كيف سيقسم ترامب الولايات المتحدة في حال فوزه أو خسارته؟
تشهد الولايات المتحدة أكثر الانتخابات الرئاسية توترا وحدة، وتستعد لإجراءات متوترة جدا تحسبا لأية نتيجة محتملة.
وكرر دونالد ترامب ادعاءه بأن أي خسارة محتملة في انتخابات 2024 ستكون نتيجة تزويرا أو تلاعبا في النظام الانتخابي، وهو الموقف المشابه لموقفه بعد خسارته انتخابات 2020، مهددا في نفس الوقت بالانتقام من جميع خصومه في حال فوزه، تستعد أمريكا لأكبر موجة من التوتر والانقسامات في الرأي بعد إعلان النتيجة.
وفي خطابه السياسي لا يتوارى ترامب عن التهديدات المباشرة، وتشجيع مؤيديه على الاعتراض العنيف، وأيضا المسلح في حال خسارته للانتخابات.
نظرة على تصريحات ترامب
وكثف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحاته حول نزاهة وشرعية العملية الانتخابية، مع اقتراب إعلان النتيجة، ومنذ بداية الموسم الانتخابي، عبّر عن شكوكه في نزاهة العملية قائلًا في عدة مناسبات، إنه يعتقد أن النظام الانتخابي مزورا، مشيرا إلى قلقه من التلاعب بأصوات الناخبين، خاصةً في الولايات المتأرجحة، كما وصف ترامب عملية التصويت بالبريد بأنها قد تكون بوابة لحدوث تلاعب واسع النطاق.
وطالب الرئيس السابق أنصاره بالذهاب ومراقبة مراكز الاقتراع، وهناك تصريح له يطالبهم فيه بحمل السلاح، مشيرا إلى ضرورة تواجد مراقبين لضمان نزاهة عملية التصويت.
ومن أبرز تصريحات ترامب في هذا الصدد:
إذا لم تكن الانتخابات نزيهة، فهذا تهديد كبير لديمقراطيتنا، وأعتقد أن هناك من يسعى للتلاعب بالنتائج.
عليكم الذهاب بأنفسكم والتأكد من أن أصواتكم لن تُسرق.
لن أقبل بأي نتيجة حتى أتأكد من أنها كانت عادلة ونزيهة.
الانتخابات مسروقة، لن أترك بلدي يُدار بهذه الطريقة.
البلاد قد تواجه فوضى إذا شعر المواطنون بأن صوتهم لم يُحترم.
وبسبب إشارته إلى أن البلاد قد تواجه فوضى إذا شعر المواطنون بأن صوتهم لم يُحترم، وعدم اعترافه بالنتيجة إذا خسرها بفارق بسيط، شددت العاصمة واشنطن إجراءاتها الأمنية استعدادًا لأي اضطرابات محتملة أو احتجاجات عقب إعلان النتائج.
وشملت هذه التدابير بناء عدد من الحواجز الأمنية حول البيت الأبيض والكونجرس، وأغلقت العديد من المراكز التجارية بوابتها الرئيسية، ودفعت بزيادة في قوات الشرطة والأمن حول المباني الحكومية، والمناطق الحساسة بالعاصمة، كما تم الاستعداد لسيناريوهات متعددة تشمل التعامل مع التظاهرات الكبيرة التي قد تندلع مع اعلان النتائج.
لماذا في حال فوز ترامب سيكون متوقع حدوث اضطرابات في أمريكا؟
في حال فوز ترامب في انتخابات 2024، هناك عدة جهات ما تزال تشكل تحديا وتهديدا امام ترامب، الذي أعلن بشكل مباشر وغير خجل أنه سيصفي حساباته معهم.
المعارضة السياسية: من المحتمل أن يواجه معارضة قوية من الديمقراطيين في الكونجرس، خاصةً إذا حافظ الحزب الديمقراطي على سيطرته على أحد المجلسين، هذه المعارضة قد تعرقل تنفيذ سياساته أو تمرير تشريعاته، كما أن الولايات الزرقاء والحكومات المحلية بها قد تقاوم تنفيذ سياسات ترامب على المستوى المحلي، خاصةً في مجالات مثل سياسات الهجرة وحقوق الإنسان والتغير المناخي.
ويواجه ترامب عددا من القضايا القانونية التي ما تزال تنظر، خاصةً تلك المتعلقة بالضرائب والشؤون المالية، وليس من المستبعد استكمال التحقيقات بها حتى في حال فوزه.
ولن تخف معارضة المجتمع المدني والعديد من الجماعات الحقوقية والمدافعة عن الديمقراطية من مهاجمتها لترامب حتى في حال فوزه، بل قد تزيد من حملاتها ضد سياسات ترامب، خاصةً إذا شرع في تنفيذ تلك المثيرة للجدل.
ملاحقة بايدن وهاريس:
ومن بين تهديدات ترامب البارزة خلال الأيام الماضية، قوله إنه سيعين مدعٍ خاصا لملاحقة الرئيس جو بايدن وعائلته، متهما أيضا منافسته كامالا هاريس بالخيانة، قائلًا إنه يجب محاكمتها.
تهديد الصحفيين والقضاة:
وهدد ترامب خلال تصريحاته بمعاقبة الصحفيين الذين يرفضون الكشف عن مصادرهم، مشيرا إلى احتمال سجنهم.
ولم يكتفِ بذلك بل شملت تهديداته المسؤولين السياسيين، وتضمنت أيضا القضاة والمدعين الذين يشرفون على القضايا المرفوعة ضده، موجها تحذيرات مباشرة لهم وللشهود في محاكماته الجارية.
وأثارت هذه التعهدات بتنفيذ الانتقام ضد خصومه مخاوف بين خبراء في القانون والسياسة، الذين يرون أن هذه التحركات قد تهدد الحريات المدنية وتقويض الديمقراطية في أمريكا، بحسب مايكل دو أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا الذي قال للقاهرة 24 إن تصريحات ترامب تشبه تكتيكات الأنظمة الاستبدادية، التي تستخدم السلطة لمعاقبة المعارضين وإسكات النقاد.
وأضاف مايكل دو: تصريحات ترامب حول نتائج الانتخابات مصدر للجدل في المشهد السياسي الأمريكي، وستشعل التوترات في الشارع الأمريكي، سواء في حال فوزه أو خسارته.