نحو 30 مليون سائح سنويًا.. مصر تستثمر في كوادرها لتحقيق طفرة سياحية
في قلب التحولات الاقتصادية الكبرى، يستمر قطاع السياحة في مصر في إبهار العالم بتقدمه اللافت، مع أهداف طموحة لجذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2028، وتعد السياحة المصرية واحدة من القطاعات التي تمثل المستقبل الاقتصادي الواعد، حيث إن هذا النجاح يعود إلى جهود الحكومة التي تستثمر في تدريب الكوادر المحلية وتطوير البنية التحتية لتلبية احتياجات السوق العالمي.
تأتي الاتفاقية الأخيرة بين مجموعة فنادق إنتركونتيننتال و30 مؤسسة تعليمية، كمثال حي على هذا التوجه، تهدف هذه الشراكة إلى تدريب العاملين في قطاع الضيافة، بما يعزز جودة الخدمات المقدمة للسياح ويجعلها على مستوى عالمي، تسعى هذه الجهود إلى تفعيل رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى بناء قطاع سياحي مستدام، ما يعزز قدرة مصر على استقطاب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
القطاع السياحي المصري لا يقتصر على تقديم مواقع أثرية فقط، بل يتميز أيضًا بتجارب سياحية فريدة، واحة سيوة، على سبيل المثال، تقدم للسياح تجربة ساحرة تجمع بين جمال الطبيعة الصحراوية والينابيع الساخنة، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق السياحة البيئية، بينما توفر مدينة سانت كاترين فرصة فريدة لعشاق المغامرة لتسلق جبل موسى والتمتع بإطلالات خلابة، وعلى ساحل البحر الأحمر، تقدم مدينة مرسى علم للسياح تجربة غوص استثنائية حيث يمكنهم استكشاف الشعاب المرجانية والأسماك النادرة التي تجعل من هذه المنطقة واحدة من أفضل وجهات الغوص في العالم.
لا تقتصر أهمية السياحة في مصر على كونها مصدرًا لجذب الزوار فقط، بل تعد من العوامل الحيوية التي تدعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير، يمثل قطاع السياحة ما يقارب 12% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر العديد من فرص العمل في مختلف المجالات مثل الفنادق والنقل والأنشطة السياحية، تسعى الحكومة إلى تطوير المطارات وشبكات النقل لتوفير تجربة سياحية مريحة، ما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية مميزة عالميًا.
وبينما تتسارع خطوات مصر نحو مستقبل سياحي أكثر استدامة، يبقى القطاع السياحي قوة دافعة في الاقتصاد الوطني، ولا يزال أمامنا الكثير لاستكشافه، فالسياحة في مصر ليست مجرد رحلة، بل هي دعوة للعالم ليكتشف سحر الحضارة والتنوع الذي لا مثيل له.