ينقذ الأبصار في غزة.. الطبيب المصري محمد توفيق العائد من القطاع: أجريت 235 عملية جراحية في 40 يومًا
في 28 سبتمبر الماضي، خرج الدكتور محمد توفيق، استشاري علاج الشبكية والجسم الزجاجي، من الأراضي المصرية وقبلته قطاع غزة ليداوي المصابين الفلسطينيين في ظل الحرب الغاشمة التي يتعرضون لها من قبل المحتل الإسرائيلي، منذ أكثر من عام؛ لأجل إنجاز مئات العمليات الدقيقة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا الذين لا يتوقف عددهم، ليمنحهم فرصا جديدة للحياة.
الطبيب المصري العائد من قطاع غزة، قال لـ القاهرة 24، إن رحلته بالقطاع استغرقت 40 يومًا، دخل إلى القطاع عن طريق الأردن، ضمن بعثة طبية من مؤسسة «Fajr Scientific Arabic»، أجرى خلالها 235 عملية جراحية، من بينها 145 عملية شبكية، و35 عملية إزالة شظايا من داخل العين، وبقية العمليات كانت عمليات مياه بيضاء، وخضع نحو 35 لـ 40 طفلًا لعمليات جراحية، كما قام أيضًا بعمل استشارات بالعيادات الخارجية لما يقرب من 350 حالة، كما ساعد الأطباء تحت التمرين بمحاضرات علمية.
وعلى مدار أكثر من 12 ساعة عمل متواصلة يوميًا، كان يداوي فيها «توفيق» عيون مصابي غزة، والتي كان أغلبها من فئة الشباب، في ظروف قاسية وصعبة على أي طبيب للعمل فيها، موضحا: كنت أنتهي من عملي وأسأل نفسي أنا اشتغلت ازاي في ظل المستهلكات وظروف غرفة العمليات والإمكانات التي نعمل بها، الموضوع خارج إرادة البشر، إنه بيد الله فقط.
وحول صورته الشهيرة، التي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها وهو متعب بعد إجراء 33 عملية جراحية في أكثر من 13 ساعة، أشار إلى أن هذا اليوم كان مخصصا لعمليات المياه البيضاء، لوقوفها منذ بداية الحرب بالقطاع، وإجراء أكبر عدد ممكن من تلك الحالات، عمل فيه منذ الـ 7 ونصف صباحًا وحتى الساعة 10 مساءً، واصفًا إياه باليوم المميز عن غيره خلال أيامه في غزة، لما لمسه من فرحة وسعادة بين المصابين بعد عودتهم للإبصار: قمة السعادة وإحساس لا يوصف عندما يأتي مريض يكاد يكون لا يرى وبعد العملية يعود للإبصار، شعرت بقيمة عملي في غزة.
هذه المرة لم تكن المرة الأولى التي يتوجه فيها الطبيب المصري إلى قطاع غزة، حيث سبق وتوجه إلى القطاع لأول مرة في شهر مايو الماضي، وكان أول طبيب عيون يجري أول عملية جراحية بالشبكية في غزة منذ بداية الحرب، وغادر بصحبة أجهزة طبية استطاع حينها إدخالها إلى القطاع، ولكن لم يحالفه الحظ في تلك المرة، حيث لم يستطع الدخول بمستهلكات وأجهزة طبية، ليعمل خلال زيارته الثانية بالأجهزة التي سبق وأدخلها خلال زيارته الأولى، وهو الأمر الذي وصفه توفيق بـ «غير مقبول للتصديق»، مردفًا: كان تحدي كبير لنا؛ لأن تلك المستهلكات من المفترض أن تستخدم لمرة واحدة فقط وأجبرنا على استخدمها لمرات عدة، بعد تعقيمها جيدًا بسبب صعوبة الحصول على تلك المستهلكات، فلا نملك حلول وكنا نتعامل وفق المتاح لنا.
وعن الفرق بين الرحلتين وما لمسه من سكان غزة، بعد أكثر من عام من العيش في حرب دامية وغاشمة من المحتل الإسرائيلي، قال: الفرق بين الرحلة الأولى والثانية، أن الأخيرة كان المستشفى خاليا من النازحين بعد أن تم إخلائه وعاد مرة أخرى للعمل في 1 سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أن نحو 99% من سكان غزة يعيشون في الخيام، بعد اقتحام رفح، الناس تعيش في الخيمة وتصحو على عملها وعجلة الحياة دايره، وكان بالنسبة لي شيء غير قابل للتصديق تمامًا، عندهم استعداد يتحدوا أي حاجة مقابل إنهم يعيشوا الحياة.