عمره يتجاوز 100 عام.. أقدم بائع ورد ببورسعيد عاش في عهد الملك فاروق: الكشك كان ساترني وأناشد بترخيصه| صور وفيديو
يجلس عم طاهر الذي يبلغ من العمر 100 عام على كرسي أمام كشك صغير بداخله عدد من الاستاندات الفارغة التي لا يوجد بها بضائع، وذلك في تقاطع شارع النصر وأسوان في نطاق حي العرب أحد أقدم أحياء محافظة بورسعيد.
ولد المعمر طاهر محمد مسعد في عام 1923، وتزوج في سن مبكرة وأنجب 7 من الأبناء بينهم 3 من السيدات، وصلوا جميعا لسن المعاش وتوفي أكبرهم، وتزوجوا جميعا وأنجبوا له أحفادهم تزوج منهم، وأنجب لجدهم أبناء الأحفاد، ولا يزال عم طاهر ينزل من بيته لـ الكشك بحثا عن الزرق، متخذًا من عصا حديدية سندًا له رغم ظهور علامات الشيب عليه.
يروي المعمر عم طاهر أنه عاش في عهد الملك فؤاد والملك فاروق، وعاش في بورسعيد القديمة والتي لم يكن بها إلا حي العرب، قبل أن يكون هناك حي الزهور والشرق والمناخ والضواحي، وكان يعمل في إحدى الشركات، حتى أقام كشكًا لبيع البهجة والفرحة لأبناء بورسعيد.
في عام 1988 أسس عم طاهر كشك لبيع الورد، وكان من الأكشاك الشهيرة حيث كان يقوم بتزيين سيارات العرائس بالشكل القديم المعروف في مصر، كما كان يبيع بوكيه العروسة، وهدايا الأحباب من الورد، وتمكن من هذا الكشك الصغير أن يربي أبناءه وأحفاده، وعلق: عشت طول عمري مستور.
ويحكي عم طاهر عن احتفالات بورسعيد التاريخية بذكرى الانتصار على العدوان الثلاثي، وكيف كان يزين سيارات الجهات المختلفة بالورود لتعبر في موكب الاحتفال أمام الرؤساء السابقين، مشيرًا إلى أنه لمدة 40 عاما كان مصدرًا للفرحة والبهجة والسعادة لشعب بورسعيد.
وأشار عم طاهر إلى أنه لم يعد يتبقى من الكشك سوى مجموعة من الصور الضوئية لسيارات موديل 80 و90 تم تزينها بالمحل، وذلك بعد أن صدر قرار بنقل الكشك من موقعه التاريخي لجانب إحدى العمارات، مؤكدًا أنه غير رافض للقرار إلا أنه يحتاج لرخصة لمكانه الجديد تكريمًا له في نهاية حياته.
وطالب عم طاهر بألا يموت وهو غير مستور، مشيرًا إلى أن بناته فقدوا أزواجهم وأصبحوا في رقبته ينفق عليهم وأحفاده، وأنه نتيجة عدم وجود رخصة لا يستطيع استخراج تصاريح للمرافق والكهرباء، مناشدًا المسئولين بإصدار ترخيص للكشك حتى يموت وأحفاده وبناته مستورين.