دقيقة حول حالات التسرب والرفض، بما يشمل تقسيمها حسب الوحدات العسكرية، نوع الخدمة، والرتب، مع التركيز على التمييز بين الجنود المقاتلين والعاملين في الدعم اللوجستي والإداري. كما تم طلب توضيح الإجراءات التأديبية المتخذة تجاه من يرفضون الخدمة، سواء كانوا من المقاتلين الذين شهدوا مباشرةً عنف الأحداث أو من الداعمين الذين تأثروا بها بشكل غير مباشر.
الجيش الإسرائيلي يحاول الظهور في صورة المتماسك
تقارير الموقع تشير إلى تصاعد ملحوظ في ما يُعرف بـ«الرفض الصامت»، وهو موقف يتبناه الجنود دون إعلان رسمي عن رفضهم الاستمرار في الخدمة، نتيجة الإرهاق النفسي والجسدي الذي خلفته الأحداث. شهادات الجنود التي أوردها الموقع كشفت عن حالة من الخوف المتزايد بينهم، إذ يشعرون بعدم الأمان والرغبة في الابتعاد عن المشهد العسكري، مما أدى إلى ارتفاع حالات التسرب والفرار من الخدمة.
الجيش الإسرائيلي، الذي يحاول في العلن إبراز صورة عن تماسكه ومعنوياته المرتفعة، لجأ إلى إجراءات صارمة تجاه الجنود الرافضين، بما في ذلك محاكمتهم وسجنهم. في أحد الأمثلة التي أثارت ضجة، عوقب جندي رفض العودة إلى موقع خدمته بعد أن فقد العديد من زملائه خلال أحداث السابع من أكتوبر. وبرغم طلباته المتكررة لتغيير مهامه إلى دور غير قتالي، أُجبر على مواجهة تهمة الفرار.
ما يزيد الوضع تعقيدًا هو الضغط النفسي الكبير الذي تعرض له الجنود والمجندات، لا سيما المراقبات اللواتي يعملن في وحدات تتطلب متابعة دقيقة للأحداث الميدانية. عدد من هؤلاء المراقبات أفدن بمعاناتهن النفسية جراء ما شاهدنه وسمعن عنه، لكنهن تعرضن لضغوط شديدة من قياداتهن للعودة إلى الخدمة رغم عدم استعدادهن النفسي لذلك.
في ظل هذه الضغوط، يبذل الجيش الإسرائيلي جهودًا لإظهار جبهة موحدة، محاولًا التخفيف من تأثير الانتقادات المتزايدة داخليًا وخارجيًا. لكن تقارير الموقع الإسرائيلي المعارض تعكس حقيقة مغايرة، حيث تسود أجواء من التوتر بين صفوف الجنود، في ظل استمرار الحكومة وقيادة الجيش في رفض تقديم إجابات واضحة حول ما يحدث فعليًا داخل المؤسسة العسكرية منذ الأحداث الدامية.