الجمعة 27 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شاحن المطبخ الطيب

الجمعة 06/ديسمبر/2024 - 07:09 م

من فترة قريبة في الولايات المتحدة الأمريكية كان فيه بنت شابة اسمها ساندي في أواخر العشرينيات من عمرها عايشة لوحدها في بيت شيك ومستواه عالي شوية.. مفيش معلومات واضحة عن سبب عيشتها لوحدها، وفين أسرتها لكن كل المتاح عنها إنها بنت جميلة ولطيفة وبتشتغل في محل كبير ومشهور لبيع العطور وعندها سمعة طيبة سواء بين أصدقائها في المحل أو عند الزباين اللي بيتعاملوا معاها.. ساندي وبسبب الاحتياج العاطفي البشري العادي لكل بني آدم حست إنها محتاجة لوجود شخص في حياتها.. حبيب أو خطيب أو زوج.. الأقرب في الحالة دي إنها هتدور وسط الشباب اللي حواليها في الشغل أو حتى كجيران بس للأسف كل زمايلها في الشغل كانوا من وجهة نظرها مش أكتر من أصدقاء عمل، ده غير إن مفيش حد منهم شدها بشخصيته.

 بالنسبة للجيران برضه ماكنش فيه شباب في سنها وعنده رغبة في الارتباط، واللي ينفع فيهم كان مرتبط أصلًا.. تعمل إيه؟.. لجأت لواحد من تطبيقات التعارف المنتشرة في الفترة الأخيرة.. حملت التطبيق وكتبت مواصفات بتحلم بيها في شريك حياتها وبالفعل التطبيق رشح لها شاب وسيم وأكبر منها سنتين بس، وواضح إن هو كمان من عيلة.. بعد فترة بسيطة من التعارف في الشات اتقابلوا على أرض الواقع.. الولد كان استعراضي وبتاع شو من اللحظة الأولى.. أيوا طبعًا مفهوم إن دي حركات بتعجب معظم الناس إن يكون الشخص اللي هيرتبطوا بيه مرتاح ماديًا وكل شوية بيركب عربية مختلفة، وواضح من لبسه وساعته والبريفيوم اللي بيحطها قد إيه إنه ابن ذوات، بس الموضوع كان بيحصل بشكل أوفر.

 للأسف ساندي كانت فرحانة بالمنظرة بتاعته دي، واللي كانت فاهماه إنها طبيعته الثرية هيعمل فيها إيه يعني!.. كانت في مرة خارجة هي وزمايلها من محل الشغل بتاعهم ففوجئت بأخينا ده واقف منتظر بره وعازمهم كلهم على العشا في مكان حلو!.. هتعزم 8 أشخاص!. أيوا وإيه يعني!.. ييجي عيد ميلاد ساندي فيقرر أخينا يوزع هدايا على أصدقائها الـ 8 برضه!.. الله!.. طب هما مالهم وليه تعمل كده أصلًا يا عم المبذر أنت!.. لحد ما بعد فترة واحدة من زميلات ساندي في الشغل ميلت على ودانها وقالت لها على فكرة الراجل ده مش طبيعي، وعنده هدف وغرض تاني، فياريت تخلي بالك من نفسك.

 في اللحظة دي ولسبب لا يعلمه إلا الله بدأت ساندي ولأول مرة تفتح ودانها وتشغل مخها وإنها تحطه تحت المنظار!.. جه أخينا في مرة قال لها إنه نسي مفتاح بيته جوا البيت ومفيش حد عايش معاه، بالتالي مفيش وسيلة حد يفتح بيها الباب منها!.. والمطلوب؟.. ممكن تخيلني آجي أبات عندك في بيتك بما إنك عايشة لوحدك؟، وأنا بوعدك مش هكون مزعج خالص!.. طبعًا مع كمية اللُطف اللي ظهروا منه خلال الأسابيع اللي فاتت ساندي ماكنش عندها أي مبرر للاعتذار، ضيف على كده كمان إنها أصلًا شخصية حبوبة وبتحب كل الناس ومش بترفض طلب لحد، فكان لازم توافق بس برضه ولإنها مش غبية ولسه فاكرة جملة زميلتها في الشغل أخدت حذرها.. راحوا بيتها سوا ودخلت هي أوضتها وقفلت على نفسها من جوه بالمفتاح وقالت له عندك الشقة كلها أهي برطع فيها زى ما أنت عايز.. لحد ما يطلع الصبح.. 

بعد شوية وتحديدًا الساعة 2 الفجر خبط عليها الباب، وقال لها إنه محتاج شاحن ضروري فقالت له فيه شاحن في المطبخ تقدر تستخدمه.. أقل من 5 دقايق وخبط عليها الباب تاني وقال لها إن الشاحن مش شغال فياريت تخرج عشان تشوفه مش شغال ليه!.. هنا بدأت ساندي تحس إن فيه حاجة مش مظبوطة بالذات إن الشاحن بتاع المطبخ جديد وشغال عادي!

اتصلت بالشرطة ووطت صوتها على الآخر وعملت نفسها مشغولة بمكالمة واحدة زميلتها، عشان تثبت أخينا ومايقلقش، فقالت له هخلص مكالمة وهخرجلك.. كلها كام دقيقة واقتحمت الشرطة الشقة وقبضوا عليه، والظابط طلب من ساندي إنها تخرج عشان تشوف شكل الصالة عامل إزاى، ولما خرجت فوجئت إن الصالة كلها من بداية باب أوضتها متغطية بمفرش بلاستيك طويل جدًا!، وفيه منشار كهربائي كان متوصل بالفيشة!.. الموضوع ماكنش محتاج ذكاء عشان تفهم عن اللي كان ناويه أخينا معاها لو خرجت من أوضتها!.. كان هيقطعها ويحطها في أكياس بلاستيك!.. البني آدم طلع مش طبيعي فعلًا زى ما توقعت زميلتها!.

الأحكام المتسرعة على الغير سواء إيجابية أو سلبية بتخليك تحط ناس مالهاش قيمة في مكانة عالية، لإنك اتخدعت في لُطفهم المزيف اللي ظاهرلك، أو تقلل من قيمة ناس زي الدهب لمجرد إن انطباعك الأول عنهم ماكنش مميز!.. معادن الناس الحقيقية بتبان في المواقف الصعبة وبتأكدها أفعالهم وبترسخها الأيام اللي بتمر.. “لا تتسرع في الحكم على الناس فقد تظلم عزيزًا وترفع رخيصًا”.

تابع مواقعنا