أزهري: لا يجوز للقائم على المقرأة التدخل في تفسير القرآن لهذه الأسباب
تلقى الدكتور عطية لاشين أستاذ بجامعة الأزهر الشريف، سؤالًا وجه إليه عن حكم التدخل في تفسير القرآن في أثناء المقرأة.
وقال عطية لاشين، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في القرآن الكريم: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، وروت كتب السنة عن سيدنا النبي قوله: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم عنه فقوموا).
وتابع: ومن أعظم القربات وأسمى العبادات وأجل الطاعات تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبره، والتخلق بما جاء فيه، والعمل به، وإنزاله أرض الواقع، ففي هذا خير كثير للمؤمن ونفع عظيم له، وفيه مزيد قرب من الله عز وجل.
وأكمل: روت كتب السنة عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
أزهري: لا يجوز للقائم على المقرأة التدخل في تفسير القرآن لهذه الأسباب
وأضاف: أن الشخص القائم على أمر المقرأة لتعليم روادها أحكام التلاوة يجب عليه الالتزام بحدود مهمته النبيلة، وألا يخرج عن هذا الهدف، فإن التزم بذلك فقد عصم نفسه من الوقوع في الزلل، وإلا فقد ضل ضلالًا مبينًا، وعليه ألا يدس أنفه في تفسير بعض الآيات محل القراءة، خاصة إذا كانت من المتشابهات التي تحتمل أكثر من معنى.
وأكمل: ولا يجوز له ذلك للأسباب عديدة منها: إثارة الفتن بين رواد المقرأة، إذ يترتب على إثارة الأقوال الشاذة أو الآراء غير المدروسة مفاسد عظيمة تضر برواد المقرأة، والقاعدة الفقهية قاضية: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح."
ومن ضمن الأسباب أيضًا: النهي عن الجدال في القرآن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم عليه فقوموا)، فهذا أمر من النبي صلى الله عليه وسلم بالانصراف عن هذا المجلس إذا كان فيه جدال أو إثارة أقوال تسبب اختلافًا بين الناس.
وأكد أنه لا يجوز للقائم على المقرأة أن يتعدى نطاق اختصاصه من تعليم أحكام التلاوة إلى تفسير الآيات أو إثارة الأقوال الشاذة، خاصة إذا لم يكن من أهل العلم والتخصص، فذلك قد يسبب فتنة عظيمة بين الناس، وهو مخالف لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع القرآن الكريم.