دراسة: قد يكون سبب التوحد هو السموم التي يستنشقها ملايين الأشخاص يوميا
كشفت دراسة جديدة أن تلوث الهواء الذي تتعرض له النساء أثناء الحمل قد يزيد من خطر إصابة الأطفال بمرض التوحد، وأظهرت المراجعة الأخيرة لأحدث الأبحاث العلمية أن الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالتوحد والذين يتعرضون لأربعة ملوثات جوية شائعة معرضون بشكل أكبر للإصابة بهذا الاضطراب.
علماء: قد يكون سبب التوحد هو السموم التي يستنشقها ملايين الأشخاص
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، يعتقد العلماء أن هذه الملوثات، التي يمكن أن تدخل إلى مجرى الدم عند استنشاقها في مراحل الطفولة المبكرة أو حتى أثناء وجود الجنين في الرحم، قد تتسبب في تجاوز الطبقات الوقائية في الدماغ، وعند حدوث ذلك يتسبب الملوث في التسبب بالالتهاب، مما يؤثر على طريقة عمل الأعصاب وتطورها بشكل غير طبيعي.
وقد شملت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة طب الدماغ، مراجعة للعديد من الدراسات التي تناولت تلوث الهواء وتأثيراته على الأطفال المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى دراسات أخرى أجريت على الخلايا البشرية والفئران.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالتوحد والذين تعرضوا لهذه الملوثات في مراحل مبكرة من حياتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنةً بأقرانهم الذين تعرضوا لمستويات أقل من التلوث.
السبب الرئيسي وراء زيادة معدلات التوحد
وفي حين أن الأطباء لا يزالون غير متأكدين من السبب الرئيسي لهذه الزيادة في معدلات التوحد، تشير الأبحاث السابقة إلى أن التعرض لتلوث الهواء، مثل الجسيمات العالقة، قد يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب بنسبة تصل إلى 64%.
تُعد هذه النتائج خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين البيئة وصحة الدماغ، حيث أن بعض المواد الكيميائية الملوثة يمكن أن تؤثر على إنتاج المواد الكيميائية الأساسية في الدماغ مثل الدوبامين والنورادرينالين، وهي المواد التي تساهم في عملية اتخاذ القرار وتطور الدماغ بشكل عام.
ومن جهته، أعرب أحد أفراد البحث الذي يُعد من أوائل الفرق التي ربطت بين ملوثات الهواء وظهور اضطراب طيف التوحد، مؤكدًا أن اكتشاف دور أكسيد النيتريك كان أحد أبرز إنجازاته العلمية.
