عمرو مدكور مستشار وزير التموين: عدد المستفيدين من الدعم يزيد عن تعداد شعب مصر.. وهناك مشاهير لديهم أسطول سيارات يحصلون على الخبز المدعم| حوار
لا صوت يعلو فوق صوت تحويل الدعم العيني إلى نقدي أو إلى نقدي مشروط، فالتحولات والمناقشات التي تشهدها منظومة الدعم في مصر خلال الأسابيع الحالية، ستؤثر بشكل كبير في مدى تطبيق الدعم بشكل عام "تمويني أو خبز مُدعم" للأسر المستحقة على مدار سنوات مقبلة.
ويفتح القاهرة 24 ملف تحويل الدعم إلى صورة جديدة سواء كان دعما نقديا أو نقديا مشروطا، ليستطيع المواطن التفرقة بين اختيارات الدعم التي تطرحها وزارة التموين وأيضا الحوار الوطني، الدعم التي يتلقاه أكثر من 70 مليون مواطن على 23 مليون بطاقة تموينية، تعمل الجهات المعنية حاليا لتحويله إلى دعم نقدي مشروط، بحسب ما ذكره الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية.
ومن هذا المنطلق أجرى القاهرة 24 حوارا مع الدكتور عمرو مدكور، مستشار وزير التموين لنظم المعلومات والتحول الرقمي، والذي يجيب على تساؤلات عدة حول الدعم وبطاقات التموين، وأيضا مصير أفران الخبز المُدعم، وأيضا بقالي التموين إذا تم التحول للدعم النقدي فقط “غير المشروط”، ومصير البطاقات التموينية وهل سيحل مكانها بطاقة البريد؟
وإلى نص الحوار..
الدعم النقدي في مصر يمر بمرحلة مهمه خاصة بعد تصريح وزير التموين بتحويل الدعم العيني إلى نقدي مشروط.. من هنا يأتي دور الوزارة لتوضيح الفرق بين الدعم الحالي والدعم النقدي أو الدعمي المشروط؟
بالفعل هناك تحويلات تحدث على أرض الواقع من خلال مناقشات الحوار الوطني، والتي تشارك بها وزارة التموين المفكرين والشخصيات العامة، وعدد من خبراء الاقتصاد، فالحكومة تعمل على خطة الدعم بشكل كبير، وهناك 3 أنواع من الدعم مطروحة على الطاولة، وسوف نستقر على إحداها ونضع المواطن أمام أعيننا، فهناك الدعم العيني والذي نطبقه الآن، وهو دعم للسلع الأساسية مثل الخبز والسكر والزيت والمكرونة، ودائما يحصل عليها المواطن بسعر أقل من سعر السوق، فالخبز يكلف الحكومة 150 قرشا ويباع للمواطن مُدعم بـ 20 قرشا، وأيضا السلع الأساسية تباع بأقل من سعرها وتكلفتها.
أما الدعم النقدي، فهو أن تعطي الحكومة مبلغا ماليا لكل فرد كما يحدث في تكافل وكرامة، ويحق للمواطن سحب القيمة المالية، مقابل إلغاء الدعم عن العيش والتموين وإلغاء البطاقات التموينية، وهو ما ذكره رئيس لجنة الخطة والموارنة في مجلس النواب، بأنه من الممكن أن يحصل الفرد على 175 جنيها.
وأخيرا الدعم النقدي المشروط، وهو أن تضع الحكومة مبلغا لكل فرد داخل بطاقات من هيئة البريد والعمل على ذلك، على أن تتابع السلع التموينية والخبز للفرد بنفس قيمتها في السوق، ولا يحق للمواطن سحب القيمة المالية.
بالحديث عن الدعم النقدي فقط إذا طُبق.. أين سيذهب بقالو التموين والمخابز البلدية؟
في الدعم النقدي المشروط والدعم العيني سيظل وجود بقالي التموين والمخبز كما هو، أما إذا تم تطبيق الدعم النقدي غير المشروط، فسيتم اختفاء بقالي التموين والمخابز البلدية التابعة لوزارة التموين.
في أغسطس الماضي قرر وزير الكهرباء حذف المواطنين سارقي وممارسي التيار الكهربائي من الدعم التمويني إلا أن القرار تم تعديله بقرار وزير التموين بعودة ممارسي الكهرباء بعد التواصل مع وزير الكهرباء.. فماذا دار في الكواليس؟
بالفعل وزارة الكهرباء أرسلت للتموين "سي دي" عليه الآلاف من المواطنين لحذفهم من البطاقات التموينية والدعم، إلا أن الكثير من المواطنين أرسلوا شكاوى أكدوا خلالها أنهم من ممارسي التيار وليسوا سارقين، وهو ما تفهمه وزير الكهرباء بعد اتصال وزير التموين به وتم عودتهم مرة أخرى.
