بعد نجاح تجربة يرقات الجمبري.. محافظ الفيوم يناقش خطة إنزال المزيد من الأسماك في بحيرة قارون
عقد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، اجتماعًا موسعًا بديوان عام المحافظة، لمناقشة الخطة المستقبلية لإنزال المزيد من زريعة الأسماك ويرقات الجمبري لبحيرة قارون خلال الفترة المقبلة، في إطار الجهود التي تبذل لتعظيم الجدوى الاقتصادية لها ودعم المخزون السمكي بها، ومن ثم إعادة التوازن البيئي إليها، بعد أن شهدت مياهها تحسنا ملحوظًا، وبعد نجاح تجربة إنزال يرقات الجمبري بمياهها خلال الأشهر الماضية.
حضور قيادات المحافظة
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم، ونسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، وأحمد حافظ الجاحد مدير عام إدارة البحوث بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، وعبد العليم أمين مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية بالفيوم، وحسام شعبان رئيس فرع جهاز شئون البيئة بالفيوم، ووليد بعيزق مدير عام إدارة شئون الثروة السمكية بديوان عام المحافظة، وأحمد أيمن رئيس قسم الشئون المالية والإدارية بإدارة شرطة حماية البيئة والمسطحات المائية بالفيوم، وعبد الرؤوف محمود مدير إدارة البيئة بديوان عام المحافظة، وحسين قرني مدير عام الأحواض والمياه بشركة إميسال لاستخلاص الأملاح، وجمال نبيل مدير عام المعامل بالشركة، وعادل أمين الصايم رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لصيد الأسماك بقارون، ورؤساء مدن سنورس وأبشواي ويوسف الصديق، وأعضاء اللجنة المعنية بالمتابعة الدورية ورصد المتغيرات ببحيرة قارون، وعددٍ من ممثلي الجهات ذات الصلة.
في بداية الاجتماع، أعرب محافظ الفيوم، عن سعادته بالنتائج الطيبة للجهود التي بذلت لتنمية بحيرة قارون، وهو ما ساهم في نمو يرقات الجمبري التي تم إنزالها خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تم فتح موسم الصيد بالبحيرة أمام الصيادين، تبعًا للشروط والمواصفات الملزمة لهم، بهدف الحفاظ على التنمية الذاتية والتلقائية لمخزون البحيرة من الأسماك، بجانب العمل على التجهيز لإنزال دفعات جديدة من زريعة الأسماك بشكل أكبر وأكثر جرأة خلال المرحلة المقبلة، من خلال خطة علمية ورؤية منهجية بالتنسيق بين مختلف الجهات ذات الصلة، في إطار التمسك بالنجاح الذي تحقق، مؤكدًا أنه لا صوت يعلو فوق صوت العلم في التعامل مع بحيرة قارون، التي بدأت في التعافي والعودة لسابق عهدها، نتاج الجهود المشتركة خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وأشار المحافظ، إلى أن بحيرة قارون ذات طبيعة خاصة، كونها بحيرة مغلقة تحتاج لمعاملة معينة تبعًا لطبيعتها، لافتًا إلى أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا خاصًا بمختلف البحيرات على مستوى الجمهورية، نظرًا لكثرة العاملين بالمجالات المتعلقة بها من صيد ومتعلقاته، وسياحة واستثمار وغيرها، مشيرًا إلى أن ملف تنمية بحيرة قارون كان أحد الملفات الشائكة التي تمثل تحديًا منذ توليه المحافظة، حيث تم التعامل مع هذا الملف بشكل علمي ومنهجي دقيق مع تلافي سلبيات المراحل السابقة، من خلال تنفيذ مشروعات الصرف صحي ـ زراعي ـ صناعي، وأعمال الري وتطهير وتعميق المجاري المائية لزيادة المياه العذبة بالبحيرة، وهو ما ساهم في تقليل ملوحة مياهها، والتحسن النسبي لخصائصها، ما ساهم في إنزال يرقات الجمبري التي نمت بشكل غير مسبوق.
وأكد محافظ الفيوم، أن المرحلة القادمة تحتاج إلى مزيد من الجهد والعطاء، والعمل التشاركي والتشبيك بين مختلف الجهات المعنية بتطوير وتنمية بحيرة قارون، مؤكدًا على وضع خطة علمية ومنهجية لإنزال زريعة وأصبعيات الأسماك ويرقات الجمبري، لبحيرة قارون خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2024، وعلى مدار عام 2025، ومواعيد إنزالها، وأماكنها، ومواعيد الغلق وحظر الصيد ببحيرة قارون، تبعًا لطبيعة كل مكان بالبحيرة ووفقًا لتحاليل المياه الدورية بها، مشيرًا إلى أن البحيرة تعد مصدرًا للرزق لأكثر من 8 آلاف أسرة بالقرى المتاخمة لبحيرة قارون.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة نسرين عزالدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية، أن التحسن النسبي لخصائص مياه بحيرة قارون ساهم في نمو وتفريخ أسماك الموسى التي تم إنزالها بالبحيرة نهاية عام 2022، إضافة إلى رصد أعداد كبيرة من حصاد الموسى حاملة للبطارخ، وقد ساهم هذا التحسن الملحوظ لمعايير جودة المياه في نمو الجمبري في فترة زمنية قصيرة غير مسبوقة، لافتةً إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج لتضافر الجهود، خلال إنزال زريعة وأصبعيات الأسماك لبحيرة قارون بجانب يرقات الجمبري.
وأشارت إلى أهمية إعادة تحاليل مياه البحيرة قبل إنزال الزريعة تبعًا للمواقع المحددة لنوع كل زريعة من الأسماك المختلفة والقشريات التي ستشمل البلطي النيلي، وزريعة وأمهات الموسي، وثعابين السمك الحنشان، فضلًا عن يرقات الجمبري، مع دراسة إمكانية إنزال زريعة أسماك العائلة البورية، في إطار إعادة التوازن البيئي للبحيرة نسبيًا.
وأضافت، أنه لابد من التنسيق بين مختلف الجهات ذات الصلة بتنمية بحيرة قارون والثروة السمكية، قبل إنزال زريعة الأسماك ويرقات الجمبري بوقتٍ كافٍ، من أجل إجراء التحاليل المعملية بشكل علمي دقيق على مياه بحيرة قارون قبيل إنزال الزريعة إليها، بما يضمن توفير البيئة الملائمة لنجاح تجربة ضخ دفعات كبيرة من أنواع زريعة الأسماك المختلفة لمياه بحيرة قارون، تبعًا لطبيعة كل منطقة والمواعيد المناسبة لكل زريعة، مؤكدة على أهمية استثمار المسطح المائي للبحيرة استثمارًا جيدًا، وتوعية الصيادين بأهمية استخدام طرق الصيد الحديثة، للحفاظ على الثروة السمكية بالبحيرة التي هي أحد أهم مصادر الدخل للمحافظة.