أمين الفتوى يحسم الجدل: الغيب علمه عند الله والشرع نهى عن التكهن
قال الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغيب هو كل ما غاب عن علم الإنسان، مثل الأحداث التي قد تحدث في المستقبل القريب أو البعيد، سواء كانت تتعلق بالنجاح في الأعمال أو الأحداث الشخصية مثل الجوائز أو الخسائر.
أمين الفتوى يحسم الجدل: الغيب علمه عند الله والشرع نهى عن التكهن
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الإنسان لا يستطيع التنبؤ بما سيحدث له، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية نهت عن التكهن بما يخبئه المستقبل.
وأوضح أمين الفتوى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن في حديث شريف أن "من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه، لم تُقبل له صلاة 40 يومًا"، لافتا إلى أن هذا الحديث يوضح حرمة تصديق من يدعي معرفة الغيب، حتى وإن كانت توقعاتهم تتطابق مع الواقع.
وأضاف أمين الفتوى أن أحد الصحابة، سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مر خلال غزوته على شخص يقول له أن "القمر في برج العقرب"، فرد عليه قائلًا: "وأين قمرهم؟"، مؤكدًا أن هذه التكهنات لا أساس لها ولا يجوز الاعتماد عليها.
وأشار أمين الفتوى إلى أن الكثير من الأشخاص يستغلون رغبة الآخرين في معرفة المستقبل لتمرير أكاذيبهم وتحقيق مكاسب شخصية، إذ يحدث أحيانًا أن يتم الاحتيال على الأشخاص عبر هذه الادعاءات، على سبيل المثال، قد يتعرض البعض من السيدات للتنبؤات حول ما سيحدث لهن في المستقبل، وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى النصب والاحتيال.
وفيما يتعلق بالسؤال عن الأشخاص الذين يدعون معرفة الغيب، أكد أن هؤلاء لا يمكن تصديقهم، إذ أن الله سبحانه وتعالى هو عالم الغيب وحده، كما قال في كتابه الكريم: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل: 65)، مبيّنا أن الله سبحانه وتعالى خص نفسه بعلم الغيب، ولم يعطِ هذه القدرة لأي شخص على الإطلاق، وأن أي ادعاء بمعرفة المستقبل هو كذب وادعاء باطل لا أساس له.
أمين الفتوى يكشف أفضل وقت لقيام الليل
وخلال الحلقة، أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يُفضل صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، مشيرا إلى أن أفضل وقت لقيام الليل كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هو في الثلث الأخير من الليل.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام نصف الليل ثم يستيقظ ليصلي ثلث الليل الأخير، وبعد ذلك ينام السدس الأخير من الليل ليصحو لصلاة الفجر.
وأضاف أنه إذا اعتبرنا أن الليل يستمر لمدة 12 ساعة، مثلما يحدث في فترات معينة من السنة، إذ يكون المغرب في الخامسة مساءً والفجر في الخامسة والنصف صباحًا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام ست ساعات، ويقوم في آخر ست ساعات من الليل، ومن ثم، يقوم للصلاة في الثلث الأخير من الليل، الذي يعد من أفضل الأوقات.
وأشار إلى أنه يمكن للإنسان أن يصلي ركعتين، أربع، أو حتى ثمانٍ، معتبرًا أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزد عن ثمان ركعات في قيام الليل، وهذه هي أفضل صيغة لقيام الليل، حيث كان يقتصر على ثمان ركعات، وهي من السنن التي يُفضل أن يُحتذى بها.
كما أكد أهمية قيام الليل في تقوية العلاقة بالله، موجهًا نصيحة للمسلمين بأن يحاولوا الالتزام بهذه السنة النبوية في الأوقات التي يسمح بها لهم، لما لها من فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة.