مرصد الأزهر: أنصار الشذوذ الجنسي يلبسونه ثوب الفطرة تضليلا للناس
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه في خضم الصراعات الفكرية والتغيرات المجتمعية التي تفرض نفسها على العالم اليوم، أصبح موضوع الشذوذ الجنسي مادة دسمة للنقاشات، ومثارًا للتنازعات الفكرية بين من يعتبره جزءًا طبيعيًّا من تنوع البشرية، ومن يرى أنه اضطرابٌ جنسيٌ مخالفٌ للفطرة الإنسانية.
مرصد الأزهر: أنصار الشذوذ الجنسي يلبسونه ثوب الفطرة تضليلا للناس
وتابع المرصد في تقرير حديث: وبينما يسعى أنصار وجهة النظر الأولى إلى محاولة إلباس الشذوذ الجنسي ثوب الفطرة في تضليل لحقيقة بيولوجية ونفسية واضحة، فالفطرة التي جُبل عليها الإنسان تسير نحو التكامل الطبيعي بين الجنسين لضمان استمرارية الحياة، يبذل أنصار وجهة النظر الثانية جهودًا كبيرة لإقناع أصحاب هذا الفكر أن فكرة الشذوذ ما هي إلا انحراف عن الفطرة وخروج عن الطبيعة الإنسانية متسلحين في ذلك بسلاح العقل والدين وما جرت عليه الأعراف المجتمعية، قبل أن تغزوها مثل هذه الأفكار المنحرفة.
وأوضح: وبين هذا وذاك يحتاج الإنسان إلى بيان وإيضاح يدعم اتجاهه وميله وترجيحه لإحدى النظرتين على الأخرى، وفي سبيل هذا لا بد من التعرّف أولًا على الفطرة وموقع الشذوذ منها. الفطرة: مفهومها ودورها في التوجهات الجنسية الفطرة هي الأساس الطبيعي الذي يُولد به الإنسان، وتشمل الغرائز والميول التي تُعدّ طبيعية في إطار النمو البيولوجي والنفسي السليم، ومن وجهة نظر الأديان والعلوم النفسية والاجتماعية، إذ الفطرة هي التي تدفع الإنسان إلى السلوكيات التي تضمن استمرارية النوع البشري، بما في ذلك الميل إلى الجنس الآخر والزواج والتكاثر، وفي هذا يشير الإسلام إلى الفطرة السليمة بأنها هي التي تحث على الميل الجنسي الطبيعي بين الرجل والمرأة.
وأردف: ومن ناحية أخرى، تشير العلوم النفسية إلى أن الإنسان يولد بطاقة فطرية جنسية موجهة نحو الجنس الآخر، ويعتبر هذا التوجه جزءًا من منظومة التطور البيولوجي الطبيعي، فالميل الجنسي نحو الجنس الآخر يضمن استمرارية النوع البشري من خلال التكاثر والتزاوج.
وأوضح: ورغم أن البعض قد يروج لفكرة أن الشذوذ الجنسي هو جزء من التنوع البشري الطبيعي، ولكن في الحقيقة يجب إرجاعه إلى الاضطرابات الجنسية والنفسية، فالشذوذ الجنسي يرتبط بعوامل عدة مثل الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة، أو التأثيرات البيئية والاجتماعية، أو تجارب التعرّض لاعتداء الجنسي، أو ضعف الهوية الجنسية التي تتشكل بشكل غير سليم خلال مدة النمو.
وأكمل: ويعترف علم النفس بوجود اضطرابات جنسية متعددة، مثل اضطراب الهوية الجنسية، واضطراب التوجه الجنسي، وهنا يأتي الشذوذ الجنسي ضمن هذه الفئة من الاضطرابات، وتشير الأبحاث إلى أن العديد من الأفراد الذين ينخرطون في الشذوذ الجنسي يواجهون صعوبات نفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الهوية، وهو ما يشير إلى أن هذا الشذوذ الجنسي ليس جزءًا طبيعيًّا من الفطرة البشرية، بل نتيجة لاضطرابات أو عوامل خارجية.