أيقونة التآخي والوئام.. قصة مسجد السيدة مريم العذراء في المنيا| تقرير
يقف مسجد السيدة مريم العذراء، شاهدًا حيًا على عمق التآخي والوئام بين المسلمين والمسيحيين، في قلب محافظة المنيا، عروس الصعيد، هذا الصرح الديني الفريد من نوعه، والذي يعد ثمرة لمبادرة وطنية من المهندس وجدي النجدي، أحد أبناء المحافظة، أصبح أيقونة للتعايش السلمي والتسامح.
تحفة معمارية في قلب الصعيد
يقع مسجد السيدة مريم العذراء في منطقة أبو فليو، على الضفة الشرقية لنهر النيل، بمساحة تصل لـ800 متر مربع، ويطل على الطريق المؤدي إلى مدينة المنيا الجديدة، إذ يتميز المسجد بتصميمه المعماري الإسلامي الأصيل، والذي يجمع بين البساطة والروعة، وبلغ تكلفت إنشائه 15 مليون جنيه تقريبًا، ويرتفع فوقه ثلاثة قباب وتهتز مئذنته شاهقة في سماء المنيا، ويضم المسجد ساحة صلاة واسعة، ودارًا لتحفيظ القرآن الكريم، وعدد كبير من النجف التي تضفي عليه أجواءً من الخشوع والروحانية.
رمزية دينية مشتركة
لا شك أن اختيار اسم السيدة مريم العذراء، لهذا المسجد يحمل دلالات عميقة، إذ تحتل السيدة مريم مكانة مرموقة في الديانتين الإسلامية والمسيحية، فالقرآن الكريم أشاد بها في سورة آل عمران، كما أنها تعد المرأة الوحيدة التي سميت سورة قرآنية باسمها، وبالتالي فإن هذا الاسم الكريم يجمع المسلمين والمسيحيين على التقدير والإجلال لهذه السيدة العظيمة.
دور مجتمعي متكامل
لا يقتصر دور مسجد السيدة مريم العذراء على كونه مكانًا للعبادة والصلاة، بل يتعداه ليشمل تقديم الخدمات المجتمعية، فإلى جانب المسجد، يضم المجمع مستشفى خيريًا يقدم الرعاية الصحية للمواطنين، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم تساهم في نشر تعاليم الدين الإسلام، وبذلك فإن هذا المجمع يؤدي دورًا حيويًا في خدمة المجتمع المحلي، ويعزز من التماسك الاجتماعي والتلاحم بين أبنائه.
رسالة سلام وتسامح
يعد مسجد السيدة مريم العذراء، بالمنيا نموذجًا يحتذى به في التعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلف، إذ إنه دليل على أن الدين لا يقسم الناس بل يجمعهم على المحبة والتسامح، وأثبت هذا المسجد أن بناء المساجد والكنائس جنبًا إلى جنب، هو السبيل الأمثل لتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز قيم المواطنة.
مسجد السيدة مريم العذراء بالمنيا ليس مجرد مبنى، بل هو رمز للتاريخ والحضارة، وشاهد على عمق الجذور التي تجمع الشعب المصري، إنه رسالة سلام وتسامح توجهها المنيا للعالم أجمع، مؤكدة أن التنوع الديني والثقافي هو ثراء وليس عائقًا.