وزارة التموين حذفت منذ أشهر من لا يستحق الدعم التمويني وأيضا الخبز المُدعم.. فكم عدد المحذوفين؟ وهل هناك خطة للعمل على الحذف بشكل عادل؟
في عامي 2019 و2022 تم العمل على تنقية المستفيدين من الدعم على البطاقات التموينية، وحاليا يتم فلترة البيانات الخاصة بالموجودين على الدعم التمويني، وهناك مقترح بفلترة البيانات وحذف وإضافة للمستحق وغير المستحق للبطاقات التموينية كل 3 أشهر.
هل هناك أي خطوات تدرسها الوزارة مع الجهات المعنية بزيادة الدعم التمويني للفرد عن 50 جنيهًا؟
لدي طلبات لإضافة مواليد جديدة وإصدار بطاقات جديدة بالآلاف، وليس لدي قدرة مالية على إضافتهم، وبالأرقام فلدينا داخل منظومة الخبر المُدعم 71 مليون مواطن، وفي السلع التموينية 69 مليون مواطن، ومصر عدد سكانها في الداخل 100 مليون، ونحن لم نضف مواليد منذ 10 سنوات، وخلال تلك الفترة كان عدد المصريين 74 مليون شخص، وهؤلاء المتواجدون على منظومة البطاقات التموينية، فمصر كلها تحصل على دعم تمويني، فإذن لا بد من إنشاء قاعدة بيانات جديدة، لأن المنظومة القديمة بها عوار كبير.
هل هناك حلول أخرى لإضافة المواليد والمستحقين؟
في 2019 حذفنا بعض ممن لا يستحقوا الدعم من السلع التموينية، وللأسف تركناهم على بطاقة الخبز المُدعم، فهناك خلل وندرس حاليا العمل عليه، والبداية مع تحول الدعم إلى مشروط، بالإضافة إلى إصدار الكارت الموحد.
من صاحب القرار بترك من لا يستحق على منظومة الخبر المُدعم بصفتك جهة منفذة؟
هناك سياسات لكل وزير يعمل في وزارة التموين، فالدكتور على المصيلحي كان يرى أن ذلك مناسب، وللعلم حذفنا عددا كبيرا جدا، في الوقت الذي عاد فيه عدد أكبر منه بكثير، وبمعنى أدق "رجع ثلتي المحذوفين"، واللي موجود عندي حاليا في بطاقة التموين يزيد عن تعداد شعب مصر.
بصفتك جهة منفذة.. هل ترى أن هناك الكثير داخل منظومة الدعم لا يستحق الدعم التمويني؟
دعنا نقول أن هناك وجود لمستحقين حقيقيين للدعم ولم يحصلوا عليه لعدم وجود أموال في الوقت الحالي، وهناك أيضا عدد كبير جدا وقامات شهيرة ودخولها كبيرة جدا يمتلكون ممتلكات كثيرة ومازالوا يحصلون على دعم "رغيف الخبز"، وهناك مشاهير متواجدون على البطاقات كـ موروث ثقافي.
بصفتك المسئول التنفيذي عن إضافات وحذف البطاقات التموينية.. ما كواليس إضافة أحد الفنانين المشاهير على بطاقات التموين
أحد الموظفين أضاف مطربا شهيرا على بطاقات التموين، وتم تحويل الشخص المتسبب في الواقعة والشخص المُستفيد إلى جهات التحقيق.
هل هناك مشاهير يأتون للوزارة لإضافتهم على البطاقة التموينية بعد حذفهم؟
أنا جالي قامات شهيرة في البلد، ووقفوا على مكتبي وقالولي أنت ليه شِلتنا من البطاقة التموينية، وهناك بعض الشخصيات بتصرف 100 ألف جنيه في السنة ولديهم أسطول عربيات وبياخدوا دعم تمويني، ومره جالي المكتب سنة 2019 حد مشهور جدا وطلب عودته للبطاقات التموينية، قلتله اطلع للوزير مكتبه اطلب منه كده، تخيل واحد ساب منصبه وحاجته المهمة وجاي يطلب الرجوع للبطاقة التموينية!
خلال الشهور القليلة الماضية تم القبض على قيادات كبيرة داخل الوزارة.. ما تعليقك على الأمر؟
الرقابة الإدارية تقوم بدور كبير في هذ الموضوع، ووزارة التموين مش بتخبي أي حاجة، وإذا ثبت فساد أي شخص يتم محاكمته، وإذا أثير حوله الشكوك يُجبر على تقديم استقالته.
بعد ارتفاع سعر كرتونة البيض طالب البعض بوضعه على البطاقات التموينية.. هل أنت مع القرار أم لا؟
مينفعش كل حاجة تنزل على البطاقات التموينية، البيض تداوله صعب جدا، وأنا جهة منفذة ولست مسئولا، وقائمة السلع قد يتم تعديلها من وقت لآخر، من خلال الإضافة أو الحذف أو تعديل الأسعار، ولو تحولنا للدعم النقدي المشروط سيزيد عدد السلع، وده وارد جدا.