أشهر المدافعين عن فلسطين.. محطات بارزة بحياة المحامي الفرنسي جيل ديفيرز مايسترو مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
ضجت وسائل الإعلام الدولية، ومواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية بنبأ وفاة المحامي الفرنسي جيل ديفيرز، أشهر المدافعين عن القضية الفلسطينية أمام الهيئات القضائية الدولية، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 68 عامًا.
المحامي الفرنسي جيل ديفيرز أشهر المدافعين عن القضية الفلسطينية
ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية، نبأ وفاة خبير القانون الفرنسي، الثلاثاء الماضي، بمدينة ليون بعد صراع طويل مع المرض، وبعد مرور 5 أيام من توجيه المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.
وعقب صدور مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، قال المحامي الفرنسي لابنه: الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح.
وبحسب التقرير، تعهد ابنه مانويل ديفرز بمواصلة نضاله في سبيل القضية الفلسطينية، وأوضح مانويل ديفيرز أنه سيواصل القضايا التي بدأها والده، قائلًا: سنستمر، لقد كنا معًا في جميع الملفات، في الاتحاد الأوروبي، وفي الصحراء الغربية، وفي فلسطين.
وفي التقرير التالي أبرز المعلومات عن المحامي الفرنسي الراحل ومحطات دفاعه عن القضية الفلسطينية.
ولد ديفيرز، في عام 1956، وهو محامي بنقابة المحامين في مدينة ليون الفرنسية، وممرض سابق، ومحاضر في كلية الحقوق بجامعة ليون 3.
كرث المحامي الفرنسي الراحل 30 عامًا من عمره في الدفاع عن قضايا القطاع الصحي والاجتماعي والدفاع عن الأقليات في فرنسا والعالم، بينما كانت القضية الفلسطينية أولى أولوياته، فكان شعاره تكوين جيش من المحامين لبلد بلا جيش.
وبدأ عمل المحامي الفرنسي الراحل على مذكرات الاعتقال منذ عام 2009، لكنه تحرك بشكل مكثف وبأسلوب مختلف على هذا الملف بعد بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
كان ديفيرز، أحد المتحدثين باسم مجموعة مكونة من 350 منظمة غير حكومية، يمثلها 40 محاميا يتولون مسؤولية التعامل مع طلب العدالة المقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية، بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب غزة بين عامي 2008 و2009، كما تم تكليفه من قبل السلطة الفلسطينية لتقديم شكوى نيابة عنها في يناير 2009.
وفي عام 2014، قدم المحامي الفرنسي شكوى ضد إسرائيل بشأن حربها على غزة بالعام نفسه، وهو تناولته وسائل الإعلام العالمية، مما خلق ضغوطًا على السلطة الفلسطينية ومحكمة العدل الدولية، نتج عنه انضمام فلسطين إلى نظام روما الأساسي، ووافقت الجنائية الدولية على فتح فحص أولي للحقائق التي جرت بدءًا من 13 يونيو 2014.
وفي عام 2018، كان قد جمع أكثر من 3000 ملف نيابة عن الفلسطينيين الذين أصيبوا أو تعرضوا للتشويه أو القتل في قمع الجيش الإسرائيلي لمسيرات العودة التي نظمت في ذلك العام، وكان ديفيرز أيضًا محاميًا لحماس، التي أقنعها في عام 2014 بدعم انضمام دولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما انتصر للقضية الفلسطينية قبل إصدار مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت، أي منذ أن أصبحت فلسطين عضوًا في نظام روما، وعند صدور مذكرات الخامس من فبراير2021، حيث شارك في مراجعة صياغتها مع خبراء الجنائية الدولية.
وكان الهدف من هذه المذكرات التاريخية تأكيد اختصاص محكمة الجنائية الدولية، حيث أصدرت قرارًا يؤكد ولايتها القضائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها شرقي القدس والضفة المحتلة وقطاع غزة.
ويعتبر ديفيرز، رجل القانون الذي وقف وراء مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بطلب من المدعي العام كريم خان، منذ مايو الماضي، ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي يناير الماضي، قال ديفيرز إن هناك أدلة قوية تبرر إصدار مذكرات اعتقال بحق العديد من المسؤولين الإسرائيليين، حيث اجتمع مع فريقه القانوني، في لاهاي، مشيرًا حينها إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، يمتلك الأدلة الكافية لإدانة وإصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين.
وقدم المحامي الفرنسي الراحل وفريقه القانوني أدلة مكونة من 1800 صفحة تبرز مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مشيرًا إلى حجم الضرر الكارثي الذي لحق بالقطاع منذ بدء الحرب.
وفي دفاعه عن فلسطين، اعتاد ديفيرز أن يقول إنه يريد تكوين جيش من المحامين، من أجل دولة بلا جيش، وقد جمع عدة مئات منهم لدعم الإجراءات لصالح فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية وقال ابنه: لقد غادر بعد فوزه بمعركتين كبيرتين، في إشارة إلى لائحة الاتهام التي قدمتها المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو وجالانت والحكم الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية.
جيل ديفيرز وجبهة البوليساريو
يشار إلى أن ديفيرز كان أيضًا محاميًا لجبهة البوليساريو، وفي أوائل أكتوبر حصل على حكم من محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي CJEU في لوكسمبورج، يبطل اتفاقيتين تجاريتين بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وواصل محامي جبهة البوليساريو المتخصص في القانون الدولي التواجد في أروقة وقاعات كبرى المحاكم الدولية في لوكسمبورج ولاهاي للمرافعة عن قضيتين آمن بهما وسخر نفسه لتكريس الاعتراف بحقوق شعبيهما حتي آخر أيامه.