حي الغمراوي بمدينة بني سويف وحكايات صناع داخل ورش تحمل بداخلها عبق الماضي
يعتبر حي الغمراوي بمدينة بني سويف من أقدم الأحياء التي تحمل في عبقها أقدم الورش الحرفية التراثية والتي كاد بعضها أن يواجه الأندثار بسبب تطور الأساليب الحديثة في الصناعات.
وبين أذقة هذا الحي يوجد شارع «البركة» الذي يتواجد به العديد من الورش التي تقوم بصهر الحديد وإعادة تشكيلة على هيئة أدوات مختلفة، وورش صناعة وسن السكاكين، وصناعة المفاتيح بالطريقة اليدوية دون تدخل الماكينات الحديثة، بالإضافة إلى بعض الحرف التراثية داخل هذا الشارع.
القاهرة 24 قام بجولة داخل شارع البركة بحي الغمراوي والتقى ببعض الصناع القدامى، مثال الحاج حسين نعنع الذي اختار أن يمتهن مهنة أجداده في ورشة صغيرة يعود تاريخ تأسيسها منذ نحو 50 عامًا، تم إنشاء تلك الورشة لإعادة تدوير الصاج في صناعات مختلفة مثل؛ صناعة مواد البناء، والصناديق والعبوات.
بينما يقول الحاج مجدي التركي"، 69 عاما، صانع مفاتيح، أنه اختار أن يمتهن مهنة أجداده فى كشكه الصغير، الذى يرجع تاريخ إنشائه إلى 45 عامًا، عندما قام بإنشائه لنسخ وصناعة المفاتيح، بعد أن اكتسب الخبرات من الكبار الأساتذة في المهنة، ومع مرور السنوات، اكتسب الحاج مجدي صيتًا كبيرا، وأصبح أشهر صانع مفاتيح فى المنطقة إن لم يكن في بني سويف قاطبة.
ويرى الحاج مجدي أن مهنة صناعة المفاتيح لا تحتاج إلى خبرة قوية، حيث إنها تحتاج إلى سنوات قليلة من التدريب، والأهم هو الحس، قائلًا: «أحيانا كثيرة تتعامل مع مجرمين يريدون نسخ المفاتيح، عشان كده لازم تبقى مفتَّح عينك على طول».
ومن داخل أقدم ورشة لسن وصناعة السكاكين، يكاد يكون الأقدم في المحافظة ككل، يقف «إبراهيم محمد إبراهيم»، يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى السابعة مساءً، محافظًا على مهنة أجداده، حيث تحدث لـ«القاهرة 24» قائلًا: «عمري 45 عامًا، أمضيت معظم حياتي داخل هذه الورشة، تعلمت الصنعة من والدي، وهو تعلمها من والده، نتوراث المهنة أبًا عن جد، نحن في هذا المحل منذ أكثر من 80 عامًا، ولا أعرف لي مهنة أخرى».
مهنة شاقة تتطلب من صاحبها الوقوف دائمًا والتركيز، لأنه يتعامل مع أدوات حادة، رغم ظهور أجهزة أكثر تطورًا تساعد صاحب تلك المهنة على نيل قسط من الراحة، إلا أنه قال: «مينفعش نستخدم الأجهزة الجديدة دي، لأننا هنا بنشتغل على الحجر، وده له زبون معين، وبخاصة طائفة الجزارين، الذين يأتون إلينا خصيصًا لسن أدواتهم على الحجر، لأنه يعطي نتيجة مذهلة في السن عن الأجهزة المتطورة، والتي قد تنفع لسكينة منزل أو مقص، وده جايز يكون سبب كبير لاستمرار مهنتنا حتى الآن، ومقاومتها للانقراض».